أظهرت تجربتان سابقتان لميليشيات الحوثي وصالح استهداف ميناء المخا، عدم قدرة الانقلاب تقنيا. وأرجع باحث سياسي السبب وراء استهداف انقلابيي صنعاء ميناء المخا إلى سببين رئيسيين، الأول لتحقيق انتصار معنوي بعد جملة خسائره الميدانية في مسارح العمليات في اليمن، فيما يتمثل الثاني في إعطاء الأطراف الإقليمية والدولية الضامنة الحوثي بعض الزخم في تفاوضها مع المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وقال الجنيد في اتصال مع «الشرق الأوسط»: يعتبر الهجوم الأخير بقارب مفخخ ومسير عن بعد على ميناء المخا طبيعة تنظيم أنصار الله (الحوثي) في توظيف كل شكل من أشكال الهجوم لأدوات مستحدثة في ابتزازها السياسي للتحالف والمجتمع الدولي، وقد أثبتت التجربتان السابقتان لهذا النوع من الزوارق ضعف القدرات التقنية في التوجيه، إلا أن ذلك الأسلوب قد يستخدم عاجلا أم آجلا في استهداف السفن التجارية بطيئة الحركة وغير المجهزة بوسائل أمان خاصة.
وكان السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر، تحدث عن تهديدات الحوثيين وصالح للملاحة البحرية بالقول: «نحن مستمرون في سعينا لوقف التهريب، خصوصا الأسلحة التي تكون غاية في الخطورة». وأضاف أن أعضاء دول التحالف والدول التي تنفذ قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بمكافحة تهريب الأسلحة، أوقفوا بعض شحنات نعتقد أنها خرجت من إيران، وهناك قرارات دولية كثيرة تدعو إيران إلى وقف التهريب، وستستمر هذه المسؤولية على القوات الدولية الموجودة المناطق المائية حول اليمن.
ويعود الباحث السياسي ليقول إن العلاقة التاريخية بين ضفتي البحر الأحمر اليمنية الأفريقية مثلت دائما شريانا حيويا في كل نواحي التواصل الإنساني بشرا وتجارة، إلا أن التجارة تحولت من السلع والمواشي إلى السلاح والقات. ويضيف الجنيد: «تعتبر الصومال السوق الكبرى للسلاح عبر وسطاء يمنيين بالنيابة عن أطراف أخرى أحدها إيران. أرخبيل الجزر اليمنية في البحر الأحمر تمثل أهم نقاط التسلم والتوزيع، خصوصا تلك المحتوية على بنى تحتية تؤهلها لرسو سفن ذات غواطس تناسب المياه الضحلة».
ويتابع الجنيد بالقول: «نجد المخلوع والحوثي يتمسكان بالمؤانئ الرئيسية على الساحل الغربي لليمن، فهي مهمة في تأمين حاجات أسواقها في القرن الأفريقي وفي تأمين قنوات امتداد بالسلاح لتنظيمات متقاتلة في أكثر من ساحة قتال وسط وشمال وغرب أفريقيا، بالنيابة عن أطراف دولية أخرى مثل إيران والصين وحتى روسيا».
ضعف تقنية التوجيه لدى انقلابيي اليمن لم تمنعهم من تكرار «تفخيخ الزوارق»
ضعف تقنية التوجيه لدى انقلابيي اليمن لم تمنعهم من تكرار «تفخيخ الزوارق»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة