شارلوت مكدونالد

أوروبا في حاجة للهجرة الخاضعة للسيطرة

إنه لأمر مذهل أن نرى ذلك. الأطفال يتجمعون حول نيران مشتعلة وغير مستقرة، والآباء يضمون أطفالهم إلى صدورهم بينما الجنود، خلف الأسلاك الشائكة، ينظرون في لا مبالاة واضحة. لكن الصور القادمة من الحدود البيلاروسية البولندية، مهما كانت مروعة، لا ينبغي أن تكون مفاجئة: هذا ما تبدو عليه سياسة الهجرة في الاتحاد الأوروبي راهنا. لا شك أن القسط الأكبر من اللوم عن هذه الكارثة الإنسانية، التي حبس فيها الآلاف من المهاجرين، وأكثرهم من العراق وسوريا، في غابة متجمدة لأسابيع متواصلة، يقع على عاتق زعيم بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو.

الشعبوية لم تصل إلى ذروتها في أوروبا

تحوم السحب القاتمة فوق رؤوس الأوروبيين الذين يؤمنون بقارة متحدة ومتسامحة ومنفتحة. في البداية، جاء تصويت البريطانيين للخروج من الاتحاد الأوروبي في يونيو (حزيران) الماضي، وبعد ذلك جاء انتخاب دونالد ترمب. وبدا القوميون والشعبويون أنصار تيار اليمين كأنهم يسيرون في الركب، فيما وجه محبو أوروبا (اليوروبفيليون) نظرهم للأمام في غضب انتظاراً لسلسلة من الانتخابات المرتقبة عام 2017، وهي الانتخابات التي يمكن لأي منها أن تنذر ببداية تداعي المشروع الأوروبي.