قطر تقلص تمويل «الائتلاف» السوري

مغادرة «سرايا أهل الشام» شرق لبنان تمهد لـ«معركة داعش»

مقاتل من «سرايا أهل الشام» ضمن المرحلين من جرود عرسال أمس (رويترز)
مقاتل من «سرايا أهل الشام» ضمن المرحلين من جرود عرسال أمس (رويترز)
TT

قطر تقلص تمويل «الائتلاف» السوري

مقاتل من «سرايا أهل الشام» ضمن المرحلين من جرود عرسال أمس (رويترز)
مقاتل من «سرايا أهل الشام» ضمن المرحلين من جرود عرسال أمس (رويترز)

قالت مصادر سورية معارضة إن قطر قلصت تمويل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض, الأمر الذي دفع بالأخير لإجراء تغييرات في حساباته وتمويل مكاتبه في إسطنبول والخارج ودفع بالموظفين إلى «العمل التطوعي».
وكان يصل إلى حساب مصرفي في تركيا مبلغ من قطر في حدود 300 ألف دولار شهرياً، ثم بدأ في التراجع بين 230 و270 ألفاً، بحسب مصدر سوري معارض. وقال المصدر إنه بعد انتخاب رياض سيف رئيساً لـ«الائتلاف» وصل مبلغ يكفي لشهر واحد، مع تراجع يقترب من حد التوقف.
ونوقشت «الأزمة المالية» في اجتماعات «الائتلاف» في تركيا, حيث جرى خفض عدد الموظفين في مكاتبه في الخارج وتشجيع ممثليه وموظفيه على العمل التطوعي. وقال «الائتلاف» في بيان أمس إنه لم يطلب من الحكومة الفرنسية إغلاق مكتبه وإن «الممثلية تقوم بواجباتها المعتادة، وهي على تواصل مستمر مع وزارة الخارجية والرئاسة الفرنسيتان».
إلى ذلك، غادر عناصر «سرايا أهل الشام» جرود عرسال أمس إلى القلمون الشرقي في ريف دمشق بعد تعثّر المفاوضات لأيام نتيجة إصرار دمشق على انتقالهم بالحافلات بدل سياراتهم الخاصة، وهو ما عاد المسلحون وقبلوا به بينما رفضته مئات العائلات وقرّرت البقاء في مخيمات عرسال.
ويمهّد إخلاء الجرود من المسلحين لتسلّم الجيش اللبناني المنطقة من «حزب الله»، كما يساهم في اقتراب ساعة الصفر لانطلاق المعركة ضدّ تنظيم داعش في جرود رأس بعلبك والقاع عند الحدود الشرقية مع سوريا.
...المزيد



دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
TT

دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)

يجري الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي محادثات في دمشق اليوم (الخميس)، في اليوم الثاني من زيارته البارزة التي أكد خلالها دعم بلاده المتجدد لسوريا وتخللها توقيع مذكرة تفاهم لتعاون استراتيجي طويل المدى في مجالات عدّة بين البلدين.
وزيارة رئيسي إلى دمشق على رأس وفد وزاري رفيع هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً، رغم الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري الكبير، الذي قدّمته طهران لدمشق وساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح القوات الحكومية. وتأتي هذه الزيارة في خضمّ تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في مارس (آذار) استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة، بينما يسجَّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة منذ عام 2011.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1654027328727711744
وبعدما أجرى محادثات سياسية موسّعة مع نظيره السوري بشار الأسد الأربعاء، يلتقي رئيسي في اليوم الثاني من زيارته وفداً من ممثلي الفصائل الفلسطينية، ويزور المسجد الأموي في دمشق، على أن يشارك بعد الظهر في منتدى لرجال أعمال من البلدين.
وأشاد رئيسي الأربعاء بـ«الانتصار»، الذي حقّقته سوريا بعد 12 عاماً من نزاع مدمر، «رغم التهديدات والعقوبات» المفروضة عليها، مؤكّداً أنّ العلاقة بين البلدين «ليست فقط علاقة سياسية ودبلوماسية، بل هي أيضاً علاقة عميقة واستراتيجية».
ووقّع الرئيسان، وفق الإعلام الرسمي، مذكرة تفاهم لـ«خطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد»، التي تشمل مجالات عدة بينها الزراعة والسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرة. وقال رئيسي إنه «كما وقفت إيران إلى جانب سوريا حكومة وشعباً في مكافحة الإرهاب، فإنها ستقف إلى جانب أشقائها السوريين في مجال التنمية والتقدم في مرحلة إعادة الإعمار».
ومنذ سنوات النزاع الأولى أرسلت طهران إلى سوريا مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات «المتطرفة» والمعارضة، التي تصنّفها دمشق «إرهابية». وساهمت طهران في دفع مجموعات موالية لها، على رأسها «حزب الله» اللبناني، للقتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.
وهدأت الجبهات في سوريا نسبياً منذ 2019. وإن كانت الحرب لم تنته فعلياً. وتسيطر القوات الحكومية حالياً على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية النزاع. وبات استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية لدمشق بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج.
وزار الأسد طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في فبراير (شباط) 2019 والثانية في مايو (أيار) 2022، والتقى خلالها رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وكان الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد زار دمشق في 18 سبتمبر (أيلول) 2010. قبل ستة أشهر من اندلاع النزاع، الذي أودى بأكثر من نصف مليون سوري، وتسبب في نزوح وتهجير أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.