جيمس ستافريديس

جيمس ستافريديس
- أميرال بحري متقاعد بالبحرية الأميركية وقائد عسكري سابق لحلف الناتو وعميد كلية فليتشر للحقوق والدبلوماسية بجامعة تافتس < بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

نقطة تحول مهمة للقوات البحرية الأميركية

أسفر الحريق الذي لحق بالسفينة الهجومية البرمائية الأميركية «يو إس إس بونوم ريتشارد» لأكثر من أربعة أيام بدءاً من 12 يوليو (تموز) الجاري عن تدمير السفينة التي تقدر قيمتها بنحو 4 مليارات دولار، فضلاً عن إصابة أكثر من 70 بحاراً ورجال الإطفاء المدنيين. وكانت سحب الدخان التي خيّمت على أجواء ميناء سان دييغو ووسط المدينة لعدة أيام بعد الحريق، رمزاً واضحاً للحالة المزرية التي تكتنف القوات البحرية الأميركية في أرجاء العالم كافة في الآونة الأخيرة. كما تعيد هذه الحادثة المؤسفة إلى الأذهان درساً من دروس التاريخ.

أميركا وحروب المستقبل

لا يملك المرء سوى التعاطف مع الشعب الأميركي لما أصابه جراء تفشي فيروس «كورونا»، والاضطرابات الاقتصادية، وسنة الانتخابات، خاصة إذا استبعدنا من دائرة التفكير مسألة الأمن الدولي. لحسن الحظ، لم يتشتت انتباه الكونغرس بهذا الشكل، حيث أقرت لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، الأسبوع الماضي، مشروع قانون تفويض للدفاع السنوي بقيمة 740 مليار دولار. وتناول هذا الإجراء كثيراً من القضايا الساخنة، على وجه التحديد منها زيادة القوات والرموز الكونفدرالية في القواعد العسكرية، مما يحد من قدرة الرئيس على سحب القوات من أوروبا وأفغانستان.

التصعيد العسكري بين الصين والهند ومقاربة واشنطن

بعد الانفراجة التي شهدتها الصين والهند إثر أسابيع من التصعيد العسكري على طول الحدود المشتركة التي تجمع بينهما في جبال الهيمالايا، أفادت التقارير الإخبارية من مواقع الأحداث بأن القوات الصينية قد أسقطت ما لا يقل عن 20 جندياً هندياً صرعى الاشتباكات الأخيرة، مع ما تكبدته القوات الصينية من خسائر في الأرواح غير أنها لم تعلن عنها حتى الآن. وتعدّ الاشتباكات الدامية الأخيرة بين القوتين الكبيرتين هي الأولى من نوعها منذ منتصف سبعينات القرن الماضي، وهي تعكس مدى ما بلغته العلاقات الثنائية المتوترة والمشحونة للغاية بين أكبر دولتين على مستوى العالم من حيث عدد السكان.

المؤسسات العسكرية ومجريات السياسة

خلقت المظاهرات التي اندلعت في طول الولايات المتحدة وعرضها إثر وفاة المواطن جورج فلويد تقاطعات مشهودة بين مختلف تيارات المجتمع الأميركي، من حيث الأفكار الجديدة المطروحة بشأن إصلاح جهاز الشرطة، إلى التركيز المتزايد على الأضرار الصحية والاقتصادية العميقة والمتباينة التي يعاني منها المواطنون الأميركيون الأفارقة إثر تفشي وباء كورونا المستجد في البلاد.

حرب مستعرة بين تركيا وروسيا... وليبيا الخاسرة

يبدو أن الحرب الأهلية الليبية المشتعلة منذ أمد طويل تقترب من نهايتها، فخلال الأيام الأخيرة تراجعت القوات التابعة للجنرال خليفة حفتر، التي كانت تحاصر العاصمة طرابلس. وجاء هذا الانسحاب بمثابة نصر لحكومة الوفاق الوطني التي يقودها فايز السراج. إلا أن القتال الدائر ليس قضية داخلية فحسب، وإنما تحولت الحرب الأهلية الليبية إلى حرب بالوكالة في خضم جيوسياسات القوة الإقليمية والعالمية. كما يبدو الوضع اليوم نتيجة للأسلوب الذي تخلى به الغرب عن البلاد منذ عقد مضى.

