سليمان جودة
رئيس تحرير صحيفة «الوفد» السابق. كاتب العمود اليومي «خط أحمر» في صحيفة «المصري اليوم» منذ صدورها في 2004. عضو هيئة التحكيم في «جائزة البحرين للصحافة». حاصل على خمس جوائز في الصحافة؛ من بينها: «جائزة مصطفى أمين». أصدر سبعة كتب؛ من بينها: «شيء لا نراه» عن فكرة الأمل في حياة الإنسان، و«غضب الشيخ» عن فكرة الخرافة في حياة الإنسان أيضاً.

ثمن الجائزة الذي لا تريد القارة السمراء أن تدفعه

لا ينافس محمد صلاح الذي يشتهر بأنه مو صلاح، إلا المهندس السوداني البريطاني محمد إبراهيم الذي يشتهر هو الآخر بأنه مو إبراهيم. ولم يشأ مو إبراهيم أن يقصر شهرته على نفسه أو شخصه، فبادر إلى إنشاء مؤسسة تحمل الاسم نفسه وتشتهر به بين الناس، ثم تمنح جائزة في كل سنة لمن تراه يستحقها من بين أبناء القارة السمراء. نشأت الجائزة في 2005.

«باب الحارة» الذي مزج السياسة بغيرها

الذين تابعوا مسلسل «باب الحارة» في رمضان، لا بد أنهم عادوا بخيالهم وهُم يتابعونه إلى سوريا التي عشنا نعرفها، والتي نترقب عودتها هذه الأيام من جديد. وربما يكون باب العودة هو القمة العربية التي ستنعقد في الرياض 19 الشهر المقبل، لأن حكومة خادم الحرمين الشريفين بادرت وقالت ما يفيد بأن دعوة لحضور القمة سوف تذهب إلى دمشق، وأن الحكومة السورية ستعود لتملأ مقعدها الشاغر في الجامعة من سنين. ومن دواعي الفأل الحسن أن يتزامن عرض المسلسل في شهر الصيام، مع أجواء العودة السورية التي نراها في كثير مما نتابعه من أخبار، ومن اتصالات، ومن لقاءات، ومن تحضيرات، فالقمة يراد لها أن تكون ناجحة، وأن تتمكن من علاج الجرح

الأغنى ليس الأسعد بالضرورة

قرأت أن ثروة الملياردير الفرنسي برنار أرنو زادت 12 مليار دولار في نهار واحد، فتذكرت الشاعر أمل دنقل يرحمه الله، رغم أن ظاهر الأمور لا يشير إلى شيء أمامنا يمكن أن يربط بين الرجلين. وكانت مكتبة مدبولي قد أصدرت الأعمال الشعرية الكاملة لأمل دنقل في مجلد واحد عام 1987، وكان الدكتور عبد العزيز المقالح قد كتب مقدمة طويلة لها، وكان في مقدمته يتكلم عن شعر أمل، وعن شيء من حياته، وعن علاقتهما معاً، وعن هزيمة 1967، وكيف أنها صنعت شهرة أمل، عندما كتب بعدها قصيدته الشهيرة: البكاء بين يدي زرقاء اليمامة. وليس سراً أن الشاعر الراحل قد عاش حياة صعبة على المستوى المادي، وأنه بقي يعاني في حياته إلى أن رحل عن الدن

السعادة التي كانت في الشمال

من هنا إلى السنة المقبلة ربما يخضع ترتيب فنلندا للتعديل في تقرير السعادة العالمي، فلا تصبح هي الدولة الأسعد في العالم، كما كان التقرير قد وصفها على مدى ست سنوات متتالية. كان التقرير قد صدر في مارس (آذار) من هذه السنة، وكان قد صنّف الدول من حيث مدى سعادة مواطنيها، وكان قد وضع الفنلنديين في الموقع الأول من دون منافس، وكان قد قال إن أسباباً كثيرة تقف وراء ذلك، وإن في مقدمتها أن الفنلندي يمتلك قدراً كبيراً من الحرية في التعبير عن نفسه وعن أفكاره، وإنه يتمتع بخدمة صحية جيدة تقدمها الدولة، وأن يحصل على متوسط دخل مرتفع. وكان ظني أن سبباً آخر يبرر سعادة المواطن الفنلندي ويشرحها، وهذا السبب هو التعليم

