بدأ تلفزيون «ناشونال جيوغرافيك» الأميركي يوم الاثنين الماضي، عرض مسلسل عن تنظيم داعش، وقدم، في بداية أول حلقة في المسلسل، تحذيراً بأن فيه «مناظر مؤلمة».
قبل 3 أعوام، قدمت القناة نفسها مسلسلاً عن «داعش» تحت عنوان: «جحيم على الأرض»، وكان ذلك قبل بداية الحرب الدولية ضد «داعش». وجاء في مقدمة ذلك المسلسل: «ها هي سوريا قد سقطت تحت قبضة أعنف مجموعة من المقاتلين الخارجين عن القانون في التاريخ الحديث». وقالت القناة إن ذلك المسلسل جهز بعد تحرير أكثر من 1,000 ساعة من شرائط فيديو، وأفلام سينمائية، وأخبار تلفزيونية.
كتب وأخرج المسلسل الجديد بيتر كوزمنسكي (61 عاما)، البريطاني الذي كان أخرج، خلال 30 عاماً، 18 مسلسلاً تلفزيونياً، وأنتج 7، وكتب قصص 4، وحاز على قرابة 40 جائزة، منها جائزة «إيمي» في هوليوود.
يتابع المسلسل الجديد، واسمه «ذا ستيت» (الدولة، إشارة إلى الدولة الإسلامية) 4 شباب وشابات بريطانيين سافروا إلى سوريا، وانضموا إلى داعش.
في الحلقة الأولى من المسلسل، يتحمس هؤلاء للسفر إلى سوريا، وللانضمام إلى داعش. وفرحوا عندما وصلوا، لأن الداعشيين أنزلوهم في أماكن تشبه داخليات الجامعة. وقدموا لهم وجبات طعام دسمة، بأدوات أكل حديثة، في قاعة أنيقة.
لكنهم فوجئوا في مكتب التسجيل عندما طلب منهم مسؤولون في داعش تسليم جوازات سفرهم، وتلفوناتهم الجوالة.
لم تقدم الحلقة الأولى في المسلسل شرحا كافيا لأسباب انضمام هؤلاء إلى داعش. عكس ذلك، قدم بعض الأسباب زعيم داعشي خطب فيهم بعد وصولهم. وتحدث عن «ظلم الكفار» و«رفع راية الإسلام»، وسط هتافات «الله أكبر» من عشرات من الداعشيين.
منذ البداية، واجه البريطانيون الخمسة 3 عراقيل أساسية:
أولا: ما كانوا يعرفون كثيرا عن الإسلام. ثانيا: ما كانوا يعرفون كثيرا عن العادات والتقاليد الشرق أوسطية. ثالثا: وجدوا أنفسهم يتعاملون مع مسلمين متطرفين.سريعاً ظهرت التناقضات
من جهتها قالت صحيفة «هوليوود ريبورتر»: «ركز المسلسل على الحوادث، ولم يركز على المعاني. قدم قصة شباب وشابات بريطانيين من دون أن يقدم ما وراء القصة».
وقالت مجلة «أتلانتيك» إن المسلسل فيه وجهان:
في جانب: «يعطف المسلسل على الشباب البريطانيين، ويقدمهم وكأنهم بريطانيون عاديون. رغم أنهم خططوا للانضمام إلى داعش لارتكاب جرائم فظيعة باسم الإسلام».
في جانب: «انضم المسلسل إلى الثقافة الإعلامية الغربية التي تصور المسلمين وكأنهم إرهابيون كلهم».
وقالت صحيفة «واشنطن بوست»: «لم يكن سهلا، منذ البداية، تقديم مسلسل عادل يعالج قصة مسلمين بريطانيين انضموا إلى داعش. هل يركز المسلسل على أنهم شباب شجعان، ويخطئ في ذلك؟ أو يركز على أن الإسلام دين عنف، ويخطئ في ذلك؟».
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز»: «طبعا، ليس كل المسلمين في عنف الداعشيين. يريد هؤلاء تدمير العالم لبناء عالم جديد. لكنهم، في الوقت نفسه، يبحثون عن هوية وأصل».
وأشادت صحيفة «بوسطن غلوب» بالمخرج كوزمنسكي. وقالت إنه كان أخرج مسلسلا «برتز» عن مسلمين بريطانيين، واحد معتدل والثاني متطرف. وها هو كوزمنسكي يخرج هذه المرة مسلسلا عن مسلمين بريطانيين تركوا كل بريطانيا، ووجدوا كيف يعرقل الواقع أفكارهم المثالية.
علق آخرون في موقع «ناشونال جيوغرافيك»:
كتب واحد: «ليس كل المسلمين إرهابيين، لكن ربما كل الإرهاب يرتكبه مسلمون».
وكتب ثان: «أكثر الإرهابيين مسلمون، ويقدم الإعلام الإرهابيين الذين هم مسلمون».
وكتب ثالث: «يدعو القرآن إلى الجهاد. نقدر على أن نختلف حول معنى الجهاد، لكنه موجود في القرآن».
وكتب رابع: «مثل القاعدة، 100 في المائة من داعش صنع في الولايات المتحدة».
مسلسل لـ«داعش» في التلفزيون الأميركي يثير الانتقادات
مسلسل لـ«داعش» في التلفزيون الأميركي يثير الانتقادات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة