سمير صالحة

سمير صالحة
اكاديمي ومحلل سياسي تركي

«سوما» قبل أن تجف الدموع

أعطى إردوغان تعليماته باعتبار ضحايا فاجعة سوما «شهداء مدنيين» سقطوا خلال تأدية الواجب، وهو مصطلح يطلق على الضحايا الأتراك الذين يسقطون خلال العمليات الإرهابية، مع أن التحقيقات ما زالت في بدايتها لنعرف إذا ما كان إشعال الحرائق في المنجم عملا إرهابيا أم لا؟ نواب «العدالة والتنمية» سارعوا لتقديم طلب فتح تحقيق برلماني بعد الحادثة، لكنهم يعرفون جيدا أن المعارضة في تركيا ستطلب أكثر من ذلك بكثير، فهي تعد نفسها ومنذ الآن لمواجهة سياسية شاملة ومركزة أبعد من «صوما» تصل إلى لعب ورقة الخطأ المميت باستخدام مصفحات «توما» ضد المتظاهرين والمحتجين وأسر العمال الذين احتشدوا يهتفون مطالبين برحيل الحكومة وتحميلها

مثلثات بهشلي.. معارضة تبحث عن مرشح

أخرج زعيم الحركة القومية اليميني المعارض دولت بهشلي قلما من جيبه، وطلب أوراقا بيضاء وأخذ يرسم مثلثات هندسية متداخلة بعضها كبير وبعضها صغير، ويسجل حروفا وأرقاما حول مضلعات الأشكال، يشرح فيها تصوره في اختيار المرشح الرئاسي المشترك ومواصفات هذه الشخصية والخصائص التي ينبغي أن تحملها إذا ما كانت المعارضة التركية تريد حقا توجيه ضربة انتقامية للعدالة والتنمية، الذي لا يعطيها المجال حتى لالتقاط أنفاسها بين هزيمة وأخرى. حالة بهشلي هي نفس حالة كثير من الدول والأحزاب السياسية في المنطقة التي تعاني هي الأخرى في هذه الآونة من مشكلة إنجاز انتخاباتها البرلمانية أو الرئاسية وقياداتها لا تتخلى عن الورقة والقلم

أزمة خلافة إردوغان

توصيات المجلس التنفيذي لحزب العدالة والتنمية الأخيرة كرست مرة أخرى فكرة أن قواعد الحزب غير متحمسة كثيرا للتمديد للرئيس التركي عبد الله غل الذي تنتهي ولايته في أواخر الصيف المقبل رغم إعلانه أن النتيجة ليست مضمونة في جيب أحد وأنهم يفضلون رؤية رجب طيب إردوغان في قصر الرئاسة، وهذا ما سيكرره معظم نواب الحزب في اجتماعهم هذا الأسبوع في مدينة أفيون التركية وما كرسه استطلاع جديد للرأي قامت به إحدى المؤسسات على شريحة تشمل 2500 مواطن تركي بمختلف الأعمار والانتماءات، فظهر احتمال فوز إردوغان من الدورة الأولى ورجوح كفته بفارق كبير على غل في حال قرر اختبار شعبيته والدخول في منافسة مع إردوغان على مقعد الرئاسة

تعزية إردوغان

بينما كان أرمن العالم يستعدون لإحياء الذكرى الـ99 لأحداث عام 1915 التي أودت بحياة الآلاف في واحدة من أكبر النكبات التاريخية في أواخر العهد العثماني، فاجأ رجب طيب إردوغان الجميع كعادته، وفي محاولة تصالحية غير مسبوقة، بتقديم العزاء لأحفاد ضحايا الشعب الأرمني الذين سقطوا إبان الحرب العالمية الأولى، مشيرا إلى أن تلك الحقبة كانت صعبة على الجميع هناك، وأن «التهجير كانت له عواقب وخيمة وغير إنسانية»، داعيا لفتح الأبواب أمام حوار تركي أرمني جديد يقود إلى وضع حد لهذه المأساة». رغم كونها المرة الأولى التي يتحرك فيها مسؤول سياسي تركي رفيع لتوجيه رسالة إلى الشعب الأرمني يتذكر فيها أحداث ومآسي الأرمن التي و

