تتسابق شركات الإعاشة والتموين، لتخطي الزحام في أيام الحج والوصول بأطعمة ساخنة ومشروبات باردة وكميات من المياه المثلجة إلى مخيمات الحجاج في المشاعر، وسط درجات حرارة مرتفعة تصل إلى أكثر من 45 درجة مئوية.
وحسب رئيس اللجنة الوطنية للتغذية والإعاشة شاكر الشريف، فإنّ المعدلات التي تقضيها سيارات التموين للوصول إلى قلب المشاعر المقدسة مرتفعة نظير ارتفاع أعداد الحافلات وزحمة السير في منطقة العزيزية عبر الطرق الشريانية الموصلة لمقرات الحجاج.
وقال الشريف لـ«الشرق الأوسط» إن التحديات كبيرة في إبقاء درجات الحرارة للمأكولات الساخنة أكثر من 65 درجة وفي المأكولات الباردة أقل من خمس درجات مئوية، لحمايتها من البكتيريا، ما يجعل شركات الإعاشة والتموين تستعين بتجهيزات في مركباتها تحافظ على برودة الأكل وسخونته، مؤكداً في السياق ذاته أن مكة المكرمة أصبحت رائدة في مجال الغذاء وتتطور شركات الإعاشة فيها عاما بعد عام وتعقد ورش عمل مستمرة للاستفادة من التجارب العالمية.
ولفت إلى أنّ شركات الإعاشة والتموين التي يبلغ عددها 150 شركة في العاصمة المقدسة يمكن تنظيم عملها ودراسة مساراتها في مكة على نسق الخطوط الترددية التي تمر بها مؤسسات الطوافة ولا تتعارض مع الأخرى، مضيفاً أن اللجنة الوطنية للتغذية والإعاشة تسعى للحصول على مدد زمنية مخصصة لدخول وخروج المركبات، وهي أحد الحلول المطروحة على طاولة الجهات المعنية لحفظ الأطعمة في معدلاتها الزمنية اللازمة.
وتطرق إلى ارتفاع درجات الحرارة وصعوبة نقل السيارات الثلج إلى الأماكن المقدسة، ما يجعل كثيراً من المرافق الاقتصادية التي تنشط في صناعة قوالب الثلج وتوريدها إلى مخيمات المشاعر المقدسة تستخدم تقنيات تبريد لحفظها من انتظار ساعات طويلة أمام مداخل المشاعر المقدسة، ليس فقط لتبريد المشروبات بل لحفظ الأطعمة أيضاً.
إلى ذلك قال هشام كعكي صاحب مصنع ثلج، إنّ المعدل التقريبي لاستهلاك الحجاج من الثلج هو 8 ملايين كيلوغرام خلال أربعة أيام فقط (فترة الحج الفعلية)، ومتوسط استهلاك كل حاج بمعدل كيلو في أربعة أيام، مشيراً إلى أنّ الطلب المتنامي على قوالب الثلج يرتفع بدرجة مرتفعة هذه الأيام خصوصاً أن بعض الحجاج قادمون من مناطق باردة.
وأشار إلى أن الطلب على الثلج ينمو، مفيداً أن الحاجة ماسة للتوسع لمواكبة الأرقام التي تنوي السعودية استضافتها والمقدرة بنحو 30 مليون حاج ومعتمر في 2030.
وقال كعكي إن مصانع الثلج في السعودية هي واحدة من أهم الاستثمارات في السعودية وفقا لظروف مختلفة مثل ارتفاع درجات الحرارة في مدن كثيرة على امتداد العام، إضافة إلى موسم العمرة والحج الذي يتطلب توفير كميات كبيرة من المياه الباردة جراء الساعات الطوال في المشي.
وذكر أن توصيل قوالب الثلج إلى داخل المشاعر المقدسة مهمة صعبة والخطأ فيها قد يودي برأس المال، مشيراً إلى أن فرق دقائق بسيطة من الممكن أن يحول الثلج إلى ماء وهو ما يكبد الشركات خسائر كبيرة إلى جانب أهمية تأمين خطوط الإنتاج والمبيعات، عبر أحدث التقنيات.
الحجاج يستهلكون 8 ملايين كيلوغرام من الثلج في 4 أيام
سباق بين الشركات لتوفير أطعمة ساخنة ومشروبات باردة للحجاج في ظل ارتفاع درجات الحرارة
الحجاج يستهلكون 8 ملايين كيلوغرام من الثلج في 4 أيام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة