مها محمد الشريف

مها محمد الشريف
كاتبة سعودية مختصة بقضايا الشرق الأوسط والعالم، كتبت في العديد من الصحف الرسمية السعودية وصحيفة «الرؤية» الإماراتية، وتكتب بشكل دائم في صحيفتَي «الجزيرة» و«الشرق الأوسط». لها اهتمامات بالرسم والتصميم الاحترافي.

هل بدأت «بريكس» فرض سياستها؟

تطورت البشرية وتغيرت نظرتها لكثير من الأمور، ولم تعد الحجة مستوردة، بل نابعة من صميم الحاجة والغاية، من أجل وعي حقيقي نحاول أن نلقي الضوء على أهم الأحداث التي تشكل معرفة تأسيسية يمكن أن يُبنى عليها منطق تفكير بعض الدول، الذي قد يعتبر جدلاً مادياً، الهدف منه اكتساب هذا المنطق. هناك، على أي حال، عمل يبدو مستقلاً، حيث أعلنت وزارة الخارجية البرازيلية، أن الصين والبرازيل تؤيدان مسألة مناقشة توسيع مجموعة «بريكس»، التي تجمع بين البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وتنوي عدد من الدول الأخرى الانضمام إلى الكتلة الاقتصادية، بما في ذلك الأرجنتين وإيران، ووفقاً لوزارة الخارجية الصينية، فإن إندونيس

هل تطبيق «تيك توك» يهدد الأمن السيبراني؟

تشعر الإدارة الأميركية بقلق بالغ من إمكانية قيام شركة «بايت دانس» بإعطاء سجل التصفح أو بيانات أخرى متعلقة بالمستخدمين للحكومة الصينية، أو الترويج لدعاية ومعلومات مضللة من تطبيق «تيك توك» الذي يعد أحد أسباب النزاعات بين الصين وحكومات أخرى حول مجالي التكنولوجيا والأمن. لا يمكن أن نحكم بين طموحات البشر ومقتضيات الحقيقة، فوسائل التواصل أصبحت لها مخططات واستراتيجية ومواقف تدين وتجرم تكنولوجيا الاتصال كثقافة رقمية، وفي إشارة إلى ما قد يعتري الممارسة من انحراف عن الأهداف والقيم التي انطلقت منها، تكون أسباب القبول أو الانخراط كالدفاع عن العدل هي نفسها أسباب الرفض عندما تحيد الممارسة عن هذه القيمة، وفي

أميركا: لماذا كل هذا القلق من الصين؟

يتبنى الصراع أشكالاً منتظمة متفقاً عليها في المعارك، أو أحياناً يرتكز على المستجدات والوسائل المستخدمة أو العدو المستهدف، ودليل القوة قد يلعب دوراً مهماً في نطاق النزاع، وقد شاهدنا بعض الإشارات التي تحدد الظروف والوسائل المتاحة التي تريد تحطيم أو إضعاف قوة أخرى، فكل شيء أصبح مباحاً إذا اشتد الغضب، وعلى مستوى السياسة الأميركية فقد شعر الجيش الأميركي بقلق بالغ وتهديد للخطط الاستراتيجية التي تعتمد على الصناعات الدفاعية، خاصة بعد زيادة التوترات مع الصين، والمعادن المتحكمة في توريدها الصين، وهذا البعد خصوصاً هو الذي يسمح لنا بأن نفهم أن التقارير لم تحدد قطاعات تكنولوجية معينة، محفوفة بالأخطار، بما

سباق محموم على القارة الأفريقية

تورّط الآلاف من الجنود في الحروب الأهلية الدموية في أفريقيا شكّل انحرافاً عن المسار. فكل شيء رزح تحت ضغوط هائلة انتهى به المطاف إلى حضن الاستعمار، وقد يظل الغرب راعياً لكل الأزمات، ويخترع أساليب فعالة ضد الأعداء التقليديين.

العالم بحاجة لإدارة القوة

في ظل التوتر الذي يشهده العالم تقاس قوة الدول العظمى العسكرية والاقتصادية بالعديد من المؤشرات وترصد الجهات المختصة التقارير والمقارنات بين الجيوش، وخاصة الجيشين الأميركي والروسي؛ حيث يحتل الجيش الأميركي المرتبة الأولى عالمياً بينما يحتل نظيره الروسي المرتبة الثانية بين أقوى جيوش العالم، ويمتلك الجيشان قوات جوية ضاربة، وترسانة نووية فتاكة، ويقال إن كل نمو للدول التي تخطو خطوة كبيرة نحو صناعة الحروب وتضع العراقيل وتثير الريبة بخصوص السلام، يرافقه التفتت والاضمحلال وتزدهر أشكال التشاؤم في العالم. الأمر الذي يرومه الواقع السياسي اليوم ليس السلطة بكل تأكيد، بل القوة العسكرية التي تعتبر أكبر من السل