أكراد تركيا وسيناريوهات المستقبل

نتائج الانتخابات المحلية التركية وارتداداتها على المشهد السياسي والحزبي تتفاعل يوما بعد يوم. حزب العدالة والتنمية الفائز الأكبر يعد نفسه منذ الآن لمعركة الرئاسة في مطلع أغسطس (آب) المقبل، مؤكدا أنه هو الذي سيحدد اسم المرشح، وأن قوته الانتخابية كافية لإيصاله إلى قصر الرئاسة أيضا. قيادات المعارضة…

من زود هيرش بالمعلومات؟

كلام وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الأخير، حول أنه لو كانت أنقرة تبحث عن حجة تسهل لها التدخل العسكري المباشر في ملف الأزمة السورية، لكان لها ما تريد منذ البداية، خصوصا أن النظام السوري حاول استفزازها واستدراجها إلى مواجهة من هذا النوع أكثر من مرة.. ورده على محاولات البعض لعب ورقة التنصت على تفاصيل اجتماع في الخارجية التركية ومحاولة تقديم المشهد على أن هناك رغبة تركية في الدخول إلى سوريا، بالقول إن ما كان يناقش هي خيارات التعامل مع أي اعتداء يستهدف «ضريح تربة سليمان شاه» التي هي أرض تركية تحاصرها «داعش»، وليس البحث في طرق إعلان الحرب على دمشق.. ونفي نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينش ل

المعارضة التركية وفرص الخروج من النفق

الخاسر الوحيد في الانتخابات المحلية التركية كما تقول أحزاب المعارضة الرئيسة هو الأحزاب الصغيرة، مثل حزب «السعادة» الذي أسسه نجم الدين أربكان، و«الوحدة الكبرى» اليميني المحافظ والشيوعي التركي اللذين تراجعت أصواتهما مجتمعة من 3 في المائة إلى 2 في المائة. هذا هو الدرس الأول والأهم الذي استخلصته المعارضة من نتائج الانتخابات المحلية التي شهدتها تركيا مؤخرا. حزب «الشعب الجمهوري» و«الحركة القومية» لا مشكلة لهما في أن يغيبا تماما عن صناديق الاقتراع في جنوب شرقي تركيا والكثير من مناطق الأناضول، حيث تقاسم حزب إردوغان الأصوات مع «السلام والديمقراطية» المحسوب على أكراد تركيا.

تركيا: خاسرون ومنهزمون

رجب طيب أردوغان انتصر فمن انهزم أمامه؟ تحالف الشعب الجمهوري والحزب القومي وحركة العلامة فتح الله غولن وبعض المؤسسات الإعلامية داخل تركيا وخارجها هم في طليعة الخاسرين والمنهزمين. خاسر آخر ربما هو حزب السعادة الإسلامي الذي أسسه الراحل نجم الدين أربكان الذي قبل التعاون والانفتاح على هذا التكتل مستغلا الفرصة للانقضاض على العدالة والتنمية وتصفية الحسابات معه فتراجعت أصواته من خمسة في المائة إلى واحد في المائة فقط دافعا الثمن الباهظ الذي قد يبعده تماما عن المشهد السياسي في تركيا. فشل هذا التحالف الذي توحد بعيدا عن الأضواء ليس فقط في إسقاط رجب طيب إردوغان بل حتى في محاولة إضعاف حزب العدالة والتنمية س

من «غرد» خارج السرب: إردوغان أم «تويتر»؟

حرب رجب طيب إردوغان على «تويتر» فك لغزها مئات الآلاف من الأتراك الذين احتشدوا في نهاية الأسبوع في أكبر مهرجان حزبي تشهده تركيا، حيث كرر إردوغان ما قاله عشرات المرات هذا الأسبوع «إذا لم تحترم (تويتر) القوانين وقرارات المحاكم التركية، فسنأخذ كافة الإجراءات التي نراها ضرورية لإلزامها بذلك.

«شنقايا» نقلة إردوغان الجديدة

التصور الأقرب حول نتائج الانتخابات المحلية التي ستجري في تركيا بعد أقل من أسبوعين، وكما تقول جميع استطلاعات الرأي وحشود الميادين، هو أن يُنزِل رجب طيب إردوغان وحزبه ضربة قوية بالمعارضة، ويخيب آمال المراهنين على إخراجه من السياسة.