كونور سين

كونور سين

«الخمسة الكبار» يمكنهم تدمير النظام البيئي للتكنولوجيا

تصوروا لو أن «أمازون» أوقفت تجار التجزئة عن العمل. ما الحد الأقصى الذي يمكن أن تبلغه شركات التكنولوجيا؟ وكيف يمكنهم السيطرة تماماً على الاقتصاد؟ إن الخمسة الكبار - شركات «أبل»، و«ألفابيت»، و«مايكروسوفت»، و«فيسبوك»، و«أمازون» - تملك في الوقت الراهن قيمة سوقية إجمالية بمقدار 3.3 تريليون دولار، وتشكل نسبة 40 في المائة من القيمة الفعلية لمؤشر «ناسداك - 100». ومع النمو المطرد والمتسارع للاقتصاد الرقمي بأكثر من الاقتصاد التقليدي القديم، فمن الصعب للغاية أن نعرف ما الذي يمكن أن يوقف هذه الشركات العملاقة. ما لم يتدخل الواقع. وبعد كل شيء، ما هو مجال عملها على وجه التحديد؟ ومن هم عملاؤها؟

«وول ستريت» وجه الازدهار الأميركي

في الأيام الذهبية خلال ثمانينات القرن العشرين، كانت الأسهم والسندات رخيصة وأصلح «وول ستريت» مركز الاقتصاد الأميركي. لكن أسعار الأصول الرخيصة تسببت في كثير من الأضرار الهيكلية للمجتمع الأميركي، وبعض من هذه الأضرار لا تزال تتبدى للعيان حتى يومنا هذا. فإن أسعار أسواق الأسهم الباهظة والعائدات الضئيلة للسندات في عام 2017 الحالي، على النقيض مما تقدم، قد تولد أرباحا غير متوقعة في المستقبل المنظور. وتميل أسعار الأصول إلى اتباع علاقة عكسية مع قوة سوق العمل. عندما تنخفض معدلات البطالة، كما هو الحال الآن وكما كان الأمر في تسعينات القرن الماضي، تميل الأسهم إلى الارتفاع الكبير.

«فيسبوك» حقق الانتشار... لكن هل يكسب الثقة؟

كان هذا عام «فيسبوك» باقتدار. فقد زاد سعر أسهمه في بورصة الأوراق المالية بواقع 50 في المائة تقريباً، وذلك لاستمرار هيمنته على سوق المستخدمين وعلى عائدات الإعلانات الرقمية، فقد نجحت الشركة في التفوق على أخرى حاولت اللحاق بها وهي شركة «سناب»، وذلك بأن أضافت شركة «فيسبوك» خاصية مشابهة أطلقت عليها «ستوريز»، لتضيفها إلى خدمات «إنستغرام» المتعاظمة.

«فيسبوك» يكتب نهاية «الغرب المتوحش»

أثارت الأنباء الواردة حول أن إدارة موقع «فيسبوك» ستكشف عن تفاصيل بخصوص شراء الروس لإعلانات عبر الموقع إلى الكونغرس، في الأذهان، مقالاً كتبه زميلي إيلي ليك في وقت سابق من العام.

أميركا ما زالت قائدة العالم؟

أميركا ليست هي التي نراها الآن، فهي ليست بالدولة المتجانسة مع القيم العالمية المشتركة. لكن من المرجح أن تقوم المناطق المزدهرة من الولايات المتحدة، والتي تمثل المستقبل، بإعادة تعريف نموذج القيادة العالمية في القرن الحادي والعشرين. ففي السنوات التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، كانت اقتصادات أوروبا واليابان في تدهور. غير أن الولايات المتحدة لم تتأثر بالحرب، بل تحسن اقتصادها وزاد إنتاجها في زمن الحرب وثبتت أقدامها بصفتها قوة عظمى.

كيف انتهى الانتعاش الاقتصادي؟

تتميز مراحل الازدهار والنمو الاقتصادي التي مَرَّت بها الولايات المتحدة بأن كل مرحلة تختلف عن سابقتها. لكن على مدار العقود الماضية، انتهت جميع المراحل بالطريقة ذاتها، في البداية تنجح في توفير فرص عمل للجميع، ثم ترتفع أسعار النفط، وبعد ذلك يحدث الركود. وفَّرَت الولايات المتحدة فرص عمل للجميع في أغسطس (آب) 2015، لكن الحكمة الغالبة كانت أن أسعار النفط ستثبت عند حدود 50 دولاراً أميركياً للبرميل أو ربما أقل. لكن ما سبب زيادة الإنتاج؟