القوات العراقية تقاتل «داعش» وسط تلعفر

قادة ميدانيون يتوقعون تحريرها بحلول عيد الأضحى

عربة عسكرية تشق طريقها وسط الغبار خلال المعارك مع «داعش» في تلعفر أمس (رويترز)
عربة عسكرية تشق طريقها وسط الغبار خلال المعارك مع «داعش» في تلعفر أمس (رويترز)
TT

القوات العراقية تقاتل «داعش» وسط تلعفر

عربة عسكرية تشق طريقها وسط الغبار خلال المعارك مع «داعش» في تلعفر أمس (رويترز)
عربة عسكرية تشق طريقها وسط الغبار خلال المعارك مع «داعش» في تلعفر أمس (رويترز)

انهارت دفاعات تنظيم داعش وسط تلعفر أمس، أمام هجمات القوات العراقية، حسبما ذكر بيان للجيش أمس. ووصلت القوات الأمنية إلى وسط الحي القديم في المدينة والقلعة التي تعود إلى العهد العثماني.
وفي اليوم السادس للهجوم، ذكر بيان لقيادة العمليات المشتركة أن وحدات من قوات النخبة العراقية سيطرت على أحياء النداء والطليعة والعروبة والنصر وسعد في شمال المدينة. وحسب وكالة «رويترز»، فإنه وفقاً لأحدث خريطة لقيادة العمليات المشتركة نشرت أمس، فإن القوات العراقية سيطرت على نحو 3 أرباع المدينة منذ انطلاق الهجوم في الساعات الأولى من يوم 20 أغسطس (آب)، فيما لا يزال المتشددون يسيطرون على القطاع الشمال الشرقي من المدينة.
من جهتها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن قائد عمليات «قادمون يا تلعفر»، الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله، أن «قوات مكافحة الإرهاب» العراقية باتت «تحاصر حي القلعة آخر الأحياء المتبقية ضمن قاطع مسؤولية جهاز مكافحة الإرهاب في المحور الجنوبي الغربي» من المدينة. وقالت قيادة الشرطة الاتحادية المشاركة في العملية من جانبها إنها «حررت حي سعد شمال غربي تلعفر بالكامل وتحشد قطعاتها لاقتحام حي القادسية».
وتوزعت القوات العراقية وفصائل الحشد الشعبي وأغلب عناصرها من الشيعة في معركة تلعفر على 3 جبهات. وبمساندة جوية من التحالف الدولي بقيادة أميركية هاجمت الشرطة الفيدرالية والحشد الشعبي معقل المتطرفين من الغرب، وقوات مكافحة الإرهاب من الجنوب وقوات الجيش مع فصائل الحشد الشعبي من الشرق. وتأمل القوات العراقية في وصل الجبهات الثلاث حول القلعة. ويؤكد القادة الميدانيون أن معركة تلعفر ستكون أسرع من معركة تحرير الموصل، وهم يتوقعون السيطرة على المدينة بحلول عيد الأضحى في الأول من سبتمبر (أيلول).
وتبعد تلعفر 80 كيلومتراً إلى الغرب من الموصل وتقع على طريق إمداد بين سوريا والموصل التي استعادتها القوات العراقية في يوليو (تموز) بعد 9 أشهر من القتال. وجاء بعض أبرز قادة «داعش» من تلعفر التي عزلتها القوات العراقية عن بقية الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم في يونيو (حزيران). ويقول قادة عسكريون أميركيون وعراقيون إنه لا يزال في تلعفر نحو ألفي مقاتل مسلح. ويقول الجيش الأميركي إن ما بين 10 و20 ألف مدني لا يزالون بالمدينة.
وكما كان الوضع في الموصل، يعاني المدنيون من الحملة. وفرّ عدد كبير من السكان من تلعفر في الأسابيع التي سبقت الهجوم. وتقول منظمات إغاثة وسكان تمكنوا من الفرار إن المتشددين الذي يسيطرون على المدينة منذ عام 2014 هددوا المتبقين في المدينة بالقتل.
وكانت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة قالت الثلاثاء الماضي، إن الفارين من تلعفر يعانون من الجفاف والهزال وعاشوا على المياه غير النظيفة والخبز لمدة تتراوح بين 3 و4 أشهر. ويفد الناس على مخيمات للنازحين مصابين بجروح من نيران قناصة وانفجار ألغام.
إلى ذلك، قال بيان عسكري آخر أمس إنه جرى العثور على مقبرتين جماعيتين تحتويان على رفات 500 شخص في بادوش على الطريق بين الموصل وتلعفر. وأضاف البيان أنه يعتقد أن القتلى نزلاء سجن بالمنطقة قتلهم المتشددون عندما اجتاحوا السجن عام 2014.


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».