أثار ظهور طفل بدين كمشارك دائم في برنامج «توك شو» صباحي يقدم على قناة «شو تي في» إحدى القنوات الخاصة واسعة الانتشار في تركيا ضجة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي دفعت السلطات التركية إلى التدخل وإلزام القناة بمعايير محددة في اختيار الأطفال وظهورهم والموضوعات التي يتحدثون فيها ومنع استغلالهم لتحقيق أهداف وفوائد اقتصادية.
وبادرت وزارة الأسرة والسياسات الاجتماعية التركية إلى إنشاء لجنة داخل القناة في إطار إجراءات لحماية الأطفال ومنع استغلالهم في البرامج، بعد أن ذاعت شهرة الطفل أفاجان كوتش يغيت، البالغ من العمر خمسة أعوام ونصف العام، الذي يميل إلى السمنة، والذي أصبح يسمى «شيتوس أفا» لحديثه الدائم عما يفضله وأقرانه من أطعمة ومشروبات غالبيتها تؤدي إلى البدانة مثل البطاطس الشيبس وأكياس «شيتوش» والمشروبات الغذائية من خلال برنامج يحتوي على فقرة: «خذوا الأخبار من أولادكم» هو بطلها مع 3 مذيعين ومذيعات.
وبعد أن ذاعت شهرة الطفل القادم من محافظة أرزروم (شمال شرقي تركيا) شن مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي حملة ضد والديه، لدعمهما ابنهما في تناول الطعام غير الصحي، معتبرين أنه شكل من أشكال إساءة معاملة الأطفال.
وتفاعلا مع الحملة، قررت وزارة الأسرة والسياسات الاجتماعية تشكيل لجنة للأطفال داخل القناة مهمتها مراجعة طريقة الاختيار ومضمون البرامج وتقييم الظروف البدنية والنفسية لكل طفل يظهر على الشاشة وتقديم الدعم الفني لأسر الأطفال والدعم النفسي للأطفال أنفسهم.
وقالت مصادر بالوزارة، إن بعض المسؤولين من الوزارة اتصلوا بوالدي الطفل أفاجان كوتش يغيت لتنبيههم إلى مخاطر السمنة وضرورة فحصه طبيا وتقديم الدعم النفسي له بسبب تكرار ظهوره على الشاشة.
لكن المفاجأة أن شاهين كوتش يغيت، والد الطفل أفاجان، أصر على أن الحالة الصحية لابنه جيدة جدا، وأنهم يحاولون ضبط وزنه بدعم من أطباء في مستشفى أرزروم الحكومي.
وقال والد الطفل: «نحن نعتبر مبادرة وزارة الأسرة لا لزوم لها، لأننا الآباء والأمهات الذين نهتم بأطفالنا. ونحن نحاول الحفاظ على صحة أفاجان النفسية والجسدية تحت السيطرة. ولهذا السبب، إذا اهتمت الوزارة برعاية الأطفال الذين يجبرون على التسول في الشوارع، فإننا سنكون أكثر سعادة بذلك».
وأعادت قضية الطفل أفاجان إلى الأذهان مشكلة استغلال الأطفال في البرامج والإعلانات والأعمال الفنية لتحقيق مكاسب اقتصادية للقنوات والمنتجين، وما ينتج عن ذلك من آثار نفسية وسلوكية سلبية لدى هؤلاء الأطفال.
وأشارت يلدا تان، وهي طبيبة نفسانية متخصصة في علاج الأطفال والمراهقين، إلى أن تدخل الوزارة في هذه المسألة يعد أمرا جيدا، قائلة» أفاجان طفل يحظى بالكثير من اهتمام وسائل الإعلام، لكن على والده أن يكون حذرا جدا. لأن هذا الطفل قد يشارك في برنامج تلفزيوني أو اثنين، لكن إذا أصبح هذا الوضع دائما، قد تتطور اضطرابات الشخصية، مثل النرجسية، ولدى الطفل أفاجان قد يتحول الأمر إلى مرض إدمان الاهتمام».
وأضافت: «إنني أتكلم باسم جميع الأطفال. ومن الجيد جدا أن تكون وزارة الأسرة مسؤولة عن هذه المسألة وأن تدعمها. الطفل لا يعرف ما هو صواب أو خطأ. إنها الأسرة التي ستوجهه. كما أنه من المناسب إعلام الأسرة وتوعيتها».
ضجة واسعة لظهور طفل تركي بدين في برنامج حواري
والده رفض نصائح وزارة الأسرة وطالبها بالاهتمام بالمتسولين
ضجة واسعة لظهور طفل تركي بدين في برنامج حواري
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة