داود الفرحان

داود الفرحان
حاصل على بكالوريوس الصحافة من جامعة بغداد عام 1968. نائب نقيب الصحافيين العراقيين لثلاث دورات، الأمين العام المساعد لاتحاد الصحافيين العرب. مدير «مركز المعلومات والبحوث» في وزارة الثقافة والإعلام العراقية. معاون المدير العام لوكالة الأنباء العراقية. المستشار الإعلامي للسفارة العراقية في القاهرة (1989 - 1990). كاتب عمود صحافي في الصحف العراقية منذ عام 1966، وكاتب عمود في مجلات: «المجلة» السعودية، و«الأهرام العربي»، و«الصدى» الإماراتية، و«اليمامة» السعودية، و«التضامن» اللندنية. رئيس تحرير صحف ومجلات عراقية أسبوعية عدة ومؤلف لعدد من الكتب.

التيار الصدري يخرج من المولد بلا حمص

وأخيراً تسلم من تسلم في بغداد كراسي رئاسة الجمهورية (الأكراد) ورئاسة الوزراء (الشيعة) ورئاسة مجلس النواب (السنّة)، والثلاثة لا يمثلون أحداً في هذه المناصب سوى الفوضى التي تعمي العيون وموالاة النظام الإيراني. بعد أيام من هتافات «يعيش» و«يسقط»، وترحيل قدم وتأجيل أخرى، واختراقات صاخبة للمنطقة الخضراء والجسور الزرقاء على نهر دجلة، وتحويل قاعة مجلس النواب إلى مطعم شعبي للفلافل والبيض المسلوق، لم يجد التيار الصدري إلا الحمص الذي طبخه نوري المالكي ولي أمر ما يسمى «الإطار التنسيقي» الذي يضم قواعد «الحشد الشعبي» وكل الميليشيات المنفلتة الموالية للعمائم الإيرانية السوداء. ما الذي قبضه مقتدى الصدر من أغل

بضاعة رديئة: فوضى وميليشيات وفساد

معها كل الحق الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين بلاسخارت، حين تقول في الإحاطة التي قدمتها أمام مجلس الأمن يوم 4 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي: «إن المرء ليس بحاجة إلى كرة بلورية ليتنبأ بما يمكن أن يؤدي إليه الوضع الخطير الذي يمر فيه العراق، مع اندلاع المظاهرات المعارضة والمضادة إلى حد الفوضى العارمة». وبلاسخارت هولندية الجنسية ليست دبلوماسية عادية؛ فقد كانت وزيرة الدفاع في بلادها وعضواً في مجلس النواب عن حزب «الشعب من أجل الحرية والديمقراطية» وعضواً في البرلمان الأوروبي لتحالف الليبراليين والديمقراطيين في أوروبا.

احتجاجات شديدة اللهجة... هل لها قيمة؟

لأن أرض العراق مستباحة منذ 9 أبريل (نيسان) 2003 وحتى اليوم، فإن طهران لا تشعر بأي حرج حين تقصف أي مدينة عراقية سواء السليمانية أو أربيل شمال العراق، أو حتى بغداد العاصمة إذا شاء «فيلق القدس» الإرهابي. وكانت الحجة في السابق أن القصف الإيراني يستهدف مقرات الموساد الإسرائيلي في إقليم كردستان العراق.

إنها الحرب بالأبيض والأسود

على عكس ما يسعى إليه الرئيس الأميركي جو بايدن ورؤساء الدول الأوروبية، من محاولة إبلاغ روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين بأنَّ الجبهة الغربية الأوروبية والولايات المتحدة وكندا، ومعها اليابان وأستراليا، لن تتخلى عن أوكرانيا بحدودها الجغرافية المثبتة في منظمة الأمم المتحدة والموسوعات الجغرافية الدولية؛ فإن الأشهر السبعة الماضية منذ بدء الاجتياح الروسي لأوكرانيا أثبتت أن الحدود الأوكرانية رخوة وهشة أمام القوات الروسية، ولولا إمدادات الأسلحة الأميركية والأوروبية الحديثة لما واجهت روسيا مصاعب وعقبات في الأراضي التي احتلتها، واضطرت إلى الانسحاب من مساحات شاسعة كانت على وشك أن ترضخ لاستفتاء روسي لإلحاقها ب

موسم الهجرة إلى سمرقند

رغم تأسيس منظمة شنغهاي للتعاون الاقتصادي في عام 1996 بوصفها تكتلاً إقليمياً من خمس دول، هي الصين وكازاخستان وقرغيزستان وروسيا وطاجيكستان، فإنها ظلت منظمة شبه مجهولة على الصعيد الدولي. وعقدت اجتماعات محدودة ناقشت قضايا إقليمية تهم الدول المؤسسة وعلاقاتها الخارجية، إلا أن عام 2018 شهد أول مناورات عسكرية لها بعد انضمام الهند وباكستان. ونفذت الدول السبع مناورات لمحاربة الإرهاب والتطرف ومواجهة الحركات الانفصالية، كما قرأنا في صحف ذلك العام. الآن بدأ زحف دولي غير إقليمي للانضمام إلى المنظمة وتحولها إلى نشاط سياسي شرقي، أقرب ما يكون إلى (حلف) أكثر منه اقتصادياً كما هو الحال في منظمة «أوبك».

البحث عن وسطاء بين روسيا وأوكرانيا

مهما حاولنا الالتفات ذات اليمين وذات الشمال لن نجد وسيطاً دولياً حكيماً يمكن أن يؤتَمن لإيجاد حل جيو - سياسي للحرب الروسية على أوكرانيا غير الصين. فهذه الدولة القارّية بمساحتها الكبرى (نحو عشرة ملايين كم2) وسكانها (مليار و400 مليون نسمة) وبحارها (أربعة أبحر) وجزرها (11 ألف جزيرة) وجبالها (29 جبلاً ارتفاعها بين 6000 متر فوق سطح البحر و2000 متر والهملايا أعلاها) وأنهارها (أكثر من 1500 نهر) وقوتها (أقوى ثالث جيش في العالم و350 رأساً نووياً).

حين تتحول الحرب الحدودية إلى حرب إلكترونية

بعد أيام قليلة من بدء الحرب الروسية على أوكرانيا قبل ستة أشهر، دخل قراصنة إلكترونيون على موقع الكرملين وقاعدة بيانات وزارة الدفاع الروسية وقنوات تلفزيونية حكومية. ولم تتردد مجموعة القراصنة «الهاكرز» الأشهر في العالم «أنونيموس» في الإقرار بأنها فعلت ذلك، وهذا التصرف ضد روسيا ودول أخرى «جريمة» يعاقب عليها القانون. وأحد هذه الاختراقات كان يحمل الرقم «5300» وهو موجه إلى الشعب الروسي، ويشير إلى عدد أفراد من الجيش الروسي تم قتلهم كما زعمت أوكرانيا في حينه. وقال بيان آخر تحت عنوان رسالة إلى الشعب الروسي: «نحثكم على وقف هذا الجنون ولا ترسلوا أبناءكم وأزواجكم إلى موت محقق».

حقيبة عقوبات تنتهك حقوق الإنسان!

لا توجد دولة في العالم لم تنعكس عليها آثار جانبية بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا. كل قطاعات الحياة والإنتاج والدراسة والسفر والسياحة والعلاج تأثرت بهذه الحرب، سواء كنت مقيماً في دولة جارة مثل بولندا أو بعيدة مثل جنوب أفريقيا أو أستراليا. بعد ثلاثة أيام من اندلاع هذه الحرب التي دخلت شهرها السابع قبل أيام، أدان الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) هجوم موسكو على كييف، ودعا إلى وقف الحرب وعودة السلام فوراً. وندد الاتحاد باستخدام القوة من قبل روسيا في بيان نقلته محطة «CNN» قائلاً: «العنف ليس حلاً أبداً».

نعم لأساطيل الحبوب... لا لأساطيل الحروب

تتكون القوات البحرية الروسية التي احتفلت بعيدها في نهاية شهر يوليو (تموز) الماضي من أربعة أساطيل استراتيجية عملياتية، هي: أسطول بحر الشمال، وأسطول المحيط الهادئ، وأسطول البلطيق، وأسطول البحر الأسود. وما يهمنا منها في هذا المقال أسطول البحر الأسود.

الحقيقة بين «التسريبات» و«الأخبار»

تلعب «التسريبات» السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية دوراً خطيراً في قرارات مصيرية أحياناً، وفي حدوث أزمات سياسية بين بلدين، وقد يصل الأمر في الغرب إلى فضائح أخلاقية تتصدر الصفحات الأولى من صحف الأحد. ومنذ سنوات قليلة قرأت في صحيفة عربية أن ما يسمى «صحافة التسريبات» ربما تتحول إلى نوع صحافي متخصص يتجاوز ما يُعرف بالصحافة الصفراء. نشر جوزيف ويلسون مبعوث المخابرات المركزية الأميركية إلى دولة النيجر، مقالاً في صحيفة «نيويورك تايمز» في يوليو (تموز) 2003، ذكر فيه أن ادعاء جورج بوش الابن أن العراق حاول شراء اليورانيوم من النيجر هو «مجرد ادعاء لا أساس له من الصحة واستخدمه بوش لتبرير الحرب العدوانية».