صالح القلاب

صالح القلاب
كاتب أردني. وزير إعلام ووزير ثقافة ووزير دولة سابق، وعضو سابق في مجلس أمناء المجموعة السّعوديّة للأبحاث والتّسويق.

لا حلول إلا هذا الحل بعد صراع 70 عاماً وأكثر!

لنفترض، وهذا لم يعد لا مستغرباً ولا مستبعداً، أن توافق قمة عربية بحضور كامل على الاعتراف بالدولة الإسرائيلية على حدود ما قبل يونيو (حزيران) عام 1967 وأن تصبح هذه الدولة كياناً شرق أوسطي من دون ادعاءات أو تطلعات تمددية، والسؤال هنا هو: هل يا تُرى سيتعامل معها الغرب الأوروبي والغرب الأميركي، كما يتعامل مع الدول العربية، أي على أنها مجرد دولة شرق أوسطية مثلها مثل غيرها ومن دون أي امتيازات خاصة لأنها لم تعد الطفل المدلل كما بقي عليه واقع الحال منذ عام 1948 حتى الآن؟! وبالطبع فإنه يجب الأخذ بعين الاعتبار أنه لم تعد هناك حتى ولا دولة عربية واحدة بما في ذلك ما توصف بأنها «دول المواجهة» إلا وأصبحت على

ماذا لو سيطرت «حماس» على «الضفة»؟

حتى لا تتكرر التجربة السابقة، وتقوم حركة «حماس»، التي قرارها ليس في يدها وإنما في يد التحالف «الإخواني» - التركي والإيراني وأيضاً القطري، فإنّ أغلب الظن، لا بل المؤكد، أنّ الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، لن يكرر تجربة عام 2007 (الوحدوية) مع حركة «المقاومة الإسلامية» التي كانت انتهت خلال فترة قصيرة بانقلاب دموي ككل الانقلابات العسكرية العربية الدموية كان قد أدى إلى إخراجه وإخراج حركة «فتح» ومنظمة التحرير من قطاع غزة والانتقال إلى الضفة الغربية. إنه وبلا أدنى شك أنّ أبو مازن بات يواجه ظروفاً صعبة وخطيرة، بعد كل هذه التطورات الأخيرة، وأنّ الإسرائيليين رغم وعودهم ووعود الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ق

كلمة حق: الثورة الفلسطينية انطلقت طلائعها من الخليج!

لا يحق لأي جهة عربية أو غير عربية أن تنكر دور دول الخليج العربي كلها، في إسناد ودعم الثورة الفلسطينية ومؤازرة العرب كلهم، إنْ في مشرق الوطن العربي وإنْ في مغربه ودعم حركاته التحررية، وفي مقدمتها ثورة فلسطين والثورة الجزائرية، وهذه مسألة معروفة ولا يمكن إنكارها، وهي بقيت مستمرة ومتواصلة. وعليه؛ فإنّ ما قاله الأمير بندر بن سلطان عبر شاشة فضائية «العربية» لا يمكن إلا تقديره لصراحته وصدقه؛ ولأن دافعه هو الحرص على الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية التي هي قضية العرب كلهم وقضية المسلمين بصورة عامة، والتي بقيت دول الخليج العربي، وفي طليعتها المملكة العربية السعودية منذ ولاية الملك المؤسس عبد العزيز

هل اتبع الخميني خطى «الصفويين»؟

الآن وقد باتت إيران تتدخل كل هذا التدخل الشائن في أمور العراق وأمور بعض الدول العربية الأخرى، فإنه ضروري جداً التطرق إلى أن هناك أخطاءً كان قد ارتكبها الشاه الإيراني محمد رضا بهلوي وارتكبها صدام حسين وبالطبع آخرون غيرهما، قد هيأت الخميني لأن يصبح بتلك القوة وذلك التأثير، بعد الانتقال مجبراً من بلده إلى تركيا ثم إلى العراق ثم إلى فرنسا التي عاد منها إلى إيران في عام 1979 ليقلب الأمور رأساً على عقب، وليعلن حرب الثمانية أعوام على العراق، وليُدخِل هذه المنطقة الشرق أوسطية في كل هذه المصائب التي غدت تعاني منها قبل وفاته وبعدها وحتى الآن. ولعل ما تجدر الإشارة إليه هو أن الشاه محمد رضا بهلوي قد ارتكب

«فتح» و«حماس»... هل تقاربهما حقيقي أم مجرد مناورة آنية؟!

لأنّ عملية السلام المتأرجحة قد وصلت إلى طرق كلها مغلقة، وانتهت إلى خيار «صفقة القرن» الأميركية، فقد اضطر الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، إلى دعوة مجلس الأمن الدولي إلى اجتماع (طارئ) خاص بالعملية السلمية في الشرق الأوسط، وبالطبع فإنَّ المقصود هو القضية الفلسطينية، حيث إن الحل العادل المقبول قد ابتعد كثيراً ووصل عملياً إلى طريق مسدود، طالما أنّ الإسرائيليين بقيادة بنيامين نتنياهو، ومعهم الإدارة الأميركية، قد أداروا ظهورهم لـ«اتفاقيات أوسلو» التي كانت قد انتهت فعلياًّ وعملياً بعد اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحق رابين. وإنّ ما تجدر الإشارة إليه هو أنه وحتى وإنْ خسر دونالد ترمب م

العرب وواقع الحال... والاختراقات التركية والإيرانية!