رسائل الحرب الباردة

لم يكن اختراق المنطاد الصيني للأجواء الأميركية حدثاً عابراً في زمن يشتد فيه الصراع على زعامة العالم اقتصادياً بين بكين وواشنطن، فرغم تبرير الصين للواقعة بأنها بسبب خطأ تقني، ولا يوجد هدف عسكري أو سياسي لتجاوز المنطاد حدود دولة عظمى كأميركا، فإن انتهاك السيادة الذي مارسته واشنطن بزيارة بيلوسي لتايوان يرجح أن يكون حادث المنطاد رسالة رد بانتهاك سيادة أميركا، خصوصاً أننا نمر بمرحلة زمنية خطرة بالعالم، مع الاتجاه لتعدد الأقطاب وهو ما يضفي مزيداً من الحساسية على أي تحرك من الطرفين بأحداث مشابهة لن تكون إلا تدشيناً لحرب باردة، فالتنين الآسيوي وصل في وقت سباق التسلح بين العملاقين لدرجة خطيرة ومتقدمة،

هل يحتاج العالم إلى تعديلات جديدة؟

على الرغم من أن عدد سكان العالم تضاعف أكثر من مرة، قياساً بما كان عليه قبل قرابة سبعين عاماً، فإن العقود الثلاثة الأخيرة شكلت تحولاً تدريجياً لم يكن ملحوظاً كثيراً بتراجع نسبة الخصوبة في العديد من الدول ذات التعداد السكاني المرتفع، والتي تتشابه بأن أغلبها اقتصاداتها متقدمة، وقد بدأ العديد من المنظمات الدولية ومراكز الأبحاث السكانية والديمغرافية والخبراء بإطلاق عبارات تحذيرية من أن العالم مقبل على تراجع بعدد سكانه وزيادة بنسبة الكهولة، مما سيؤثر على الموارد البشرية العاملة بنقصها، ويهدد الإنتاجية بالعالم، وما لذلك من عواقب وتداعيات اقتصادية ضخمة، حيث سترتفع الأجور لندرة العمالة، مما سينعكس بارت

تحديات عالمية معقدة

تشير الأحداث السياسية اليوم لسلسلة من القرائن ووصف المعنى الذي يجب أن نحدده، في ظل توجه السياسة الخارجية الأميركية لجعل الشرق الأوسط أقل أولوية وأهمية، واستنتاج مبني على عدد من الحقائق الهرمية، التي من خلالها تتم الإثباتات بشكل أكثر نوعية، فقد وجهت انتقادات كثيرة من محللي السياسة في أميركا والغرب، حيث اعترف الرئيس بايدن بخطأ تقديراتهم قبل قدومه لزيارة المملكة، ثم وعد بعودة العلاقات للشرق الأوسط لسابق عهدها خشية من أن تأتي الصين وروسيا بديلاً. أما من يؤيد هذه السياسة فهم لا يرونها سوى مرحلة من أجل غاية أبعد من ذلك، فهل الجدل الواسع حول الانسحاب الأميركي من الشرق الأوسط جعلها تقلل من أهمية العلا

صدام الجبابرة ومعاناة العالم

قد يكون في ثقافة الشعوب التي تحتفل بأعياد الميلاد «الكريسماس»، هذه الأيام، أن يأتي بابا نويل لتقديم الهدايا للأطفال، باستثناء هذا العام الذي يعيشه أطفال دولة مثل أوكرانيا يعبر عن مدى فظاعة الحرب ومآسيها، وما يحدث اليوم قد يكون سبباً في حصول حالة من العشى المعرفي في إدراك الحقائق المركبة، فقد غرق العالم في التضليل والفهم السقيم، والهيمنة والنفوذ المباشر عبر الوجود المادي. كل ذلك تحكيه قصص وحكايات مدنية من تحت القصف في حرب أوكرانيا، حيث روى مدنيون من تشرنيهيف شمال أوكرانيا أهوال ما تعرضوا له من ويلات الحرب في المدينة، وكذلك الحال في الجانب الروسي حيث يتابع المراهقون الروس الحرب على أوكرانيا على

الشراكة الصينية العربية والمستقبل المشرق

السمة الغالبة على العصر وجود الحلول البديلة مهما بلغ حجم التأثيرات على الساحة الدولية، ومردودها على الصعيدين السياسي والاقتصادي؛ فقد أوجد قادتنا تغييرات ضخمة في الإدارات ونظم الاستثمار، كنوع من الحلول، فقد بدأت بقمة سعودية، ثم خليجية وعربية - صينية لتعزيز الشراكة الاقتصادية، وتحقيق التكامل ودفع التنمية الذي يؤسس لمرحلة تاريخية جديدة، صدر عنها العديد من البيانات والاتفاقيات بشأن الاستثمار والتجارة، وذلك عطفاً على المقياس من خلال ترتيب الأهداف، وفق تسلسل هرمي سليم يأخذ في الاعتبار مختلف المصالح والاهتمامات. فاستراتيجية العلاقة بين الصين والسعودية تأخذ في الاعتبار أفضلَ المعايير بدءاً من نشوئها و