صور للسيسي وحلويات مجانية وهنية والسنوار الحمساويان في بيت فتحاوي

مشاهدات من زيارة «حكومة الوفاق الفلسطيني»

رئيس الحكومة رامي الحمدالله (يمين) بجوار رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» إسماعيل هنية مع مسؤولين وقيادات (رويترز)
رئيس الحكومة رامي الحمدالله (يمين) بجوار رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» إسماعيل هنية مع مسؤولين وقيادات (رويترز)
TT

صور للسيسي وحلويات مجانية وهنية والسنوار الحمساويان في بيت فتحاوي

رئيس الحكومة رامي الحمدالله (يمين) بجوار رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» إسماعيل هنية مع مسؤولين وقيادات (رويترز)
رئيس الحكومة رامي الحمدالله (يمين) بجوار رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» إسماعيل هنية مع مسؤولين وقيادات (رويترز)

حظيت زيارة الحكومة الفلسطينية إلى قطاع غزة أمس، وهي الثانية لحكومة الوفاق الوطني التي تم تشكيلها بعد إعلان الشاطئ في يونيو (حزيران) 2014 بين حركتي فتح وحماس، باهتمام رسمي وشعبي وإعلامي كبير، كونها جاءت في أجواء أكثر إيجابية من السنوات الماضية، وآمال أعرض بتحقيق مصالحة كبيرة.
ولاحقت كاميرات المصورين، الحمدالله، منذ خرج من رام الله وحتى وصل إلى غزة، وسجلت كل كلمة قالها ومكان زاره، وحتى الأماكن التي ذهب ليرتاح فيها. كما سلطت الكاميرات الضوء كذلك على الوفد المرافق له وزراء ورجال أمن، وتتبعت تحركات الوفد المصري الأمني كذلك.
وسجلت «الشرق الأوسط» العديدَ من المشاهد التي برزت خلال الزيارة:
> الوفد الأمني المصري كان الجهة الأبرز في استقبال وفد الحكومة الفلسطينية، وتوجه لتسهيل مهمة إدخاله عن معبر بيت حانون في الجانب الإسرائيلي إلى قطاع غزة.
> مثل «حماس» في الاستقبال عند معبر بيت حانون، قيادات من الصف الثاني أبرزهم صلاح البردويل.
> حرس الشرف في الشرطة الفلسطينية أدى التحية، لأول مرة، لرئيس وزراء حكومة الوفاق، حيث لم يحظ بمثل هذا الترحيب عندما زار غزة عام 2014.
> حالة من الفوضى رافقت وصول الحمدالله إلى منصة المؤتمر الصحافي، وتدافع كبير بين الحضور، ما دفعه لإلقاء كلمة سريعة.
> لم يستطع الحمدالله السلام باليد على أعضاء الوفود التي ذهبت لاستقباله بسبب حالة الفوضى، ما دفعه إلى الخروج فوراً بعد إلقاء كلمته.
> قوات حرس أمن الرئاسة التي وصلت من رام الله، كانت تقوم بمهمة الحماية الشخصية المباشرة لرئيس الحكومة.
> لأول مرة، يزور قائدا «حماس» إسماعيل هنية ويحيى السنوار، منزل قيادي فتحاوي في قطاع غزة منذ الانقسام، حيث زارا منزل أحمد حلس، عضو اللجنة المركزية للحركة، في إطار اجتماعهما على مأدبة طعام بحضور الحمد الله ومندوبي الفصائل ومستقلين.
> خلال ضيافة القيادي حلس للوفود، جلس ماجد فرج، رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية، بين كل من هنية والسنوار، وكان يعد من أكثر أعداء «حماس» في السلطة الفلسطينية، واتهمته أجهزة أمن الحركة في غزة، خلال سنوات الانقسام، بأنه سبب في الأحداث الأمنية التي كان يشهدها القطاع.
> لوحظ لأول مرة، ظهور صور للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مناطق بقطاع غزة، وعلى سيارات الشرطة التي كانت متواجدة عبر معبر بيت حانون، وكتب على بعضها «تحيا مصر»، وعبارات أخرى تشيد بدورها في المصالحة.
> احتفل معتز عبده صاحب مطاعم «بالميرا» في غزة، على طريقته الخاصة بوصول الحكومة، وقام بتوزيع قطع من الكعك المجاني أعدت خصيصاً لزبائنه، تعبيراً عن فرحته بانتهاء الانقسام، كتب عليها «مع المصالحة... شعب واحد وحكومة واحدة».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.