المفترض أنّ هذا التحالف الإيراني، الذي يضم تركيا «الإردوغانية» وسوريا بشار الأسد وعراق المكونات الطائفية، قبل أن يصبح مصطفى الكاظمي رئيس وزراء له، والذي يضم أيضاً «حوثيي» اليمن و«حزب الله» اللبناني من خلال ضاحية بيروت الجنوبية، قد انهار نهائياً وتفرّق شمله وحلَّت محلّ هؤلاء الذين يسيطرون عليه قوى وطنية غير مرتبطة إلا بشعوبها وبأشقائها العرب الذين على غرار ما كانت عليه الأمور قبل أن تتغير موازين القوى في هذه المنطقة بعد ما سمّي «الربيع العربي» الذي ثبت أنه ربيعٌ إيراني وأيضاً «عثمانيٌّ»، وفقا لما يردّده ويصرُّ عليه رجب طيب إردوغان. لقد كان متوقعاً في البدايات المبكرة أنْ ينحسر هذا النفوذ الإيرا

عباس ومزايدات الشتات الفصائلي

غير معروف، ربما حتى لبعض كبار المسؤولين الفلسطينيين، لماذا ردّ الرئيس محمود عباس (أبو مازن) على خطوة التطبيع الإماراتي مع إسرائيل بـ«لملمة» كل هذا الشتات الفلسطيني الذي أكثر تنظيماته وفصائله هي مجرد عناوين قديمة لقوى كانت قد برزت في فترة تاريخية كواجهات لبعض الأنظمة العربية الحزبية التي تلاشى بعضها، وبعضها بات ينفث أنفاسه الأخيرة، ومع التأكيد على أن المسيرة النضالية الفلسطينية مشرّفة حقاً، وأنها مسيرة شهداء وأبرار في مقدمتهم أبو عمار ومعظم قادة «فتح» الذين كانوا قد أطلقوا هذه الثورة العظيمة. ثمّ، ومع أنّ جناح «البعث» الآخر الذي تناوبت عليه وعلى نظامه في سوريا: «القطر العربي السوري»، كما لا يزا

عدوان تركيا على كردستان عدوان على السيادة العراقية!

ربما أن المتابعين للمسألة الكردية في العراق قد لاحظوا أن رئيس وزراء كردستان العراقية مسرور بارزاني قد استخدم في تصريح «تلفزيوني» ضد التدخل التركي في الإقليم الكردي مصطلح الحدود العراقية الذي كرره مرات عدة خلافاً لما جرت العادة عليه خلال سنوات طويلة، كانت بدأت في عهد جده مصطفى بارزاني، واستمرت لفترة طويلة شهدت صراعاً عسكرياً وسياسياً خلال النظام الملكي قبل عام 1958 وفي مراحل الانقلابات العسكرية التي بقيت متلاحقة ومتواصلة حتى عام 2003، حيث أسقط «الأميركيون» نظام صدام حسين (البعثي) وتم إعدام صاحبه «شنقاً» في فجر عيد الأضحى يوم السبت في الثلاثين من ديسمبر (كانون الأول) في عام 2006. والمعروف أن ما

كارثة بيروت: «نصر الله» لن يُعاقب وسيعاقب الآخرين!

مع أن هناك إجماعاً من خارج دائرة النظام اللبناني بأن انفجار مرفأ بيروت المدمر فعلاً المسؤول عنه «حزب الله» اللبناني بمعرفة واطلاع إيران وباقي أتباع هذا المحور الذي بات يمتد نفوذه من الضاحية الجنوبية، حيث يتمركز حسن نصر الله والأجهزة الاستخبارية الإيرانية المتعددة وحتى طهران، مروراً بدمشق وبغداد، والمؤكد أن هذا الحزب لن يتعرض إلى أي عقوبات فعلية، وأن هذه الجريمة ستتم «لفلفتها» وعلى أساس «عفا الله عما مضى»، وأن الكفَّ لا يقاوم المخرز!! والمعروف أن هذا الحزب قد استطاع، بدعم إيراني وبمساندة نظام الأسد وتواطؤ النظام اللبناني، أن يهيمن على لبنان، وأن يصبح هو «الآمر الناهي» في هذا البلد العظيم، وأن «

أبو مازن مستهدف وشعار الإسرائيليين: اقتل أنت أولاً!

للمرة الأولى يصل التحريض الأميركي على الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، وبالطبع والإسرائيلي أيضاً، إلى هذا المستوى وعلى غرار ما كان تعرض له الرئيس الراحل ياسر عرفات (أبو عمار) قبل وبعد فرض الحصار الشديد عليه في مبنى المقاطعة في رام الله، وقتله بالسم الزعاف الذي هناك تقرير عليه إجماع من قبل المقربين منه بأن طبيباً فلسطينياً هو من دسّ مادة سامة إليه، وقد وُجد، هذا الطبيب، مقتولاً في اليوم التالي، والبعض يقول، بل بعد ساعات قليلة. لم يكن أبو مازن لا سابقاً ولا لاحقاً صاحب مواقف «صقورية» متشددة؛ ولهذا اختاره زملاؤه، وعلى رأسهم أبو عمار، ليرأس الوفد الفلسطيني إلى مفاوضات: «أوسلو السرية» مع الإ