موسكو: النظام يسيطر على 85 % من دير الزور

الألغام تقف عائقاً أمام تمشيط الرقة

موسكو: النظام يسيطر على 85 % من دير الزور
TT

موسكو: النظام يسيطر على 85 % من دير الزور

موسكو: النظام يسيطر على 85 % من دير الزور

أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيغور كوناشينكوف، أمس الخميس، أن قوات النظام السوري باتت تسيطر على أكثر من 85 في المائة من الأراضي في دير الزور، مرجحاً أن تكون المدينة، خلال الأسبوع المقبل، تحت سيطرته بشكل كامل. وشن الجنرال الروسي حملة عنيفة على «قوات سوريا الديمقراطية»، لافتا إلى أن مسلحيها الذين يأتون من الرقة إلى دير الزور، ينضمون دون عوائق إلى تشكيلات «داعش»، مضيفاً أن وسائل المراقبة الروسية لم ترصد خلال أسبوع أي اشتباكات بين الطرفين.
وأكّد كوناشينكوف أنه تم إبلاغ ممثلي قيادة القوات الأميركية الموجودة في قطر «بشكل صارم، بأن محاولات القصف من مناطق (سوريا الديمقراطية) ستواجه رداً فورياً»، مشيراً إلى أن «القوات السورية تعرضت مرتين لإطلاق نار من مناطق شرق الفرات، حيث يوجد مسلحو (سوريا الديمقراطية) وعسكريون أميركيون». وقال الجنرال الروسي إن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة «أوقف تنفيذ عملية تحرير الرقة في ضوء نجاحات الجيش السوري» (في دير الزور)، لافتا إلى أن أحياء مركز عاصمة «داعش»، التي تشكل نحو 20 في المائة من مساحة المدينة، لا تزال تحت سيطرة التنظيم. وأشار إلى أن وسائل المراقبة الروسية ترصد عملية نقل مسلحي «سوريا الديمقراطية» من الرقة إلى المناطق الشمالية لدير الزور.
وفيما أكد «الإعلام الحربي» التابع لحزب الله، تحقيق قوات النظام وحلفائها، تقدماً، أمس، بريف دير الزور الشمالي الغربي، لافتاً إلى سيطرتهم على عدد من القرى والبلدات، اتهم «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قوات النظام بتنفيذ «مجزرة» بحق 13 مدنياً في دير الزور. ونقل «المرصد» عن مصادر أهلية في شرق نهر الفرات، أنه تم العثور على 13 مدنياً، مقتولين بطلقات نارية في منطقة مراط، الواقعة قبالة مطار دير الزور العسكري عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات. وأوضحت المصادر أن «المواطنين الذين أعدموا كانوا يحاولون الفرار من العمليات العسكرية، والوصول إلى مناطق آمنة، وأوقفتهم قوات النظام التي عبرت نهر الفرات في 18 سبتمبر (أيلول) الحالي، قائلة لهم بأنهم (أصدقاء) والمنطقة باتت تحت سيطرتهم، إلا أن بعضهم حاول إكمال طريقه والنزوح نحو مناطق في ريف دير الزور، فأطلقت عليهم عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها النار بشكل مباشر مع آخرين كانوا موجودين في المنطقة، ما أسفر عن مفارقتهم للحياة».
في هذا الوقت، تواصلت الاشتباكات العنيفة بين قوات مجلس دير الزور العسكري والقوات الخاصة الأميركية ووحدات حماية الشعب الكردي من جهة، وعناصر «داعش» من جهة أخرى، على محاور واقعة في شرق نهر الفرات، بريفي دير الزور الشمالي والشمالي الغربي. وقال المرصد السوري إن قوات «عاصفة الجزيرة» (النظام وحلفاؤه) تمكنت من تحقيق تقدم جديد، والسيطرة على محطة وحقول نفطية واقعة غرب نهر الفرات، بشمال غربي مدينة دير الزور. وكان المرصد رصد دخول قافلة عسكرية تحمل معدات وأسلحة وذخيرة وآليات عسكرية، مقبلة من جهة العراق، ونقل عن مصادر وصفها بـ«الموثوقة»، أن القافلة التي تضم عشرات الشاحنات، اتجهت على الطريق الدولي نحو القامشلي، مرجحاً أن تكون وجهتها ريف دير الزور، للمشاركة في عملية «عاصفة الجزيرة».
وفي الرقة، أفاد «المرصد» بأن «قوات سوريا الديمقراطية» تلاحق آخر فلول مقاتلي «داعش» في المدينة، معقله الأبرز في سوريا، بعد معارك دامت نحو أربعة أشهر، لافتا إلى أن «قسد» والقوات الخاصة الأميركية بدأت عمليات تمشيط لكامل الرقة، مشيراً إلى أن «كثافة الألغام» التي خلفتها مقاتلة التنظيم المتطرف «تقف عائقاً أمام إنهاء التمشيط بشكل سريع». ويتوارى آخر عناصر «داعش» في الرقة، وفق «المرصد»، «في أقبية وملاجئ المنطقة الممتدة من الملعب البلدي والمخابرات الجوية» في وسط المدينة.
وفي سياق الاستعدادات لمرحلة ما بعد تحرير الرقة، أعلنت «سوريا الديمقراطية»، أمس، أن مجلس الرقة المدني تسلم دفعة من آليات عمل البلديات، مقدمة من قبل منظمات دولية، لتسهيل أعمال البلديات في إعادة بناء المنطقة وخدمتها. وبحسب بيان صادر عن «المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية»، فإن مجلس الرقة المدني تسلم 6 آليات ستدخل في خدمة مدينة الرقة لتنظيف وإزالة الركام والأنقاض والسواتر الترابية من شوارعها، لافتاً إلى أنه سيتم تسليم 56 آلية على شكل دفعات كل أسبوع من قبل التحالف الدولي ومنظمة (USAID).



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.