سارة غرين كرمايكل

هل تؤمن بالرأسمالية؟ لا تعمل إذن بلا مقابل!

كانت صاحبة التغريدة على موقع «تويتر»، التي نشرت مؤخراً هذا التعليق، يوم جمعة، تعلم بكل وضوح ما سيحدث بعدها: «رأي لا يحظى بشعبية... إن أفضل ما يمكن للشباب عمله في بداية مسيرتهم المهنية هو العمل في عطلة نهاية الأسبوع». إنها لم تكن تتحدث عن الوظائف التي كثيراً ما تتطلب الوجود بشكل متناوب خلال عطلات نهاية الأسبوع ونوبات العمل الليلية، بل كانت تتحدث عن مجالات العمل المهني التي يتم فيها اعتبار الأشخاص، الذين يعملون من الاثنين إلى الجمعة من الساعة التاسعة حتى الخامسة فحسب، كسالى.

«كوفيد ـ 19» والهوس المستمر

مع استمرار التعافي من جائحة فيروس «كورونا»، ينشر قسم «مقالات الرأي» بوكالة «بلومبرغ» للأنباء سلسلة من المقالات الصحافية التي تبحث في الابتكارات المستوحاة من الأزمات والتي تعد بحياة أفضل على المدى الطويل، بدءاً من اقتصادات أكثر مرونة ومكاتب أكثر صحة إلى مجموعات وجبات من فئة الخمس نجوم انتهاءً بتقليص الرحلات المكوكية غير الضرورية إلى مقار العمل. قد لا يكون للوباء جوانب إيجابية، لكن «كوفيد - 19» أحدثت تغييراً آمل أن يستمر وهو هوس التنظيف.

هل تسبب الوباء في تقويض صحتنا العقلية والنفسية؟

تحول الحكم على الآخرين إلى لازمة من لوازم جائحة فيروس كورونا المستجد كمثل كومة مهملة من الأقنعة المهترئة. وفي محاولة لتفادي الانتقادات اللاذعة، حاول بعض الأشخاص، وربما المؤسسات، إلى تعديل صور الكمامات على الوجوه في مختلف المنشورات على منصات التواصل الاجتماعي.

أماكن العمل في زمن ما بعد الجائحة

عندما أفكر مرة أخرى في العمل المكتبي قبل تفشى فيروس «كورونا» أشعر وكأنه قد صمم لنشر الجراثيم. فالعمل المكتبي يبدأ برحلة في قطار الأنفاق أو الحافلة المزدحمة، بعد ذلك يبدأ الاستخدام المتواصل للأصابع بضغط أزرار المصاعد وآلات القهوة، ثم الجلوس وسط وصفوف مفتوحة من المكاتب التي تسهل الانتقال المفاجئ للعطس عبر القاعة الفسيحة. قد لا يكون مستغرباً أن دراسة أجريت عام 2013 كشفت أن الجراثيم يمكن أن تنتشر من يد شخص واحد إلى نصف أسطح المكاتب في أربع ساعات فقط، لذلك من الواضح أننا بحاجة إلى القيام بعمل أفضل في المستقبل بعد عملية الإغلاق العام.

لمحات مضيئة في خضم مأساة «كورونا»

بعد الأسبوع الأول من العزلة الذاتية، أذهلني معرفة نفس المشاعر لدى الأصدقاء من القارات المختلفة: الوباء مريع للغاية، ولكن أحد الجوانب المضيئة للأمر هو الغياب التام لحالة «خشية فوات الأشياء». وقالوا إنَّه من المريح التوقف عن الشعور بالقلق من أنَّ الأصدقاء يستمتعون من دونهم في أماكن أخرى. وفي أوقات الإغلاق، ليس هناك خوف من فقدان الأشياء، ذلك لأنك تعلم أنَّ الجميع لا يستمتعون بأوقاتهم على الإطلاق، مع أي أحد، في أي مكان.

كوابيس الوباء

كان يتولى مهمة التنظيم داخل مبنى مزدحم بأعداد غفيرة من الناس أخذت في التدافع، ولم يراعِ أي منهم مسافة الأقدام الستة أو المترين، أو ما يطلق عليه التباعد الاجتماعي. هو نفسه لم يستطع الابتعاد ولم يستطع الخروج. كان مرتعباً، ثم استيقظ. الرجل الذي سرد هذا الكابوس عبر صفحتي بموقع التواصل الاجتماعي ليس هو الوحيد الذي رأى في منامه أحلام الطاعون السوداء. أنا أيضاً تراودي هذه الأحلام وإن كانت بتفاصيل مختلفة، فأنا أرى شيئاً مرعباً يطاردني لا شكل له، أو أرى نفسي أركض في رداء الحمام نحو المكان الذي أريد الوصول إليه.