جوسلين إيليا

جوسلين إيليا
إعلامية وصحافية لبنانية عملت مقدمة تلفزيونية لعدة سنوات في لندن وبيروت، متخصصة في مجال السياحة.

قلب إزميرالدا انكسر مرتين

اعتدت على المشي في أوقات فراغي في غابة جميلة تظلل ممشاها الضيق الأشجار الوارفة التي تتعانق، وتعشش فيها العصافير، وتنبعث من أغصانها أناشيد الحب التي لا يفهمها إلا الطيور.

لو كان الوباء ينطق..

لا يرن في أذني إلا ذلك الصوت الغريب، ولا أسمع إلا باسم الفيروس المستجد «كورونا»، ولا أتفق مع من أطلق على الفيروس اسم «المستجد»، لأن هذا الوباء كان يعشش بين البشر منذ زمن طويل، لا سيما بعد تحول عالمنا إلى مشهد افتراضي فرضته علينا التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، ولم يكن ينقص هذا الوباء إلا الصوت الصارخ ليقض مضاجعنا ويخضنا ويجعلنا نراوح أماكننا منذهلين، ضائعين، خائفين، مترقبين.

كورونا... هل هو فيلم رعب صيني بإخراج أميركي؟

رحلات جوية ألغيت، سفن بحرية حجزت، مدارس أقفلت، اقتصادات عالمية على شفير الانهيار، طرقات شبه مهجورة، محلات تجارية فارغة... والكلمة الأكثر تداولاً بين الناس هي «كورونا»، والكلمة الأكثر بحثاً على محرك «غوغل» هي أيضاً «كورونا». لن أدخل في تفاصيل هذا الفيروس لأن الجميع يعرف أنه بدأ في الصين، في مدينة ووهان تحديداً، لينتشر حول العالم، ويحصد نحو 3 آلاف من الناس في غالبية بقاع العالم. لطالما كانت الأمراض موجودة منذ بدء الخليقة، إلا أن انتشارها اليوم أسرع مع تقدم وسائل السفر والتنقل، فأصبح العالم صغيراً.

حواء فعلتها مجدداً!

كان ياما كان في قديم الزمان، طفلة أميركية اسمها ميغان ماركل، كانت تحلم بزيارة لندن، تحقق حلمها والتقطت لها صورة على تصوينة مقابل قصر باكينغهام، كانت من عائلة متواضعة، ولكن أحلامها كانت كبيرة، ترعرعت في بيت نسفه الطلاق وربتها والدتها، وصرف على تعليمها والدها، كبرت وتخرجت من الجامعة، وأصبح لها صوت تعبر من خلاله عن حقوق المرأة، حلمها الثاني كان التمثيل، تزوجت من شخص ساعدها للوصول إلى حلمها، أصبحت ممثلة على نطاق ضيق، وردت المعروف لزوجها المسكين بإرسال خاتم الزواج بواسطة البريد، معلنة طلاقها منه، وشاهرة انتهاء صلاحيته، بدأت أحلامها تكبر، التمثيل والشهرة والمال على رأس أولوياتها، ولندن كانت هدفها، ج

لحظة خانني جسدي

الخيانة مؤلمة، صعبة، جارحة... لطالما سمعنا عن خيانات الروح والجسد، ودائماً وأبداً كان رأيي في الموضوع واضحاً وصريحاً: «إذا تعرضتُ للخيانة لَتركت الساحة لشريكي بصمت من دون عودة». لكن للأسف لم يخطر على بالي أن الخيانة ستأتيني من أقربهم إليَّ، من جسدي... نعم جسدي خانني، فماذا أفعل؟ أتركه؟ هذا الأمر مستحيل. لحظة سماعي خبر وجود سرطان في ثديي الأيسر، تأثرت، إلا أنني لم أبكِ... توقف الزمن لوهلة لكني عدت إلى الواقع وهمست في داخلي، وتأكدت من أني أعيش لحظة حقيقية... ولست تائهة في حلم مزعج سيختفي بمجرد أن أفتح عينيّ وأستفيق. تركت العيادة كأن صاعقة ضربتني.

فلسفة بداية العام

الحياة قصيرة، غير عادلة، قاسية، سعيدة... والحياة جميلة. بهذا النعت نصف الحياة في كل مرة يدق بابنا حدث إيجابي أو سلبي ليوقظ إحساسنا بالوجود. وتيرة العيش السريعة جعلتنا ننسى أننا أحياء، فنتذكر الحياة فجأة عندما يحصل شيء يصحينا من الغيبوبة الدائمة. سأحاول تفسير فلسفة الحياة من دون أن أتفلسف. في نهاية كل عام نقطع على أنفسنا وعوداً ونتخذ قرارات جذرية تنذر بالتغيير، وما إن يأتي العام الجديد ونبدأ بتنفيذ تلك القرارات نراها تتلاشى، ونخسر الرهان ونعود إلى عاداتنا القديمة، والسبب هو أن الإنسان بطبعه ينسى ما جرى ومهما حل به.

«الفاشينستات» في قفص الاتهام

«الفاشينستا»، وجمعها «فاشينستات»، تعني فتيات جميلات، عدسات لاصقة ملونة، صرعات موضة، حقائب يد، طعام شهي، رحلات سياحية، فيديوهات، نصائح، وجود قوي على ساحة وسائل التواصل الاجتماعي أو «السوشيال ميديا»... وطبيبات غير مرخصات مقابل مبالغ مالية طائلة. قبل يومين خطرت على بالي فكرة كتابة مدونة عن تجربة طريفة مررت بها عندما جمعتني مائدة واحدة بمحامية عربية من الدرجة الأولى متخرجة من إحدى أهم الجامعات البريطانية، ومؤثرة عربية تملك أكثر من أربعة ملايين متابع على إحدى المنصات الإلكترونية.

مطاعم وفنادق... «ولا في الخيال»

تُقرر السفر وتبدأ رحلة البحث عن الوجهة وتذاكر السفر والفندق... تشعر بالجوع تبدأ البحث عن مطعم يرضي غريزة معدتك، تغوص في بحر البحث لتجد نفسك في محيط «تريب أدفايزر» الذي يعتبر أضخم موقع سياحي في العالم يسجل أكثر من 40 مليون نقرة في الشهر وينشر عليه 25 تقييما لفندق أو مطعم في الدقيقة الواحدة. وبعدما عرف السبب بطل العجب من الإقبال الاستثنائي على الموقع، لدرجة أن هناك من لا يخطو أي خطوة ولا يقرر أي رحلة من دون اللجوء إليه والقيام بالحجز عبره بعد قراءة زاوية التقييم الخاصة بكل وجهة وكل مكان.

المالديف... رمالها خلاصها

في الغرب يستخدمون عبارة «Bucket List»، وتعني تحقيق المرء رغباته في الحياة، وغالباً ما تنضوي هذه الرغبات في إطار السياحة والسفر والقيام بنشاطات لطالما حلم بها الشخص وتمنى أن يأتي اليوم لتحقيقها. من ضمن الزيارات التي رصدها استطلاع عالمي للائحة تحقيق الرغبات كانت جزر المالديف، والسبب ليس فقط كونها من أجمل جزر العالم من حيث الشواطئ والمنتجعات، إنما بسبب عمرها المتوقع القصير، لأنها تنفذ حكماً قاسياً سيؤدي إلى غرقها بالكامل في غضون عام 2100.

نحن أعمى من العميان

عندما تشرق الشمس في لندن، وترتفع درجات الحرارة قليلاً، تدعوك مساءات هذه المدينة إلى المشي في شوارعها الجميلة.