كاثلين باركر
كاتبة أميركية

الخاسر الأكبر في انتخابات 2016

من بين جميع الخاسرين في موسم السخط هذا، يبقى التيار الرئيسي من وسائل الإعلام على رأس قائمة الخاسرين. في الواقع، لا أطرح هذا القول ببساطة، وإنما يعتريني خوف شديد حيال أن يسفر فقدان الثقة بالصحافة نهاية الأمر عن إلحاق أضرار بالدولة تتجاوز ما قد يأمله أي عدو خارجي. وتبعًا لاستطلاع رأي أجراه «مركز بيو للأبحاث»، فإن 18 في المائة فقط من الأميركيين يثقون بالأخبار الوطنية و22 في المائة فقط يثقون بوسائل الإعلام المحلية.

سنكون على ما يرام أيًا كان الفائز

بعد 18 شهرًا من التحكم في الإثارة والغضب، صنعنا نوعًا من الكابوس المخادع المضلل من الانقسام الحزبي والصراع الثوري. وأصبحت عبارة «لم تشهد البلاد هذا القدر من الانقسام من قبل» تتردد باستمرار على ألسنة المحللين والمعلقين. لكن كان هذا يحدث في كل عام يشهد انتخابات منذ بداية التصويت في الانتخابات. لقد كان الآباء المؤسسون للدولة، رغم كل مهاراتهم وذكائهم، بالكاد معسولي الكلام. ولم تكن الحرب الأهلية بحاجة إلى تعليق إخباري، ولم تكن الستينات رحلة بحرية في نهر الميسيسيبي. بعبارة أخرى، لطالما كانت السياسة لدينا على هذه الشاكلة، مع اختلاف واحد واضح.

الرد على فظائع «داعش»

ثارت آلاف المشاعر، إثر طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما التفويض لاستخدام القوة العسكرية، والشعور بالغثيان من أن نستمر في حرب لا نهاية لها. على الرغم من أننا لم نتعرض لضربة كارثية على نحو ما شاهدنا في 11 سبتمبر (أيلول) 2001، فإننا كنا شهودا على كثير من الفظائع - الفواتير الشريرة على الديون المزمع جمعها - المصممة خصيصا لاستفزاز استجابة عاطفية من جانب الحلفاء ومن جانبنا. ليس من المهم في هذا المقام مَن الذي بدأ ذلك، أو التصرفات السابقة التي أسهمت في توليد الظروف الراهنة.

.. ويرجعون إلى هناك مرة أخرى

لو كنت ممن يستمتعون بالسياسة وكأنها من الرياضات الدموية، فإن انتخابات منتصف الفترة لعام 2014 تبشر بأنها ستكون كرنفالا من التناطح الدموي. وسيكون ذلك في الحزب الجمهوري فقط. لا بد أن يكون الجمهوريون مصابين بالدوخة. فبعد انتهاء عام 2013 بأذيال مطوية بفضل سلسلة من التخبط والأخطاء الفاضحة والخلل والبيانات الكاذبة عن الصدق، كان الديمقراطيون مستعدين لخسارة تحكمهم في الكونغرس.

بوتين يحظى بوقت طيب على حساب أوباما

بينما أقرأ مقال الرأي الذي كتبه بوتين في صحيفة «نيويورك تايمز»، ظل صوت جودي كولينز يرن في أذني: «أليس ثريا؟ أليس غريبا؟». الأغنية - التي كتبها فعليا ستيفن سوندهايم، مع أنها أعظم نجاح لكولينز – هي «أرسلوا المهرجين»، وتبدو ملائمة للأحداث الراهنة. فبينما نتلكأ في اتخاذ قرار إزاء التعامل مع سوريا (لعامين وأكثر)، سمح للرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد بالظهور كرئيسين حكيمين، يتوجهان بالحديث إلى الولايات المتحدة، ويوجهان محاضرة لنا عن اعتقادنا الخاطئ بشأن الاستثنائية وتقديم المطالب التي تستهزئ برئيسنا. عمل جيد. لم يشعر بوتين بهذه المتعة منذ أن كان بصحبة جورج بوش الابن.