العماري يستقيل من قيادة «الأصالة والمعاصرة» المغربي

مراقبون اعتبروا خطوته من تداعيات الخطاب الملكي الأخير بمناسبة «عيد الجلوس» وأحداث الحسيمة

العماري («الشرق الأوسط»)
العماري («الشرق الأوسط»)
TT

العماري يستقيل من قيادة «الأصالة والمعاصرة» المغربي

العماري («الشرق الأوسط»)
العماري («الشرق الأوسط»)

أكد السياسي المغربي إلياس العماري أن قرار استقالته من الأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض، قرار شخصي ونهائي ولا رجعة عنه.
وأوضح العماري خلال مؤتمر صحافي عقده أمس أنه لم يتلق أي تعليمات أو أوامر من أحد، مشيرا إلى أن استقالته جاءت نتيجة عدم رضاه عن أداء منتخبي حزبه في البلديات والبرلمان، وشعوره بأنه يتحمل مسؤولية ذلك لأنه مسؤول شخصيا عن اختيارهم وتزكيتهم. في حين عزا مراقبون ذلك إلى تداعيات الخطاب الملكي الأخير بمناسبة عيد الجلوس، وأيضاً إلى تداعيات أحداث الحسيمة.
واتخذ العماري قرار استقالته من منصبه أمينا عاما للحزب مساء أول من أمس، خلال اجتماع للمكتب السياسي، قدمت فيه تقارير حول أداء رؤساء البلديات والنواب البرلمانيين التابعين للحزب. وأشار العماري إلى أنه «حتى الساعة الأخيرة من الاجتماع الذي استمر حتى الليل، كنت مترددا في قراري. لكن عندما سمعت تقارير أعضاء المكتب السياسي ورئيسي الفريقين البرلمانيين للحزب (مجلس النواب ومجلس المستشارين)، حسمت أمري».
وقال العماري: «لقد قدم كثير من رؤساء البلديات التابعين للحزب استقالاتهم لكونهم لا يتوفرون على إمكانات الاشتغال والقدرة على تحقيق وعودهم للناخبين، كما سمعت تقارير عن رؤساء بلديات لم يلتزموا بالبرنامج الانتخابي ومدونة السلوك وميثاق شرف منتخبي الحزب، كما سمعت عن نواب برلمانيين أنهم يتغيبون بشكل متعمد، ولا يشاركون في أشغال اللجان البرلمانية، وأن على المكتب السياسي أن يتخذ قرارات إزاء هذا الأمر».
وأضاف العماري: «قلت في نفسي إنه لا يمكن أن نحاسبهم لوحدهم. فأنا من اخترتهم ووقعت على تزكياتهم ورشحتهم لرئاسة البلديات». وأوضح العماري أنه كان يتولى هذه المهمة أيضا خلال الفترة السابقة لانتخابه أمينا عاما للحزب، وذلك بصفته رئيسا للجنة الترشيحات. وقال: «بالأمس اخترت الشخص، واليوم يعاقب وحده. الشخص الأول الذي يجب أن يحاسب هو من زكّاه. وأنا من زكيته وليس المكتب السياسي».
وأشار العماري إلى أن المكتب السياسي لم ينته بعد من مشروع تقييم الأداء السياسي للحزب، موضحا أنه قرر في اجتماع سابق بمدينة وجدة تشكيل لجنة لتقييم 9 سنوات من حياة حزب الأصالة والمعاصرة، و10 سنوات من عمر «حركة لكل الديمقراطيين»، وقال إن هذه اللجنة لم تكمل عملها بعد، وسيعلن المكتب السياسي للحزب عن خلاصات عملها عندما يكتمل. ونفى أن تكون لقرار استقالته علاقة بأحداث الحسيمة. أما بخصوص سبب عدم استقالته من رئاسة مجلس جهة (منطقة) طنجة - تطوان - الحسيمة رغم ما عرفته من أحداث ومشكلات، فقد أوضح العماري أن الأمر مختلف، وأن قرار ترشحه للأمانة العامة للحزب قرار شخصي اتخذه بشكل انفرادي وعن قناعة سياسية وزكّاه أعضاء الحزب. أما فيما يخص رئاسته للجهة فترتبط بشركاء لا يريد أن يخذلهم.
وأوضح العماري أن استقالته من الأمانة العامة لا تعني انسحابه من الحزب، مشيرا إلى أنه سيواصل العمل في صفوفه تحت أوامر الأمين العام الجديد الذي ستختاره أجهزة الحزب، مبرزا أن تأسيسه لم يأت استجابة لرغبة ذاتية أو بقرار فردي، وإنما للضرورة التاريخية. كما أشار إلى أن حزب الأصالة والمعاصرة يعد مشروعا أساسيا في البلاد وجد لمقارعة مشروعات أخرى، وقال إن كثيرين توقعوا نهايته سريعا، ومنهم من طالب بإزالته، مضيفا أن هؤلاء أنفسهم كانوا يتوقعون خلال الانتخابات الأخيرة أن يحتل حزب الأصالة والمعاصرة المرتبة الأولى أو الثانية.
وعن ارتباط قرار استقالته بالخطاب الملكي في عيد الجلوس، الذي وجه انتقادات قوية للأحزاب والنخب السياسية، قال العماري: «أنا معني بالخطاب. فرغم أن الفترة التي قضيتها أمينا عاما للحزب لا تتجاوز سنة ونصف السنة، ولم أتخذ خلالها قرارات كثيرة، فإنني معني سياسيا. وأنا فخور بالتزامن بين الخطاب الملكي وهذا القرار».
وأضاف العماري أن الملك «ألقى على مدى الـ17 سنة الماضية خطابات قوية، تناول كل واحد منها بالنقد والتشخيص قطاعا أو عدة قطاعات، لكن للأسف لم يسمع أن هناك من بين المعنيين بالأمر من تجاوب مع هذه الخطابات. ولاحظ أن كل زعماء الأحزاب نوهوا بالخطاب وقالوا: إنه جيد وقوي. لكن لم يعبر أي منهم عن موقف يشير فيه إلى أنه معني بالخطاب الملكي».
يذكر أن تقديم العماري استقالته جاء عشية زيارة الملك محمد السادس مدينة الحسيمة لقضاء إجازته الصيفية كما جرت العادة في السنوات الأخيرة.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.