شارلز ليستر

شارلز ليستر
- زميل ومدير قسم مكافحة الإرهاب بمعهد الشرق الأوسط

لا بد من جدار منيع في سوريا لاحتواء إيران

أدّت الحرب في سوريا إلى تحويل جماعة «حزب الله» إلى عنصر عسكري في تنفيذ العمليات. فعلياً؛ يسيطر «حزب الله» على الدولة اللبنانية، ويعمل بمثابة رأس الرمح الإقليمي الإيراني، وذلك في إطار ما يمكن وصفها بأنها «إمبراطورية ظل إيرانية» أقوى بوضوح مما كانت عليه الحال قبل عام 2011. وفي الوقت الذي تتركز فيه الأنظار الدولية على نشاطات إيران و«حزب الله» في الوقت الحالي، فإن الغموض لا يزال يكتنف تداعيات اتخاذ إجراءات جديدة ضدهما مثل عقوبات اقتصادية قاسية أو محاولات لفرض العزلة على إيران. في الواقع، تحمل مثل هذه الإجراءات الجديدة في طياتها مخاطرة تقوية شوكة الفرق الأكثر شراً داخل إيران.

هل بوتين قادر على احتواء إيران؟

في الأشهر الأخيرة، بات من الواضح بشكل متزايد أن المجتمع الدولي قد غادر موقعه في مراقبة ورصد انتصار نظام بشار الأسد بطيء الوتيرة والمنتظم الذي لا يزال يعمل بمنتهى القسوة داخل سوريا. ولم ينبس أحد ولو بكلمة واحدة أثناء قيام النظام السوري، والمدعوم بكل قوة من جانب روسيا وإيران، بتفكيك اتفاق خفض التصعيد الجديد، وهذه المرة في جنوب البلاد.

يجب التحرك لإنقاذ إدلب قبل فوات الأوان

في وقت باتت الإجراءات التي اتخذتها الأطراف الخارجية تحدد مسار الصراع في أكثر من منطقة سورية، فإن انعدام اتخاذ الإجراءات، أو صنع القرارات من قبل الدول الخارجية، أصبح هو المحدد الأمثل لمصير محافظة إدلب. وبعد انقضاء 6 أعوام، كانت تتصرف خلالها بصورة براغماتية جادة وصارمة، بدأ المخطط الاستراتيجي لـ«جبهة النصرة» في الاقتراب من مراحله النهائية.

الأزمة السورية تدخل مرحلة جديدة وخطيرة

دخلت الأزمة السورية الآن، وبشكل لا جدال فيه، مرحلة جديدة، وفيها تحولت الأولويات المتغيرة للدول الخارجية نحو خلق مجموعة مؤقتة من شروط ما قبل التسوية. ومنذ التدخل العسكري الروسي في سبتمبر (أيلول) من عام 2015، ظلت الديناميات الجيو - سياسية في تطور مستمر على مسار تقويض جهود المعارضة السورية ضد نظام بشار الأسد. وبعد عامين، لم يبد النضال المناهض لنظام الأسد واهناً أو أكثر ضعفاً عما كان.