في قلب الأزمة الحالية بين واشنطن وموسكو، حشد فلاديمير بوتين القوات على حدود روسيا مع أوكرانيا ولمَّح إلى أنه قد يشن غزواً ما لم يتلق ضمانات بأن أوكرانيا لن تنضم أبداً إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو). لكن إدارة بايدن رفضت هذا المطلب على الفور، وأصرَّت على أن الدول القوية لا يمكنها أن تطالب بأن يقع جيرانها داخل «مناطق نفوذها». وبحسب وزير الخارجية أنتوني بلينكن «ليس لدولة ما الحق في إملاء سياسات دولة أخرى، أو إخبار ذلك البلد بمن يمكنه الارتباط به، ولا يحق لدولة ممارسة تكوين مجال نفوذ.
كان تصميم التكتيكات رائعاً. إذ أمضى الرئيس بايدن الأشهر التسعة الأولى في منصبه محاولاً كسب النفوذ على الصين: لقد أصلح النزاعات التجارية مع حلفاء الولايات المتحدة. واستضاف أول اجتماع شخصي على الإطلاق لزعماء المجموعة «الرباعية»، التي أسست لعلاقات أكثر عمقاً بين الولايات المتحدة والهند واليابان وأستراليا، والواقعة جميعها على هامش القوة الصينية. وأقنع حلف شمال الأطلسي بوصف الصين بأنها تشكل تحدياً «لأمن الحلف» للمرة الأولى في تاريخه. كما دفع الكونغرس على إنفاق تريليون دولار لإعادة بناء البنية التحتية في الولايات المتحدة، وهو ما وصفه جزئياً كوسيلة لمواجهة الصين.
يحب الرئيس جوزيف بايدن إنفاق الأموال. ففي الشهر الماضي وحده، وقّع على خطة الإغاثة بقيمة 1.9 تريليون دولار، بهدف تحفير الاقتصاد الأميركي. والآن، يحاول الدفع بخطة جديدة للوظائف الأميركية، تبلغ قيمتها تريليوني دولار لإعادة بناء البنية التحتية في البلاد. كما أنه يتعهد بمتابعة تلك الخطط جنباً إلى جنب مع خطة العائلات الأميركية المعنية بتحسين الرعاية الصحية، ورعاية الأطفال، والتعليم، والتي قد تكلف عدة بلايين، أو ربما تريليونات من الدولارات.
وعليه، كلما حاول الرئيس بايدن إنفاق مزيد من الأموال، كلما ارتفعت أصوات النقاد الذين يتساءلون من أين له الحصول على هذه الأموال الهائلة؟