7 أيام من المعرفة والترفيه في «حكايا مسك» بالرياض

يسلط الضوء على المبدعين الشباب في جميع المجالات

7 أيام من المعرفة والترفيه في «حكايا مسك» بالرياض
TT

7 أيام من المعرفة والترفيه في «حكايا مسك» بالرياض

7 أيام من المعرفة والترفيه في «حكايا مسك» بالرياض

ينطلق اليوم في العاصمة السعودية، مهرجان «حكايا مسك» الذي تنظمه مؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز «مسك الخيرية»، على أرض مركز الرياض الدولي للمعارض، ويتضمن فعاليات معرفية وترفيهية على مدى 7 أيام.
وبحسب بيان أمس، فإن المؤسسة عملت خلال الأيام الماضية على استقبال المشاركات النوعية، وأكملت تحضيراتها لتقديم دفعة جديدة وحزمة مميزة من الحكايا لمواصلة مسيرة النجاح وصناعة الذات، ووعدت بأسبوع حافل بالإبداع استكمالا لمشوار مهرجان «حكايا مسك» بعد أن طاف 6 مدن سعودية وعاد إلى الرياض للانطلاقة مجدداً نحو الإقليمية والعالمية.
وأشارت المؤسسة إلى أن المهرجان يهدف إلى تسليط الضوء على المبدعين الشباب في جميع المجالات، وفتح باب التواصل مع الزوار والجهات المشاركة، وصنع محتوى هادف يتناسب مع فئة المحتوى الإبداعي كمنصة رائدة. ولفتت إلى أن فعاليات المهرجان ستواكب جميع شرائح المجتمع، وتتنوع بين التعليم والترفيه والتدريب، مضيفة أن الجديد في الدورة الحالية إقامة أكثر من 300 ورشة عمل ومنصة في كل المجالات، بينها مشاركات خليجية من الكويت والإمارات وعمان، وأيضاً حكايا إعلام لأول مرة بمشاركة 8 جهات إعلامية، وحكايا مسك ستور، ومشاركة سناب شات وويكيبديا و«يوتيوب» ولينكيد إن في حكايا ديجيتال، ومشاركة جهات عالمية مثل نيويورك فيلم أكاديمي وارت يونيفيرستي وكالتشر فاكتوري من اليابان، وحضور «مانقا برودكشن» للمرة الأولى.
وتطرقت إلى أن الفعاليات الجديدة تشمل مشاركة اللاعبين السعوديين في «حكايا المرابطين»، إذ سيروي اللاعبان ياسر القحطاني ومحمد السهلاوي جزءاً من تجربتهما، كما يلتقي وزير الإعلام السعودي الدكتور عواد العواد مع الزوار، فيما سيروي الإعلامي محمد العرب تجربته مع أبطال الحد الجنوبي، وكذلك الإعلامية سوسن الشاعر.
ويستمتع الزوار بمشاهدة مسرحية خاصة بـ«حكايا مسك» تحكي التراث السعودي والأساطير، وفعالية مصنع حكايا لإنتاج الحكايا من كل فعاليات (كتابة، رسم، إنيميشن، إنتاج)، وكذلك عرض أول لفيلم «بلال»، وعدد من الأفلام السعودية الحصرية مع مقابلات المخرجين والعاملين على خشبة المسرح، وظهور راوي مسك في الجناح الخاص بالراوي، وسيحظى الطفل بفعاليات «المؤلف الصغير» بمشاركة جهات حكومية مثل موهبة ومكتبة الملك عبد العزيز ومدارس مسك.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».