قبل الحرب على غزة، وامتداداتها إلى جغرافياتٍ كثيرة في الإقليم، حلم العالم بشرق أوسط جديد، لعله يصبح واحة استقرارٍ تريح أهله من الحروب وتريح العالم من انشغاله
لم تُحصِ إسرائيل بدقة خسائرها في حربها ذات الأسماء المتعددة: «السيوف الحديدية»، أو «حرب الجبهات السبع»، أو «حرب ترويض الشرق الأوسط»، أو «حرب تصفية القضية.
في السّياسة أمورٌ تشبه ما في الطب، منها مثلاً الأثر العكسي للجرعات الزائدة في العلاج. نقرُّ ونعترف، ومن خلال الصراع طويل الأمد مع إسرائيل، بأنَّها دولةٌ قوية.
شهد الشرق الأوسط حروباً عديدة، إلا أنَّ الحرب على غزة كانت الأطول زمناً والأكثر ضحايا، والأبعد عن خلاصاتٍ تضع حداً لها، مثلما حدث في كل الحروب التي سبقتها.
نحن سكان الشرق الأوسط، خصوصاً الجيل الذي بلغ السبعين والثمانين وحتى التسعين، عشنا الشرق الأوسط القديم، ومن بقي منا على قيد الحياة، ويملك ذاكرة لا تزال تعمل.
منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 خاضت إسرائيل حرباً هي الأطول في تاريخها، وعلى مدى عشرين شهراً أثبت الجيش الإسرائيلي بما يمتلك من مقدّراتٍ مميزة تفوقاً.
في يوم ما لا بد أن تتوقف الحرب على غزة، ومهما كانت نتائجها، فإن مجرد توقفها سينقل الفلسطينيين، وقضيتهم، من مكانٍ كانوا فيه الطرف الأضعف عسكرياً، إلى مكانٍ تكون
قرر الفلسطينيون -عبر قيادتهم الشرعية ممثلة بـ«منظمة التحرير» و«السلطة الوطنية»- إنهاء الوجود المسلح في لبنان، ومركزه المخيمات، وذلك على أرضية تعاونٍ كامل.