توماس فريدمان

توماس فريدمان

ما هو السبب وراء خوف كيري؟

من الواضح وضوح السنا في الوقت الراهن أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري إما أن يكون هو المنقذ الدبلوماسي لإسرائيل أو أخطر المتعصبين الدبلوماسيين الذين واجهتهم إسرائيل على الإطلاق. بيد أنه لم يعد هناك أي حالة وسط بين هذين الأمرين.

«تنازل».. ليست مجرد كلمة من خمسة أحرف

يقول السيناتور السابق آلان سيمبسون: إن لم تتعلم كيف تتنازل في القضايا دون أن تتنازل عن نفسك، فيجب ألا تكون في الكونغرس، ولتكن في التجارة أو تتزوج. من المدهش كم من الناس ينتهكون هذه القاعدة، لا سيما في الكونغرس، خاصة بين أمثال «حركة الشاي»، حيث يعد وصف شخص بأنه «صانع صفقة» من أحط أنواع التحقير. ومما يزيد الأمر هوسا أن «التعاون الوثيق» أصبح يُدرس اليوم ويكافأ عليه في التعليم الأميركي والإبداع والتجارة بوصفه أفضل الطرق لأداء أي شيء كبير ومهم ومعقد. تعني كلمة «متعاون» في وادي السيليكون «سيليكون فالي» (في خليج سان فرنسيسكو شمال كاليفورنيا حيث مقر كبرى شركات التقنية) الشخص الذي تبني معه شيئا عظيما.

يا أخي! لقد عاد الأخ الأكبر!

لم يسبق لي أبداً أن كنت في زلزال كبير، ولكني أعرف الآن كيف يشعر المرء في حالة الزلزال، بعد قضاء الأسبوع الماضي في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

ماذا عن الولايات المتحدة الأميركية؟

من البديهي أن إبرام اتفاق على المدى القصير مع إيران يُستحق معه رفع العقوبات جزئيا، سيكون اتفاقا لتجميد كافة العناصر الأساسية لبرنامج تطوير الأسلحة النووية لإيران، وأن الاتفاق الوحيد الذي يُستحق معه رفع العقوبات كليا هو الذي يمكن من خلاله التحقق من تقييد قدرة إيران على إنتاج قنبلة نووية. بيد أنه يوجد شيء ما آخر مسلم به، ولكن ما زال يحتاج إلى التصريح به بنبرة عالية: نحن، أميركا، لسنا مجرد محامي دفاع للتفاوض والتوصل إلى اتفاق لصالح إسرائيل وحلفائنا في الخليج.

الكابوس العالمي

وصلت إلى شنغهاي في التاسع عشر من أكتوبر (تشرين الأول) واستقبلت بالخبر التالي: «خلف مزيج من الطقس البارد وعدم هبوب الرياح والتدفئة باستخدام الفحم ومزارعون يحرقون مخلفات الحصاد عاصفة مثالية من التلوث في مدينة هاربين الصناعية شمال شرقي الصين، التي يقطنها عشرة ملايين شخص». كان الخبر سيئا حتى إن سائقي الحافلات ضلوا طريقهم لأن الضباب الدخاني الذي أغلق الطرقات لم يسمح لهم إلا برؤية بضعة أمتار أمامهم.

ذئب أم حمل أم ماذا؟

بالنسبة لأي شخص يستمتع باستعارة جيدة، كانت زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى الأمم المتحدة بمثابة يوم مشهود بالنسبة للحملان والذئاب على حد سواء. لقد وصف روحاني بأنه «ذئب في ثوب حمل» و«حمل في ثوب ذئب»، ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رئيس إيران السابق، محمود أحمدي نجاد، بأنه «ذئب في ثوب ذئب». ومع ذلك، فإن القضية المهمة ليست من هو روحاني، وإنما أي نوع من الدولة يرغب نظام إيران في أن تصبح عليه إيران في القرن الحادي والعشرين وما الدور الذي ستلعبه الطاقة النووية في تشكيل تلك الهوية.

روحاني يسير على خطى المصالحة

سنحت لي فرصة المشاركة في مؤتمرين صحافيين مع الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني، وذلك خلال الأسبوع الماضي. ولقد ترك هذان المؤتمران بداخلي العديد من الانطباعات الجلية، التي تتمثل فيما يلي: 1) أن روحاني ليس هنا بمحض الصدفة.