بول كروغمان

بول كروغمان
اقتصادي اميركي

انفجار فقاعة بوتين

إذا كنت من الأشخاص الذين ينبهرون بالزهو الذكوري، ففلاديمير بوتين هو نمط الشخصيات الذي سيثير إعجابك. من المؤكد أن كثيرا من الأميركيين المحافظين يكنون في أنفسهم إعجابا محرجا بالرجل القوي المختال؛ حيث قال رودي جولياني، عمدة نيويورك السابق، بحماس بعد غزو بوتين أوكرانيا دون أي نقاشات أو مداولات: «إن هذا لهو الزعيم الحق». مع ذلك لم يكن لدى بوتين يوما ما يدعم خيلاءه ذاك، فحجم الاقتصاد الروسي لا يزيد عن حجم الاقتصاد البرازيلي.

أوروبا حين تسيء التصرف

يبدو أن الاقتصاد الأميركي يتعافى أخيرا ويخرج من الهوة العميقة التي سقط فيها خلال الأزمة المالية العالمية. ولكن للأسف لا يمكن قول الشيء نفسه عن أوروبا، التي كانت مركزا آخر للأزمة. وصل معدل البطالة في منطقة اليورو عند مستوى يقارب ضعف المعدل الموجود في الولايات المتحدة، بينما أصبح التضخم أقل كثيرا من المستوى المستهدف الرسمي، وصار معدل الانكماش الاقتصادي المعلن خطرا يلوح في الأفق. وقد انتبه المستثمرون إلى ذلك، حيث انخفضت معدلات الفائدة الأوروبية بشكل كبير، فصارت السندات الألمانية طويلة الأجل تدر عائدا يبلغ 0.7 في المائة فقط.

اقتصادات الحضيض

لامس بنك الاحتياطي الفيدرالي حضيض الاقتصاد قبل 6 سنوات، حينما خفض أسعار الفائدة على الصناديق الفيدرالية، وهو سعر الفائدة المستخدم في تسيير الاقتصاد الأميركي، وكانت خطوة محمومة، لا أكثر ولا أقل، في محاولة يائسة لاستباق حالة الركود الاقتصادي والأزمة المالية. غير أنها، في نهاية المطاف، لامست نقطة لا يمكن التخفيض بعدها قط، نظرا لأنك لا يمكنك تخفيض سعر الفائدة لما دون الصفر بحال. وفي 16 ديسمبر (كانون الأول) من عام 2008.

نجاح أوروبا السري

سأقضي اليومين المقبلين في منتدى يرعاه البنك الأوروبي المركزي وموضوعه الواقعي هو، بغض النظر عما يذكر في البرنامج، الفوضى النقدية المدمرة التي سببها تبني القارة السابق لأوانه للعملة الواحدة. ومما يجعل القصة أكثر حزنا هو أن مصائب أوروبا المالية المتعلقة بالاقتصاد الكلي غطت على نجاحها غير المعلن والأطول في مجال كانت تعتبر متخلفة فيه وهو خلق الوظائف. فاقتصاد أوروبا وخاصة فرنسا سيئ للغاية في الصحافة الأميركية.

اقتصاديات المناخ الغريبة

أينما نظرت هذه الأيام تجد الماركسية في تصاعد. حسنا ربما لا تشاهدها، لكن المحافظين يفعلون. وإن بلغت بك الجرأة وذكرت تفاوت الدخل فستوصم بأنك جوزيف ستالين المقبل. وأعلن ريك سانتورم أن أي استخدام لكلمة «طبقة» هو «أدبيات ماركسية». ولذلك غني عن القول أن خطة أوباما للرعاية الصحية القائمة على أفكار صيغت أصلا في مؤسسة التراث «هيرتاج فاونديشن» هي مشروع ماركسي.. لماذا؟ لأن مطالبة الناس بشراء التأمين مثلها مثل إرسالهم إلى معسكرات الاعتقال.

حرية.. مساواة.. كفاءة

لعل معظم الناس يتفقون على أن تفاوت الدخل الكبير أمر سيئ، على الرغم من أن عددا معقولا من المحافظين يعتقدون أن موضوع توزيع الدخل برمته يجب منع تناوله في النقاشات العامة. يريد ريك سانتورم، النائب ومرشح الرئاسة السابق، منع استخدام مصطلح «الطبقة الوسطى» والذي يقول إنه «حسد طبقي ولغة يسارية» من يدري؟ ولكن ما الذي يمكن فعله بشأن ذلك؟ الإجابة التقليدية في السياسة الأميركية هي «ليس كثيرا».

مخاوف أميركية

هناك أكثر من مليون أميركي عاطل على وشك تلقي أسوأ «هدايا» احتفالات الميلاد. هذا العدد الكبير على وشك مواجهة مشكلة قطع الإعانات الخاصة بالبطالة عنهم. فوفقا لما نراه في المشهد الحالي، يصر الأعضاء الجمهوريون في الكونغرس على أنه في حال عدم إيجادك لوظيفة بعد شهور من البحث، فهذه نتيجة منطقية لأنك لم تحاول بذل الجهد الكافي خلال عملية البحث. ولذا فإنك تحتاج إلى المزيد من الحوافز المتمثلة في اليأس والإحباط الكامل. ونتيجة لذلك، فإن المأزق الذي يواجهه الشخص العاطل، والذي يكون موقفا صعبا بالفعل، على وشك التفاقم إلى ما هو أسوأ من ذلك.

مؤامرة على فرنسا

تصدر خبر خفض مؤسسة «ستاندرد آند بورز» يوم الجمعة التصنيف الائتماني لفرنسا عناوين الأخبار، وأشار الكثير من التقارير إلى وقوع فرنسا في أزمة. لكن الأسواق قالت إن تكاليف الاقتراض الفرنسية التي تقترب من أدنى مستويات تاريخية لها شهدت ارتفاعا طفيفا للغاية. إذن ما الذي يجري هنا؟ للإجابة عن هذا التساؤل يجب النظر إلى تصرف «ستاندرد آند بورز» في سياق السياسات الأوسع نطاقا للتقشف المالي، وأنا أعني بذلك السياسات لا الاقتصاد.

لم يعد هناك تعاطف مع العمال الأميركيين

يعد عيد العمال في الواقع مناسبة لإظهار الاحترام والتقدير للعمال، وقد بدأت القصة عام 1894 عندما دخل عمال شركة «بولمان»، الذين كانوا قد تعرضوا لتخفيضات في رواتبهم في أعقاب الأزمة المالية، في إضراب عن العمل - وأمر الرئيس غروفر كليفلاند بنشر 12.000 جندي لفض هذا الإضراب. وقد نجح الجنود في فض الاعتصام،…