اشتعال الحرب الباردة في بحر الصين الجنوبي

قضيت أغلب حياتي المهنية العسكرية مبحراً في مياه المحيط الهادي، ولقد أبحرت مرات عدة عبر مياه بحر الصين الجنوبي المفعمة بالرطوبة الخانقة. وإنّه يحتل مساحة لا بأس بها من المياه، تماثل على نحو تقريبي منطقة بحر الكاريبي ومنطقة خليج المكسيك مجتمعتين. وهناك موارد طبيعية كثيرة من النفط والغاز الطبيعي راقدة في قاع ذلك البحر الكبير. فضلاً عن أنه تمر من خلاله نسبة 40 في المائة من مسارات الشحن الدولي العالمية. تدفع الصين بمزاعم خاطئة حول أحقيتها في السيادة الوطنية الكاملة على أغلب البحار الإقليمية التي تطل عليها.

قافلة «الأطلسي» التي عادت إلى الحرب الباردة

يقع بعض من أقسى المياه في العالم فيما يطلق عليه البحارة «مناطق الشمال العليا»، خصوصاً «بحر بارنتس» على الساحل الشمالي الغربي لروسيا في القطب الشمالي. وتستضيف قاعدة «سيفيرومورسك» الواقعة في خليج ضيق محصور، أكبر قوة بحرية روسية معروفة باسم «الأسطول الشمالي». الأسبوع الماضي، دخل أسطول يضم ثلاث مدمرات أميركية وسفينة إمداد ضخمة وفرقاطة بريطانية إلى «بارنتس»، في أول مشروع من نوعه لسفن السطح الأميركية منذ نهاية الحرب الباردة.

كيفية التعامل مع القوارب الإيرانية السريعة

أطلق الرئيس دونالد ترمب، رسالة تحذير موجه إلى إيران بنشره «تغريدة»، قال فيها إن أي «تحرش» آخر ببوارج حربية أميركية من جانب الأسطول الإيراني في الخليج، سيسفر عن تدمير الوحدات الإيرانية. الواضح أن التغريدة جاءت رداً على فيديوهات أظهرت سفناً إيرانية تتصرف على نحو مسيء.

الغرب والحرب السيبرانية ومكافحة الوباء

قبل عقد من الزمان، عندما كنت أتولى قيادة قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، كنت أشعر في بعض الأحيان كما لو أنني أعيش عبر مؤتمر يُدار بالفيديو عن بُعد - أو ما نُطلق عليه في المصطلحات العسكرية مسمى «في تي سي». ولم تكن مثل هذه التقنيات مؤكدة تماماً، وكانت تقع بعض العثرات المتكررة بين الحين والآخر مثل: توقف الشاشات، وصدى الصوت المزعج للغاية، وأنماط الكلام المتأخرة، وبعض الشرائح المفقودة من العروض التقديمية.

الجيوش يمكنها المساعدة في معركة الأوبئة

يعتبر وباء فيروس «كورونا» الراهن من أبرز التحديات القوية للأمن القومي الأميركي، وكيفية استجابة البلاد هي من المعالم البالغة الأهمية، إذ ينبئنا التاريخ البيولوجي للبشرية بأن وباءً آخر، وربما أشد فتكاً وأوسع تأثيراً، قد يكون من الاحتمالات التي لا محيد عنها. ومن شأن القوات المسلحة الأميركية أن تضطلع بدور قيّم ومؤثر في المساعدة على مكافحة الوباء المحتمل القادم، هذا إن استوعبنا الدروس المستفادة من الأزمة الراهنة، وأدخلناها حيز التنفيذ الفعلي. تشكل القوات المسلحة الأميركية مستودعاً كبيراً وهائلاً من المواهب والموارد.