ميرزا الخويلدي

ميرزا الخويلدي
كاتب و صحفي سعودي

الثقافة المربحة... المدن المبدعة ثقافياً

هل يمكنك أن تزور القاهرة دون المرور بالأهرامات، بالمتحف المصري؟ هل يمكن لزائر لندن أن يتجنب المتحف البريطاني؟ أو أن لا يلتفت لمتاحف الفنون والمعارض التشكيلية هناك، أو يهمل متاحف واشنطن العاصمة، أما باريس فهي قطعة من الثقافة موزعة في كل جادة، أهمها اللوفر، وهكذا قرطاج والقيروان وأصيلة وبغداد... فالثقافة تمثل أحد أهم عناصر الجذب السياحي، وأحد روافد الاقتصاد والمعيشة للناس...

«المونديال» والتأثير الثقافي: «أين ميسي»؟!

«أين ميسي؟»، سؤال تهكمي أطلقه الجمهور السعودي بعد هزيمة المنتخب الأرجنتيني أمام الفريق السعودي... لكنه سرعان ما لفّ العالم... أصبحت العبارة «معولمة» بنكهة سعودية... ترمز للصدى الذي أحدثه وجود هذه الفعالية الكونية في أرض العرب، أصبحت «الأرض بتتكلم عربي» كما يقول سيد مكاوي. لكن لا تنتهي هنا الحكاية. الحكاية بدأت حين استفاق العالم على أن دولة عربية صغيرة؛ خليجية وشرق أوسطية، ستكسر قالب الصورة النمطية التي يجري حشر المشرقيين داخلها: صورة الفشل والفوضى والفساد والفقر والضعف والحاجة الدائمة للوصاية والحماية الأجنبية...

السعوديون قهروا المستحيل...!

يوم أمس كان يوماً سعودياً مجيداً... لن يُمحى من الذاكرة... اليوم الذي اصطفّ فيه ثلاثون مليون سعودي، ومعهم ملايين العرب حول العالم، خلف فريقهم الوطني الذي عزف سيمفونية الانتصار أمام أقوى فريق كروي في العالم (الأرجنتين) على ملعب لوسيل في قطر. معزوفة الأداء المتميز التي قهرت المستحيل... ثم الفوز المستحق، والاحتفالية التي لفّت أرجاء السعودية وأشعلت الحماس في كل بيت، لم تكن حدثاً رياضياً محضاً...!، كانت تعبيراً عن شعور بالهوية الوطنية الجامعة التي حققت الإنجاز للجميع...

في إيران: نساءٌ ضد الكسر!

لطالما كانت المرأة الإيرانية تمثل قوة التغيير الناعمة...

بنات إيران وبنات السعودية!

حين يكون المجتمع مغلقاً، تصبح الأعمال الأدبية التي تتضمن كشفاً أو بوحاً مهما كان صغيراً وهامشياً ضرباً من الإثارة...!، ومع الانفتاح تتكسر أسوار الخصوصيات، وتتساقط التابوهات، وتصبح أسرار الأمس حكايا اليوم الرتيبة. في خمس سنوات تجاوزنا في السعودية هذا الفاصل...! من يصدق أن رواية «بنات الرياض» مثلّت في وقتها صدمة في المحتوى قبل القالب الروائي... أما اليوم فبنات الرياض في وسط الميدان يمارسن أنواع الاشتغالات كافة التي يمارسها الرجال... وبكفاءة أعلى أحياناً...

في وداع «أدب الرحلات»!

قد يكون الرحالة السعودي، محمد صالح العبودي، الذي رحل مطلع الشهر الماضي، آخر الكتاب المهمين في أدب الرحلات...

على أعتاب الصعاليك!

ما الذي يفرق بين الشعراء الصعاليك وشعراء المعلقات...؟ جميعهم كانوا عرباً وينتمون للتراث العربي، ويمتازون بالجودة الأدبية، وقدموا مساهمات في إثراء اللغة والأدب والثقافة... لكن بعضهم كان يحظى بنظام حماية اجتماعي (القبيلة)، والآخر كان منبوذاً أو ثائراً على نظام القبيلة. في ذلك المجتمع؛ القيمة الثقافية مثل القيمة الشخصية، ليست ذاتية، بل بما ترمز إليه من تبعية وانتماء وعصبية. نحن أمام نمطين مختلفين من الثقافة. كلاهما ساهم في إثراء اللغة والأدب. وكلاهما من موقعه تشبع بأخلاق البيئة التي عاش فيها.

«سيدة الجنة» بين الحرية و«التجديف»

في بريطانيا، موجتان من الغضب أعقبتا عرض الفيلم المثير للجدل «سيدة الجنة»؛ الموجة الأولى لآلاف المسلمين الذين تظاهروا احتجاجاً على الإساءة و«التجديف» اللتين تضمنهما الفيلم، والموجة الثانية لحماة النظام الليبرالي، التي لا تعترف بـ«التجديف» أصلاً، وتعده مجرد وسيلة لقمع حرية التعبير. بعيداً عن الفيلم واستغلاله حرية التعبير للإساءة، والشيطنة، ثمة جدل حقيقي بين مفهومي حرية التعبير والتجديف في المفهومين الشرقي/ الإسلامي والغربي الليبرالي. وقبل ذلك ثمة حاجة لوضع معيار موضوعي أمام سيل الأعمال السينمائية والدرامية التي تستخدم التاريخ لترويج وجهة نظر منحازة وغير موضوعية، فضلاً عن أولئك الذين يستخرجون من

«المثقفون الوشاة»!

«المثقفون الوشاة» كانوا أشد على المتنبي العظيم من طعنة فاتك بن أبي جهل الأسدي، فاتك كان مجرد أداة لاغتيال المتنبي... القاتلون الحقيقيون تواروا خلف الستار، وتركوا دم المتنبي هدراً يسفحه الدهماء وحثالة المجتمع. قدرُ المتنبي العظيم أن يسقط غِيلة وبعنوان قصيدة هامشية في مسيرته الناصعة بروائع الشعر العربي... كان المتنبي نجماً ساطعاً في سماء الأدب، وكان متميزاً في سبكه للشعر، وكان يتقدم أقرانه ويتفوق عليهم. ولذلك كرهوه، وناوؤه، وعملوا على إفساد العلاقة بينه وبين الحاكم.

العنصرية في عيد المتنبي!

على شهرتها، فإن قصيدة المتنبي العظيم «عيدٌ بأي حالٍ عُدتَ يا عيدُ» كانت تحمل مضامين عنصرية بامتياز! رغم الرقي الجمالي في شعر المتنبي وامتزاجه بالحكمة والتجربة، مع مضامين إنسانية وجمالية، وصياغة سهلة وبليغة... إلا أنه في هذه القصيدة، كما في بعض القصائد في مرحلة الخلاف مع كافور الإخشيدي، خرج المتنبي عن رصانته ورزانته المعتادة. لا يهم الخلاف السياسي بين المثقف والسلطة. ولا يهم أن يكون طموح المثقف: قفزاً إلى المجهول أو قبضة من هواء. فالسلطة تختار رجالها، مهما استخدمت حناجرهم أو أقلامهم!...