أحمد محمود عجاج

تركيا... كيف سيكون المستقبل؟!

تركيا... كيف سيكون المستقبل؟!

استمع إلى المقالة

السؤال الأكثر حضوراً والأقل إعلاناً في الانتخابات التركية: هل من الممكن أن يسقط إردوغان؟ كثيرون داخل تركيا وخارجها تمنّوا ذلك،

لماذا تَحارَب العسكر؟ وفرصة دول الإقليم لإنقاذ السودان

نصح ميكيافيلي أميره بأن يبطش كالأسد إن كان قادراً، وأن يناور كالثعلب. هذه النصيحة طبقها المتصارعون في السودان؛ حميدتي، قائد قوات الدعم السريع، والبرهان قائد القوات المسلحة، بالتمام والكمال. عملا أولاً بمناورة الثعلب، فأسقطا البشير، ووقفا مع المتظاهرين، وانخرطا في مفاوضات الانتقال الديمقراطي.

ماكرون وحلم الاستقلال الاستراتيجي

لا أحد يعرف بالضبط كيف يفكر ماكرون، ولا أحد يمكن أن يفسر هوسه بفكرة الاستقلال الاستراتيجي عن أميركا؛ هذا الهوس أدى في زيارته مؤخرا للصين إلى أزمة حقيقية في العلاقة مع أميركا، وكذلك أزمة داخل الاتحاد الأوروبي. بدأت القصة بتصريحات للرئيس ماكرون لصحيفتين مهمتين قال فيها إن أكبر خطر تواجهه أوروبا أن تجد نفسها محشورة في نزاع بين الصين وأميركا. لم يكتف بذلك، بل أكد أن على أوروبا ألا تتبع أميركا كالأعمى، وطالب بأن تكون أوروبا كتلة ثالثة أو قطبا ثالثا يقف خارج الاصطفاف الصيني الأميركي.

مذكرة اعتقال الرئيس بوتين: ازدواجية المعايير وهشاشة القانون

عندما كتب الفيلسوف كانط كتابه بعنوان «السلام الأبدي» تصور أنَّ المجتمع الدولي لن يعيشَ سلاماً دائماً إذا لم تقبل جميع دوله الخضوع لسلطة قضائية مركزية؛ ورأى أنَّ المفتاح لتحقيق ذلك هو قيام جمهوريات بدساتير ديمقراطية.

الصين وأميركا: إلى أين تقودان العالم؟!

العالم يتغير وبسرعة، وبالذات، بعد الحرب الأوكرانية الروسية، وفي ضوء نذر المواجهة بين الصين وأميركا؛ فالصين تشعر، بشكل متزايد، بخطر تطويقها، وتشعر أميركا بالمقابل بتحدي الصين لهيمنتها، وهذا - كما قال مؤرخ الحرب اليونانية (الهيلينية) ثيوسيديس - سيجعل الطرفين يسعيان لزيادة قوتيهما أكثرَ فأكثر إلى أن تقع المواجهة المحتمة.

الشعبوية والدبلوماسية والآيديولوجية: مخاض بريطاني مستمر

أخيراً، وقعت بريطانيا والاتحاد الأوروبي على اتفاق يعدل بروتوكول آيرلندا الشمالية الذي سبب أزمة كبرى بينهما، وكان الترحاب بالاتفاق كبيراً، لدرجة أنه اعتبر، يا للمفارقة، نصراً كبيراً لبريطانيا. لكن إعلان هذا الاتفاق هو إشعار ببدء مراسم دفن بروتوكول آيرلندا الشمالية، الذي كان هو الآخر نصراً للسيادة البريطانية؛ وفي معارك الانتصار المزعومة يمكننا أن نلحظ ثلاثة مؤشرات بالغة الأهمية: عقم الشعبوية، وخطورة الآيديولوجية، ونجاعة الدبلوماسية.

الحلم البريطاني بالعالمية: مرارة الواقع وعذوبة المتخيل

كان الحلم في أثناء حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي تحرر بريطانيا وانطلاقها إلى العالمية، وكان على رأس هذه الحملة الحالمة رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون، و«مجموعة الأبحاث الأوروبية» التي تضم 20 نائباً من حزب المحافظين، علاوة على يساريين؛ على رأسهم اليساري المتشدد الذي قاد حزب العمال بعد «بريكست»؛ جيريمي كوربن... كان يوجد إجماع على العالمية في الأحزاب كافة؛ وإن بنسب متفاوتة، وبطرق مغايرة.

الخيارات الصعبة في أوكرانيا: المخفي منها أعظم وأدهى

لا أحد بوسعه أن يتنبأ بنهاية أزمة أوكرانيا، لأن جميع الأطراف ليس لديها حل؛ فالرئيس الأوكراني لم يعد يقبل بحلول كانت مطروحة قبل الاجتياح، والرئيس الروسي لا يستطيع أن يقبل بتسوية تجعله يخسر ما حصل عليه في أوكرانيا بالقوة؛ ما نشهده باعتراف الجميع انسداد سياسي وركون للخيار العسكري. فالروس استوعبوا نكستهم الأولى، وغيروا تكتيكهم العسكري، وبدأوا يتقدمون في الدونباس، ويستعدون لشن حرب واسعة في الربيع المقبل.

التبعات المتوقعة في إعدام إيران علي رضا؟!

أخيراً، وصلت بريطانيا إلى طريق مسدود مع إيران، وأدركت أن جميع محاولاتها لكسب ود طهران ذهبت أدراج الرياح؛ فالقادة البريطانيون منذ بلير وحتى سوناك كانوا يأملون في أن تغير طهران سلوكها، ويتوقعون حصد منافع اقتصادية حالما ترفع العقوبات؛ لكن حسابات البيدر غير حسابات الحقل. ولعل السبب في خطأ قراءة إيران يعود لفرضيات، أهمها الاعتقاد أن إيران فيها جناح معتدل، وأنها عقلانية، وراغبة في علاقات طيبة مع الغرب شريطة ضمان عدم زعزعة نظامها.

التقلبات التركية في السياسة: المصالحة مع الأسد

لعل الحدث الأبرز مع نهاية 2022 كان الاجتماع الثلاثي بين سوريا وتركيا وروسيا، ومن دون مشاركة إيران في هذا الملف الاستراتيجي الحساس؛ هذا الاجتماع لم يكن بلا إرهاصات بل سبقته لقاءات وإعلانات منها تصريح إردوغان بأن الاجتماع مع الأسد وارد، ولا خصومة في السياسة، وسبقه تراجع القيادة السورية عن شرط الانسحاب التركي من الأراضي السورية، ورافقه حاجة بوتين لتبريد هذا الملف للتفرغ للأزمة الأوكرانية، وكذلك انشغال إيران بالاحتجاجات، ومصير نظامها. لكن هل إردوغان جاد بالانفتاح على الأسد؟