سلمان الدوسري

سلمان الدوسري
كاتب وصحافي سعودي. ترأس سابقاً تحرير صحيفة «الاقتصادية»، ومجلة «المجلة»، وهو رئيس التحرير السابق لصحيفة «الشرق الأوسط». عضو مجالس إدارات عدد من المؤسسات والشركات والهيئات الإعلامية.

هل انهارت أسعار النفط؟

كُتب على جيلنا أن يشهد أحداثاً تاريخية لم يتوقعها بشر، فلم يفق العالم بعد من أزمة «كورونا» في انتشارها وآثارها وسلوكيات الناس التي تغيرت بالكامل بسببها، حتى عاجلهم النفط بأسعار تاريخية، فات الأجيال الماضية حضور إثارتها، بعد أن هوت الأسعار لتهبط دون حاجز الصفر، فلأول مرة في التاريخ يشهد النفط حلقة ما يسمى بالأسعار السلبية، إثر تسجيل سعر بعض العقود 37- دولاراً، حتى أصبحت السفن البحرية تجوب المحيطات ملأى ببراميل النفط ولم تتحرك منذ أيام.

«كورونا»... القواعد الصارمة والنظام ينقذان الأرواح

من الآن فصاعداً؛ سيتعلم البشر أنه لا يوجد أمر خارج دائرة التصديق، وأن ما كان يستبعد حدوثه في الروايات والأفلام الخيالية، سيعاد النظر فيه ألف مرة؛ إذ منذ الحرب العالمية الثانية لم يحدث هذا التأثير السلبي على المجتمعات كافة كما يجري مع أزمة «كورونا»، فالمطارات متوقفة عملياً، والقطارات لا تتحرك، والطرق السريعة المزدحمة أصبحت خالية، والحدود أغلقت، وأنظمة صحية انهارت، في حين أن التنزه في الحدائق ترف، والمشي في الطرقات غدا حلماً بعيد المنال، وعزل البشر أصبح القاعدة واستمرار الحياة كما كانت الاستثناء.

«كورونا»... الأسوأ لم يأتِ بعد

لأول مرة منذ نحو 100 عام تكون الحروب أقل وطأة من الأمراض والأوبئة.

إردوغان وحيد في المصيدة

لطالما قدم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان نفسه بأنه الماهر في اللعب على الحبال دون أن يهتز. بلاده عضو في «الناتو» مع علاقة عسكرية أقوى مع روسيا. دولة علمانية بروح إخوانية. يدافع عن السوريين من جهة ويحتل بلادهم ويقصف مواطنيهم من جهة أخرى. يستضيف اللاجئين تارة ويتاجر بهم تارة أخرى.

عمرة بلا كورونا

منذ انتشار فيروس كورونا المستجد (COVID - 19) في كثير من دول العالم، انطلاقاً من الصين عالمياً، ومروراً بإيران إقليمياً، والدول تتسابق على اتخاذ الإجراءات لدفع هذا المرض عنها قبل أن يتحول لوباء. إغلاق مدن، إيقاف رحلات جوية، منع مواطنين من السفر من وإلى دول بعينها...

من يتذكر أزمة قطر؟!

عندما قطعت الدول الأربع (السعودية ومصر والإمارات والبحرين) علاقاتها مع دولة قطر، قبل عامين ونصف تقريباً، بسبب تحريضها المستمر على التطرف وتمويل الجماعات الإرهابية، كانت الأزمة القطرية حينها حديث المجالس الخليجية، واستمرت حاضرة إعلامياً وسياسياً لشهور بعد ذلك، ثم بدأت تدريجياً في الأفول، فالدول الأربع موقفها واضح ومطالبها معروفة، ورسالتهم واحدة: لن نعود أبداً إلى الوضع السابق، بينما الحكومة القطرية، المتضرر الوحيد من المقاطعة، اتخذت أسلوب التصعيد السياسي والإعلامي كمعركة مصير بالنسبة لها، وتغيير شكلي، وليس جذرياً في سلوكها.

تركيا واستنساخ الميليشيات الإيرانية

ربما هي الحالة الوحيدة في العالم، مقاتلون يتركون بلادهم وهي في حالة حرب، ليتوجهوا لدولة أخرى للمشاركة في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، والفضل في ذلك للدولة التي ترعاهم، تركيا، حيث قررت استغلالهم وإرسالهم للقتال في ليبيا.

إيران وابتزاز الكويت

لا توجد حكومة تجاوزت المطبات في علاقتها مع إيران كما الكويت، ولا توجد دولة تحملت الإرهاب الإيراني كما الكويت، ومع ذلك لم تسلم من الإساءة المباشرة والتحريض على استهدافها، ولعل في ادّعاء مسؤولين إيرانيين ضلوع الكويت في عملية قتل قائد «الحرس الثوري» الإيراني قاسم سليماني والقيادي في الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، انعكاساً طبيعياً للسياسة الإيرانية المتعجرفة التي لا تفرق بين العدو والصديق، بعد أن قال أمير علي حاجي زادة قائد القوات الجوية التابعة لـ«الحرس الثوري»، إنّ الطائرة المسيّرة «إم كيو 9» التي استخدمتها القوات الأميركية في قتل سليماني أقلعت من قاعدة علي السالم، في تحريض واضح وانتهاك

هل ليبيا جارة تركيا؟!

عندما تكون أدوات الدولة السياسية تصادمية وحادة جداً، فهي لا تستطيع استخدام الدبلوماسية أو بالأحرى لا تجيدها. هذا ما ينطبق على السياسة التركية حرفياً، فالأجندات السياسية المتخبطة تطغى على لغة العقل والمنطق والعلاقات الدولية، وتكتيكات الدولة العثمانية في القرن الثامن عشر تسيطر على ذهنية السلطان في القرن الحادي والعشرين، لذلك تجد نفسها دائماً في صراعات واختلافات وحروب مع الجميع، فما الدولة التي تحظى بصداقة تركيا حالياً؟ إذا استثنينا الدوحة التي تتطابق سياساتها مع أنقرة تماماً، لاعتبارات القاعدة التركية والجنود المتناثرين في قطر، فإن بقية دول العالم تضع حواجز ومسافات ومحاذير.

عُمان بعد قابوس

من أصعب ما تواجهه الدول الملكية ارتباطها برجل واحد يقودها لعقود طويلة، فهو من جهة يثبّت أركان الدولة ويسهم في استقرارها ويعزز أمنها، ومن جهة ثانية يصعب عليها الخروج من عباءته، وكثير من الدول تهتز إثر رحيله بعد أن تكون الدولة ووزاراتها ومؤسساتها التصقت بقائد كان له الدور الأبرز في نجاحها وتميزها، لذلك كانت الأنظار مسلطة على عُمان في الآونة الأخيرة، فسلطانها يمر بفترة مرضية حرجة، قبل أن يتوفاه الله يوم أمس، حتى إن البعض رأى أن السلطنة ربما تواجه مصيراً غامضاً في مرحلة ما بعد قابوس، وكعادة المشككين فإنهم يذهبون للاحتمالات الصغيرة ويغفلون الحقائق الكبيرة، لكن العُمانيين بددوا كل تلك الشكوك والتكهن