أفاد مصدر عسكري عراقي أمس بأن القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الوزراء حيدر العبادي أوعز بزج قوات الحشد الشعبي رسمياً في معارك تحرير مناطق غرب العراق من تنظيم داعش. وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية إن «القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، أصدر أمراً عسكرياً رفيعاً يفُضي بزج قوات الحشد الشعبي للمشاركة الرسمية بمعارك تحرير غرب العراق، المتمثلة بمدن القائم وعانه وراوة ومسك ناحية عكاشات المحررة».
وأضاف المصدر أن «قادة الحشد الشعبي بدأوا بإرسال تعزيزات من فصائل الحشد إلى غرب الأنبار، من أبرزها كتائب الإمام علي، وعصائب أهل الحق، حيث بدأت تصل إلى مشارف المدن المُحتلة من قبل داعش بانتظار ساعة الصفر لاقتحام تلك المدن لمساندة الجيش العراقي في طرد التنظيم المتطرف منها»، موضحاً أن قوى الحشد الشعبي تأتمر بأمر قادة الجيش العراقي. وتستعد القوات العسكرية العراقية لإطلاق عمليات عسكرية لتحرير مدن عانه وراوة والقائم القريبة من الحدود مع سوريا، وإنهاء قبضة التنظيم على تلك المدن التي سيطر عليها منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
من ناحية ثانية، أكدت السلطات العراقية أمس نقل نحو 1400 من زوجات وأبناء متشددي تنظيم داعش إلى موقع جديد شمال الموصل، رافضة ما أبدته منظمات الإغاثة التي لم يتم إخطارها بهذه الخطوة من مخاوف. وقال بيان للجيش العراقي: «تم نقلهن إلى مكان آمن تتوفر فيه خدمات أفضل تحت إدارة القوات العراقية واللجان المختصة».
وحسب وكالة «رويترز»، كان مسؤولو إغاثة أجانب قالوا أول من أمس إنهم «قلقون بشدة» على مصير العائلات التي تحتجزها السلطات العراقية منذ 30 أغطس (آب) في مخيم حمام العليل جنوب الموصل.
إلى ذلك، أعلن مسؤول في مجلس محافظة نينوى لوكالة الصحافة الفرنسية أن السلطات نقلت زوجات وأبناء «الدواعش» إلى مركز احتجاز في تلكيف تحت سيطرة قوات الأمن العراقية «لبحث قضيتهم قبل طردهم المحتمل من البلاد».
بدوره، أكد مسؤول رفيع أن «عدد النساء يبلغ 509 مع 813 طفلا من جنسيات أوروبية وآسيوية وأميركية»، مشيرا إلى أن «عدد النساء التركيات هو الأعلى مع 300 امرأة».
وكانت السلطات تحتجز هؤلاء في معسكر للنازحين في منطقة حمام العليل التي تبعد 60 كلم جنوب الموصل.
ودعا المجلس النرويجي للاجئين الحكومة العراقية إلى الكشف عن مكان هؤلاء وأسباب نقلهم. كما طلب «منح المنظمات الإنسانية إمكانية الوصول دون عوائق إلى موقعهم حتى تتمكن هذه المنظمات من مواصلة تقديم المساعدات لهم». ودعا المجلس «حكومات الرعايا الأجانب، بينهم تركيا وأذربيجان وروسيا وطاجيكستان، إضافة إلى السلطات العراقية للتحرك بسرعة وتوضيح وضع هذه الأسر وتقديم ضمانات فعالة لحقوقهم الأساسية».
من جهته، قال وزير عراقي إن «هؤلاء الأجانب دخلوا البلاد بشكل غير شرعي». وأضاف: «يجب اتخاذ إجراءات قانونية ضدهم كونهم كانوا في منطقة يسيطر عليها إرهابيون، وستوجه لهم تهم الإرهاب». لكن قيادة العمليات المشتركة أكدت في بيان أنها نقلت الأسر «إلى مكان آمن تتوفر فيه خدمات أفضل في تلكيف تحت إدارة القوات العراقية واللجان المختصة». وفي هذا الصدد قالت نائبة مدير مكتب المجلس النرويجي للاجئين في العراق، جولي ديفيدسون: «هؤلاء النساء والأطفال هم الأكثر ضعفاً. وبصرف النظر عن الاتهامات الموجهة إلى رأس الأسرة، فإن لهم الحق في الحماية والمساعدة».
وكانت هذه العائلات قد سلمت نفسها إلى قوات البيشمركة بعد استعادة السيطرة على بلدة تلعفر فقامت البيشمركة بتسليمهم إلى القوات العراقية. واستعادة القوات العراقية أواخر أغسطس (آب) الماضي السيطرة على تلعفر، ما دفع المتطرفين وعائلاتهم إلى الفرار إلى العياضية شمال المدينة وتسليم أنفسهم إلى قوات البيشمركة.
من ناحية ثانية، كشف قيادي عشائري بمحافظة الأنبار عن قيام تنظيم داعش بإعدام أربعة من قيادييه بعد هروبهم من مدينة «عنه». ونقل موقع «السومرية نيوز» عن القيادي في حشد عشائر البغدادي بالمحافظة
الشيخ قطري العبيدي القول إن «تنظيم داعش أعدم أربعة من قيادييه العراقيين». وأضاف أن «التنظيم أعدم قيادييه رميا بالرصاص بعد هروبهم من مدينة عنه (210 كلم غرب الرمادي) باتجاه الحدود العراقية السورية غربي الأنبار». يذكر أن تنظيم داعش يسيطر على مدينة عنه منذ قرابة ثلاث سنوات. وقد أكملت القوات الأمنية العراقية استعداداتها لاستعادة السيطرة عليها.