تفصيلتان في مشهد المحاكمة

عندما خضع الرئيس الأسبق حسني مبارك للمحاكمة في أعقاب ما سُمي الربيع العربي، بث الإعلام محاكمته على الهواء مباشرة إلى المتابعين في كل مكان، وظل في كل مراحل المحاكمة يصفها بأنها محاكمة القرن، ودخلت العدسات إلى قاعة المحكمة تمسحها في كل زاوية، وتفتش فيها عن تفاصيل التفاصيل. وقد كانت محاكمته محاكمة قرن كما وصفها الإعلام، ولم يكن في الأمر أي نوع من المبالغة، لأنها كانت محاكمة غير مسبوقة في مصر على الأقل، ولم يكن المصريون الذين تابعوا إجراءات محاكمة رئيسهم السابق يتوقعون، أن ينتقل رئيس الجمهورية من القصر باتساعه إلى المحكمة على ضيقها.

نظّارة الإمام

على شاشة رمضان يتابع المشاهدون مسلسلاً تلفزيونياً يروي حياة الإمام الشافعي، الذي عرفناه واحداً من أئمة الفقه الأربعة في تاريخ الإسلام.

موسكو ليست جمعية خيرية

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه سوف يقدم القمح بالمجان إلى الدول الأفريقية، ولا بد أن هذه هي المرة الأولى التي تكتشف فيها عواصم القارة السمراء أن رغيفها ستقدمه موسكو، وأن ذلك سيكون مجاناً بلا ثمن تدفعه من فلوسها.

سببان أحدهما رأيناه... والثاني نترقّبه

لا أصدق أن الولايات المتحدة الأميركية كانت على علم كبير بالمفاوضات التي أدت إلى اتفاق عودة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، وإذا كانت هي تقول ذلك منذ الإعلان عن الاتفاق في العاشر من هذا الشهر، فمن الطبيعي أن تقول ما تقوله في هذا الشأن. ولكن المنطق يقول غير ما تقول، والعقل لا يقول ما تقوله، لأنها لو كانت على علم كبير أو حتى صغير بالمفاوضات السابقة على إعلان الاتفاق، لكانت قد استغلت علمها في اتجاه آخر، ولكان هذا الاتجاه هو إفساد الاتفاق وإفشاله، ولكانت قد سربت أخباره في صحفها الكبرى، إذا فاتها أن تفسده، أو تعطله، أو تقف في طريق وصوله إلى غايته. ربما تقصد أنها كانت تعلم بالمفاوضات الأخرى،

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

حاول نابليون بونابرت دخول موسكو في 1812 فلم يستطع، وكانت الثلوج التي تغطي ميدان المعركة في مقدمة الأسباب، ومن بعدها دخلت ثلوج الشتاء كتاب التاريخ، وقيل من يومها إن الجنرال ثلج وقف يحارب في صفوف الروس ضد نابليون. وعندما حاول هتلر دخول الاتحاد السوفياتي في الحرب العالمية الثانية، راهن السوفيات في مواجهته على ما راهن عليه أسلافهم أيام نابليون، وقالوا ما معناه أنهم سوف يراهنون على الجنرال الأبيض أو الجنرال ثلج، وأن جيش الألمان سوف يجد هذا الجنرال العجيب في انتظاره، وأن الأصقاع السوفياتية الشهيرة سوف تكون لقوات هتلر بالمرصاد. وقد كان هذا تقريباً هو ما حدث، ولم يأخذ الزعيم النازي درس نابليون في الاع

عالم بكامله لا يستطيع تحريك ناقلة

يتطلع المتفائلون في العالم إلى العاصمة الروسية موسكو، ثم إلى العاصمة الأوكرانية كييف، بينما الأمل يراودهم في أن تتقبل العاصمتان مبادرة الصين لإسكات مدافع الحرب على الجبهة بينهما بقبول حسن. صحيح أن البابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان، كان قد سبق بطرح مبادرة في ذات الاتجاه، ولكن سوء الحظ حالف مبادرة الرجل، فلم تبرح مكانها في مكتبه البابوي، وبقيت هناك تندب حظها، وبقي العالم من ورائها يعاني ما يعانيه منذ اشتعلت نار هذه الحرب قبل أكثر من سنة. وكان البابا يأمل في أن يكون صوته أقوم من صوت المدفع، وكان صوته هو صوت العقل الذي يبحث له عن مكان في عالمنا فلا يكاد يقع على موطئ قدم، وكان أمله أن تدب الحياة