السودان والأردن يوقعان 15 اتفاقية تجارية

تشمل خطاً ملاحياً ومدينة صناعية

TT

السودان والأردن يوقعان 15 اتفاقية تجارية

وقع السودان والأردن 15 اتفاقية تجارية في ختام مباحثات مطولة اختتمت أول من أمس في الخرطوم، شارك فيها نائبا رئيس الوزراء في البلدين، ونحو 50 من رجال المال والأعمال.
وتصدر قائمة الاتفاقيات والعقود التجارية والاستثمارية التي اتفق عليها الجانبان، الخط الملاحي الذي يربط ميناء بورتسودان بميناء العقبة الدولي، وتخصيص 40 ألف متر مربع لقيام منطقة صناعية أردنية، تكون نافذة عمان إلى الأسواق الأفريقية.
واعتبر أسامة فيصل، وزير الدولة بوزارة الاستثمار السودانية، أن الملتقى السوداني الأردني يمثل صفحة جديدة لعلاقات اقتصادية واستثمارية وشراكة ذكية بين القطاع الخاص السوداني والقطاع الخاص الأردني. فيما أوضح معتز البرير، نائب رئيس اتحاد أصحاب العمل السوداني، أن اللقاء خرج بكثير من الفوائد الاقتصادية للبلدين، أبرزها طرح فرص للاستثمار العالمي من خلال الخط الملاحي.
من جهته، دعا رئيس جمعية رجال الأعمال الأردنية حمدي الطباع المستثمرين السودانيين للاستفادة من الميزات التي توفرها الأردن للمستثمرين في كثير من المجالات، مشيرا إلى أن اتفاقيات التجارة الحرة للأردن مع كثير من الدول تمثل فرصة للمستثمرين السودانيين والأجانب لتصدير منتجاتهم.
وأكد الطباع عمق مسيرة العلاقات الأردنية السودانية، حيث أصبحت نموذجا للتآخي العربي، حيث يرتبط البلدان باتفاقيات وبروتوكولات اقتصادية وتجارية كثيرة تبلغ 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم، أسهمت برفع التعاون الاقتصادي وعززت مناخات الاستثمار المشترك والاستيراد والتصدير، الأمر الذي كان له أثر ملحوظ على مسيرة العمل الثنائي المشترك.
وأقام اتحاد أصحاب العمل السوداني مع رجال وسيدات الأعمال الأردنيين ملتقى استثماريا تجاريا صناعيا، بالتزامن مع انعقاد اجتماعات اللجنة العليا السودانية الأردنية في دورتها السابعة.
وقال الوزير أسامة فيصل لـ«الشرق الأوسط» إن الملتقى ناقش التحديات التي تواجه عمل المستثمرين الأردنيين في السودان، كما ناقش فرص وميزات قانون الاستثمار في البلاد. وأضاف: «نتوقع بعد هذا اللقاء أن تقفز الاستثمارات الأردنية بالسودان قفزة كبيرة». وأضاف: «نسعى لأن نؤطر هذه الاتفاقيات التي وقعت، وهذا النقاش، إلى فرص استثمارية ومشروعات استثمارية ناجحة، وبشراكة ذكية من القطاع الخاص السوداني والقطاع الخاص الأردني».
وأكد الوزير أن الاتفاقيات المشتركة الموقعة بين البلدين ستكون موجهة لحماية الاستثمار الأجنبي، مشيرا إلى تعديل المناطق الحرة وتسهيل استكمال الإجراءات المطلوبة من قبل المستثمرين في ضوء رفع الحظر السياسي على السودان المرتقب في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
من جهته، عبر نائب رئيس اتحاد أصحاب العمل السوداني معاوية البرير عن أمله في أن تشهد المرحلة المقبلة مزيدا من المصالح والمشروعات والاستثمارات المشتركة وزيادة التحويلات المالية والمصرفية والتدفقات النقدية بين البلدين، مشيرا إلى وجود شركات أردنية تمارس أنشطتها بالسودان خصوصا بالصناعات الدوائية والزراعية.
من جهته، قال الدكتور الصادق بخيت، سفير السودان لدى الأردن، إن اللجان الفنية لاجتماعات الدورة السابعة للجنة العليا السودانية الأردنية المشتركة، بحثت كثيرا من الموضوعات التي تهم البلدين تعزيزا لما كان عليه الاتفاق في الدورات السابقة.
وأضاف أن هناك قضايا جديدة طرأت على مجالات التعاون الاقتصادي والثقافي والإعلامي والسياسي بين البلدين، وسيتم تشكيل مجلس مشترك لرجال الأعمال السودانيين والأردنيين.



التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.