تركيا تلوح باستخدام القوة رداً على استفتاء كردستان

جددت دعوتها لإلغائه معتبرة أن العالم يترقب ردها

TT

تركيا تلوح باستخدام القوة رداً على استفتاء كردستان

لوحت تركيا باستخدام القوة حال عدم تراجع إدارة إقليم كردستان العراق عن إجراء الاستفتاء المزمع في 25 سبتمبر (أيلول) الجاري بشأن الانفصال عن العراق.
وأكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده لن تتردد في استخدام أي نوع من القوة عندما يتطلب الأمر. وكان جاويش أوغلو أجرى مباحثات مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان في أنقرة مساء أول من أمس، وردا على سؤال حول احتمالات تدخل تركيا لمنع الاستفتاء قال، خلال مؤتمر صحافي مشترك، إن الرأي العام العالمي ينتظر من تركيا اتخاذ خطوة، بمن فيهم الأميركان، حيال هذا الاستفتاء وأن تركيا لن تتردد في استخدام أي نوع من القوة عندما يتطلب الأمر.
ولفت إلى تطابق وجهات النظر بين تركيا وفرنسا حول الاستفتاء حيث تعتبرانه خطوة خاطئة من شأنها خلق مشاكل جديدة في منطقة الشرق الأوسط. وحذرت تركيا أول من أن الاستفتاء على استقلال كردستان العراق سيكون له ثمن وسيؤدي إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة ورحبت في الوقت نفسه برفض البرلمان العراقي للاستفتاء.
ودعا المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إدارة الإقليم إلى إعادة تقييم الأمر والعدول عن فكرة إجراء الاستفتاء، والإقدام على خطوات لحل المشاكل بين أربيل وبغداد في إطار وحدة الأراضي العراقية.
ولفت إلى تضمين كركوك في الاستفتاء رغم أنها لا تقع داخل حدود إقليم كردستان هو أمر غير مقبول، مؤكداً أن تركيا لن تقبل بفرض الأمر الواقع في هذه المسألة.
وأشار إلى أنه لا توجد أي دولة أو أي منظمة دولية تدعم انفصال الإقليم الكردي عن العراق غير إسرائيل، محذرا من أن انفصال الإقليم عن العراق ستكون له عواقب وخيمة.
من جانبه قال نائب رئيس الوزراء المتحدث باسم الحكومة التركية بكير بوزداغ إصرار إدارة إقليم كردستان على إجراء «استفتاء الانفصال» عن العراق سيؤدي إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار.
واعتبر بوزداغ أن خطوة الاستفتاء التي يصر عليها الإقليم الكردي في شمال العراق خطأ تاريخي وسيكون لها ثمن وعقوبات وأن النتيجة التي سيتمخض عنها ستكون الفوضى وانعدام الاستقرار وظهور مشاكل أمنية وأزمات لا تقدرها إدارة الإقليم جيدا في الوقت الحالي مطالبا بإلغاء الاستفتاء.
وسبق أن حذر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو من أن الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان سيؤدي إلى حرب أهلية في العراق وسيزيد من أزمات المنطقة وعدم استقرارها.
وأعربت الخارجية التركية في بيان أول من أمس عن قلقها تجاه موقف قيادة إقليم كردستان وإصرارها على الاستفتاء وبياناتها ذات النبرة المؤججة للمشاعر على نحو متزايد قائلة: «ينبغي الإشارة إلى أن هذا الإصرار سيكون له ثمن بالتأكيد.. ونحن ندعوهم إلى التصرف بتعقل والتخلي عن هذا المسار الخاطئ على الفور».



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.