حلول تقنية جديدة لراحة الحجاج يقدمها معهد أبحاث الحج والعمرة

75 برنامجاً ودراسة لباحثين من مختلف دول العالم

TT

حلول تقنية جديدة لراحة الحجاج يقدمها معهد أبحاث الحج والعمرة

يكشف معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، الثلاثاء المقبل، النقاب عن تطبيقين جديدين في مجالي الطاقة والنقل، يسهمان في راحة الحجيج، وذلك ضمن جملة البحوث والدراسات التي يقيمها المعهد كل عام، وتسهم تقنياً في إيجاد حلول ذكية في مجالات طبية وهندسية وإنسانية.
وقال الدكتور عثمان قزاز، رئيس البحوث والشؤون الإعلامية، لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن معهد خادم الحرمين كان الانطلاقة الحقيقية لكثير من المشروعات المحورية والاستراتيجية التي انطلقت من بيئتها العلمية، وخدمت الحج والحجاج على نطاق واسع، وكان في مقدمتها حركة النقل الترددي التي قدمها المعهد قبل 23 عاماً، مبيناً أن الاستثمار المعرفي في حركة النقل من المشاعر المقدسة إلى الحرم المكي لاختراق طبوغرافية مكة الجبلية، كان من ضمن الدراسات التي تقدم بها المعهد.
وأضاف أن توجه معهد خادم الحرمين لأبحاث الحج هذا العام، ينصب على البعد التقني والحلول الذكية التي باستطاعة الحاج استخدامها داخل المشاعر المقدسة، وتتركز على مجالات الطاقة وحركة النقل عبر تطبيقات ذكية سيقدمها المعهد في دراساته الثلاثاء المقبل، مشيراً إلى أن المعهد استطاع في الآونة الأخيرة تطبيق وتنفيذ كثير من التطبيقات الذكية التي تسهم في اعتماد الحاج على الحلول الذكية والسريعة، وبعدة لغات.
ولفت إلى أن المعهد لم يتعاقد مع شركات عالمية في هذا الصدد، بل مع باحثين على مستويات عالية من الدرجات العلمية، ولديهم سنوات طويلة في الأبحاث الذكية وتطبيقاتها، قدموا نماذجهم المعرفية المختلفة واستطاعت جامعة «أم القرى» استثمار هذه الرؤى الإبداعية وتوظيفها عن طريق إيجاد بيئة عمل لتحقيق الدراسات، وذلك عن طريق الإبداع المعرفي للجامعة ومعامل الجامعة العلمية المختلفة، والتقنيات الفنية التي تساعد الباحثين ومساعديهم والفنيين في إنجاز أبحاثهم ودراساتهم، التي تدعم جميع التخصصات والأبحاث، خصوصاً المتعلقة بتوجيه الحشود وتنبيه الحجاج بالأماكن التي ينبغي تجنبها أوقات الذروة.
وأفاد قزاز أن كثيراً من الوزارات والجهات المعنية طلبت مشروعات وأبحاث، وأنجزها المعهد، مشيراً إلى أن المعهد قدّم روزنامة من الحلول، في مقدمتها مشروع منع دخول السيارات الصغيرة إلى داخل المشاعر، والإفادة من لحوم الهدي والأضاحي، وتخصيص الطرق المظللة للمشاة، وتجارب منع الافتراش على جسر الجمرات، والخيام المقاومة للحريق، وتطوير خرائط المرور في المشاعر، ومقترحات توسعة المسعى والمطاف.
وتطرق إلى أن معهد خادم الحرمين الشريفين يعد استبيانات بعد نهاية كل موسم، لقياس مدى رضا الحجاج من مختلف الجنسيات، ومعرفة تطلعاتهم المستقبلية في الحصول على خدمة أفضل، وعرض الأفكار المستخلصة على الراغبين من الباحثين في دراستها وتقديم الحلول والتطبيقات عليها، وهي بمثابة نواة يتحرك فيها الباحثون وفق جداول زمنية وخطط مقننة، كل في تخصصه ومجال عمله.
وتابع قزاز: «ندرس كل الحلول الكفيلة بتوسيع الطاقة الاستيعابية للحجاج، اتساقاً مع (رؤية السعودية 2030) الكفيلة بتقديم استراتيجية متكاملة لتطوير منظومة الحج والعمرة والزيارة»، مؤكداً أن هذا الأمر هو امتداد تاريخي لدور القيادة السعودية في خدمة الإسلام، وإجراء الأبحاث والدراسات في المجالات التقنية والهندسية والصحية والإنسانية وغيرها، ما يراعي اختلاف الأطياف والأعراق ضمن أكثر من 75 برنامجاً يقدمها المعهد سنوياً، وتصب في خدمة الحجاج والمعتمرين.



من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
TT

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» خلال «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة، الذي تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد، وحتى 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وبتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، وهيئة الحكومة الرقمية.

وعلى هامش المنتدى، أعلنت «منظمة التعاون الرقمي» التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرّاً لها، إطلاق المبادرة، بمصادقة عدد من الدول على بيان مشترك بهذا الإعلان وهي: السعودية، والبحرين، وبنغلاديش، وقبرص، وجيبوتي، وغامبيا، وغانا، والأردن، والكويت، والمغرب، ونيجيريا، وعُمان، وباكستان، وقطر، ورواندا.

وأكدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الرقمي، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المبادرة التي تقودها وترعاها الكويت، وتم تقديمها خلال الجمعية العامة الثالثة لمنظمة التعاون الرقمي، تهدف إلى تعزيز احترام التنوع الاجتماعي والثقافي، ومكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، من خلال جهود الوساطة والتنسيق بين الشركات والحكومات والجهات الأخرى ذات الصلة، مثل المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

وتضمّن الإعلان، إنشاء «لجنة وزارية رفيعة المستوى» تتولّى الإشراف على تنفيذ مبادرة «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» التابعة للمنظمة، فيما جدّدت الدول المُصادقة على الإعلان، التزامها بالدعوة إلى «إنشاء اقتصاد رقمي شامل وشفاف وآمن يُمكن الأفراد من الازدهار».

وأكّد الإعلان على رؤية الدول إلى أن القطاع الخاص، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، «شريك في هذه الجهود لتعزيز التأثير الاجتماعي الإيجابي بدلاً من أن تكون وسيلة لنشر التأثيرات السلبية أو عدم الوعي الثقافي».

ودعا الإعلان، إلى بذل جهود جماعية من شأنها دعم القيم الوطنية، والتشريعات، وقواعد السلوك في منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تأكيد «منظمة التعاون الرقمي» التزامها بتحسين الثقة في الفضاء السيبراني من خلال معالجة التحديات الأخلاقية والخصوصية المرتبطة بالتقنيات الناشئة.

وفي الإطار ذاته شدّد الإعلان على الأهمية البالغة للحوار النشط والتعاون بين منصات التواصل الاجتماعي والدول التي تعمل فيها، وعَدّ التعاون القائم على الثقة المتبادلة «مفتاحاً لضمان احترام المشهد الرقمي لحقوق وقيم جميع الأطراف ذات الصلة».

من جهتها، أشارت ديمة اليحيى، الأمين العام لـ«منظمة التعاون الرقمي»، خلال حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استطلاعات للرأي شملت 46 دولة، أظهرت أن أكثر من 59 في المائة قلقون من صعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف عبر الإنترنت.

وأضافت أن ما يزيد على 75 في المائة من مستخدمي الإنترنت قد واجهوا أخباراً زائفة خلال الأشهر الستة الماضية، وتابعت: «تنتشر المعلومات المضللة على المنصات الاجتماعية بمعدل يصل إلى 10 أضعاف سرعة انتشار الحقائق»، الأمر الذي من شأنه، وفقاً لـ«اليحيى»، أن يسلّط الضوء على مفارقة مزعجة بأن «المنصات التي أحدثت ثورة في الاتصال والتقدم أصبحت أيضاً قنوات للانقسام، وتزعزع الثقة، وتزيد من حالة الاستقطاب في المجتمعات».

ونوّهت اليحيى إلى أن المعلومات المضلّلة «لم تعد قضية هامشية، بل جائحة رقمية مخيفة تتطلب تحركاً عاجلاً ومشتركاً»، وأضافت: «الدراسات بيّنت أن المعلومات المضللة قد تؤدي إلى إرباك الانتخابات في العديد من الدول خلال العامين المقبلين، مما يهدد الاستقرار العالمي». على حد وصفها.

وعلى جانب آخر، قالت: «بالنسبة للأجيال الشابة، فإن التأثير مقلق بشكل خاص، إذ يقضي المراهقون أكثر من 7 ساعات يومياً على الإنترنت، ويؤمن 70 في المائة منهم على الأقل بأربع نظريات مؤامرة عند تعرضهم لها». وخلال جائحة كورونا «كوفيد - 19»، أدت المعلومات المضللة حول القضايا الصحية إلى انخفاض بنسبة 30 في المائة في معدلات التطعيم في بعض المناطق، مما عرض ملايين الأرواح للخطر.

وأردفت: «أكّدت خلال كلمتي أمام منتدى حوكمة الإنترنت على أننا في منظمة التعاون الرقمي ملتزمون بهذه القضية، بصفتنا منظمة متعددة الأطراف، وكذلك معنيّون بهذه التحديات، ونستهدف تعزيز النمو الرقمي الشامل والمستدام».

جدير بالذكر أنه من المتوقع أن يشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 10 آلاف مشارك من 170 دولة، بالإضافة إلى أكثر من ألف متحدث دولي، وينتظر أن يشهد المنتدى انعقاد نحو 300 جلسة وورشة عمل متخصصة، لمناقشة التوجهات والسياسات الدولية حول مستجدات حوكمة الإنترنت، وتبادل الخبرات والمعلومات وأفضل الممارسات، وتحديد التحديات الرقمية الناشئة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي.