سمير صالحة

سمير صالحة
اكاديمي ومحلل سياسي تركي

«مقلوبة».. أكلة «الجماعة» المفضلة

المقلوبة أكلة منتشرة في بلاد الشام، خصوصا في فلسطين والأردن ولبنان. ومن هناك تعرف الأتراك عليها وضموها إلى لوائح أطعمتهم الشعبية. الفكرة هي وضع اللحم أو الدجاج والخضار المقلي مع الأرز وطهيه، لكن المهارة والتفنن في رص صفوف المحتويات بعضها فوق بعض باعتناء ودقة، والأهم من كل ذلك هو طريقة «قلبها» فوق الصينية أو السدر، حيث تحتفظ الطبخة بشكل الوعاء الذي طبخت فيه على نار هادئة ولساعات طويلة. المقلوبة أكلة تحتاج إلى صبر ومهارة وخبرة، ولكنها أيضا أكلة دسمة تحتوي في وجبتها الواحدة (350غراما تقريبا) على 640 سعرة حرارية.

غبار ودخان

نحن نستخدم مصطلح «توز - دومان»، أي غبار ودخان، للتدليل على ارتدادات مواجهات وأزمات وكوارث كبرى تماما كما هي الحال اليوم في تركيا، في أعقاب انفجار أزمة العلاقات بين العدالة والتنمية وجماعة فتح الله غولان الإسلامية. مشروع القانون الذي تعد له حكومة رجب طيب إردوغان حول إعادة تنظيم أعمال مراكز تأهيل الطلاب للالتحاق بالثانويات والجامعات كان القشة التي أطاحت بأكثر من عشر سنوات من التعاون والتقارب، وأدت إلى إشعال فتيل بارود العلاقات بين الطرفين. لكن أسباب التأزم الحقيقية تعود إلى ما قبل أربع سنوات، مع حادثة أسطول الحرية وسفينة «مرمرة»، وموقف الجماعة المنتقد لدعم مغامرة استفزت إسرائيل على هذا النحو.

قراءة في الموازنة التركية لعام 2014

ماراثون إقرار مشروع قانون الموازنة التركية لعام 2014 في البرلمان مستمر والاحتقان السياسي في ذروته والدخان الأبيض قد لا ينبعث في الوقت القريب، لكن مجموع أصوات نواب العدالة والتنمية قادر على الحيلولة دون وقوع أي مفاجآت غير مستحبة أو محسوبة. الأرقام التي أعلنت في أنقرة تقول إن مجموع حجم النفقات العامة هو 220 مليار دولار، وإن مجموع الواردات العامة هو 205 مليارات دولار، لكن الحقيقة هي أن بقية التفاصيل تقول: إن الصعود الاقتصادي التركي مستمر، وإن الأرقام الرسمية التي وزعت أخيرا تشير إلى أن متوسط النمو القومي خلال السنوات الـ10 الأخيرة هو خمسة في المائة وهو الرقم الذي يعني، حسب الكثير من الخبراء والمت

الانتخابات المحلية هاجس أردوغان الأكبر

الانتخابات المحلية التركية المقررة في الثلاثين من شهر مارس (آذار) المقبل، ليست مجرد تصويت لاختيار رؤساء بلديات يشرفون على الخدمات الحياتية اليومية في 81 مدينة، بل هي هذه المرة معركة تحديد مصير الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية المنتظرة في العامين المقبلين، وبالتالي مستقبل العدالة والتنمية وتفرده في حكم البلاد لأكثر من 13 عاما. حزب العدالة أعلن الاستنفار العام باكرا في صفوف مناصريه وكوادره ورئيس الحزب رجب طيب أردوغان دشن حملته الانتخابية قبل أسبوع من خلال الإعلان عن أسماء المرشحين وسط طريقة استعراضية في تقديمهم والتعريف بهم.

غولان ـ أردوغان.. هل سقطت جرة العلاقات؟

عنبر جريدة «طرف» الليبرالية، وأحد أهم كتابها محمد برانسو، لا يفرغ من الوثائق والمستندات السرية المسربة القادرة على تفجير أزمات وإسقاط تحالفات، وبناء جبهات أخرى بين الأحزاب والشخصيات السياسية والعسكرية في تركيا. الجريدة التي كانت السباقة في الحصول على مئات الأوراق الرسمية السرية التي قادت إلى الكشف عن منظمات «المطرقة» و«ار غنيكون» ومحاكمة العشرات من الرموز العسكرية، التي كانت تعد لانقلابات ضد حكومة العدالة والتنمية وسجنها، حصلت هذه المرة على ما يساهم في إشعال فتيل بارود العلاقات المتدهورة بين حكومة رجب طيب أردوغان والمفكر فتح الله غولان «الخوجا أفندي»، الأب الروحي لجماعة النورسية، بسبب مسألة مر

القطيعة الدبلوماسية أفضل هذه المرة أيضا!

طالما رفعنا شعار التقارب التركي - المصري لسنوات وتحدثنا في كل فرصة سانحة عن أهمية التعاون والانفتاح الاستراتيجي بين البلدين، فمن حقنا أيضا أن نقول رأينا في النقطة التي وصلت إليها هذه العلاقات اليوم من التراجع بعد قرار تحويل السفيرين التركي والمصري إلى شخصيتين غير مرغوب فيهما بقرار سياسي وليس بسبب سلوكهما وفشلهما الوظيفي في أداء المهمة. يحاولون أن يقنعونا بأن العلاقات الدبلوماسية لم تنقطع وأن ما جرى تخفيض فقط في حجم التمثيل وأن الملحقيات ما زالت تمارس أعمالها في البلدين، لكن كل المؤشرات والدلائل تقول إن التوتر والتدهور المتواصل في العلاقات هو الأقرب، ففرص الحوار الحقيقي مغيبة، لا بل مرفوضة. ما

هل اقترب موعد الإفراج عن أوجلان؟

رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي تحاصره كثير من الملفات الصعبة والشائكة في الداخل والخارج، قرر التحرك هذه المرة على الجبهة الكردية، وعلى طريقة أن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم.

لماذا قرعت أنقرة باب بكين؟

تحذيرات القائد العام لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا فيليب بريدلاف قبل أيام حول ضرورة تخلي تركيا عن قرار اختيار شركة صينية لشراء منظومة صواريخ دفاعية بعيدة المدى تلتقي مع مواقف أميركية وأوروبية بهذا الخصوص تزعم أن خيارا تركيا بهذا الاتجاه سيتسبب بإحداث ثغرة عسكرية استراتيجية داخل الناتو سيكون من الصعب سدها في المستقبل. ورغم أن أنقرة تقول إنها لم تعط قرارها النهائي بعد، وإنها دعت الشركات المتنافسة لمراجعة وتمديد عروضها حتى مطلع العام المقبل، فإن المناقصة التي فازت بها إحدى شركات التصنيع الحربي الصينية بعد منافسة مع شركات غربية وروسية حول تزويد تركيا بمنظومة صواريخ بعيدة المدى من نوع «إف دي 200

تركيا: حكاية حجاب

موضوع الحجاب في تركيا الحديثة التي أنشأها أتاتورك قبل تسعين عاما كان دائما في قلب كل النقاشات الدينية والسياسية. لم يكن الحجاب يوما مسألة غطاء رأس عادية لا علاقة لها بالسياسة والسياسيين. الحجاب هو رمز ديني في تركيا، لكنه بالنسبة للبعض أيضا هو جزء من تمدد وانتشار الإسلام السياسي والجهود المبذولة لإظهار وتقديم البعد الآيديولوجي في ارتدائه. العلمانيون الأتراك ورغم مزاعم احترام خيارات المرأة التركية بالتحجب فإنهم طالبوها دائما بالانحجاب والبقاء بعيدة عن الأماكن والمؤسسات العامة حتى لا تهدد الأسس والمبادئ التي رفعتها جمهورية أتاتورك في الحداثة والعلمانية.

«مرمراي» مشروع العصر

هو حلم قديم جديد بدأ قبل 150 عاما مع السلطان عبد المجيد ثم طوره السلطان عبد الحميد على الورق قبل قرن في مشروع الجسر الأنبوبي لكنه رأى النور في عهد ابن قاسم باشا رجب طيب أردوغان في عام 2013 وهو الذي قال إنه ليس مشروع العصر فقط بل هو مشروع كل العصور. الكثير من علماء الجيولوجيا قالوا إن آسيا وأوروبا كانتا قطعة واحدة ثم انفصلتا بسبب تغيرات طبيعية، والكثير من المؤرخين رددوا أن التصادم بين الحضارتين الشرقية والغربية أشعل خصومة استمرت إلى يومنا هذا، لكن الحقائق تقول إن حكومة «العدالة والتنمية» في تركيا أطلقت مشرع ربط القارتين الآسيوية والأوروبية بحبال غليظة لا تنقطع تحت مياه مضيق البوسفور وبين جناحي