روحاني يقدم تشكيلة الحكومة للبرلمان

غياب المرأة والقوميات من قائمة الوزراء... واحتجاج كتلة «الترك الآذريين»

روحاني قبل لحظات من أداء اليمين الدستورية بحضور رئيس القضاء صادق لاريجاني في البرلمان السبت الماضي (رويترز)
روحاني قبل لحظات من أداء اليمين الدستورية بحضور رئيس القضاء صادق لاريجاني في البرلمان السبت الماضي (رويترز)
TT

روحاني يقدم تشكيلة الحكومة للبرلمان

روحاني قبل لحظات من أداء اليمين الدستورية بحضور رئيس القضاء صادق لاريجاني في البرلمان السبت الماضي (رويترز)
روحاني قبل لحظات من أداء اليمين الدستورية بحضور رئيس القضاء صادق لاريجاني في البرلمان السبت الماضي (رويترز)

اقترب الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، خطوة أخرى لتشكيل حكومته الثانية بإرسال القائمة الوزارية المقترحة إلى البرلمان بيد مساعده للشؤون البرلمانية حسين علي أميري، ضمت 17 وزيراً، على أن يعلن عن الوزير الأخير قبل تصويت البرلمان لنيل الثقة الأسبوع المقبل.
ووصلت قائمة روحاني الوزارية إلى البرلمان، بعد ثلاثة أيام من أدائه اليمين الدستورية لبدء فترة رئاسية ثانية لأربع سنوات مقبلة، وشملت القائمة المقترحة 17 وزيراً، على أن يقترح روحاني وزير التعليم العالي بعد أقل من يومين. وقال نائب رئيس البرلمان مسعود بزشكيان، أمس، إن البرلمان يعقد الأسبوع المقبل اجتماعا للتصويت على ثقة الوزراء المقترحين.
ويتجه روحاني لتكليف 8 وزراء جدد للحقائب الآتية: التعليم، والثقافة والإعلام، والعدل، والطاقة، والاقتصاد، والاتصالات، والصناعة والمعادن، والدفاع. وحافظ روحاني بشكل أساسي على تشكيلة حكومته الحالية بتركيبة من «المحافظين المعتدلين»، في مؤشر واضح إلى استمرار سياسته الحالية، وذلك بعد الحفاظ على وزير الخارجية محمد جواد ظريف، ووزير النفط بيجن زنغنة، ووزير المخابرات محمود علوي، ووزير الصحة حسن قاضي زادة هاشمي، ووزير العمل علي ربيعي، ووزير الزراعة محمود حجتي، ووزير الطرق عباس آخوندي، ووزير الرياضة مسعود سلطاني فر.
في هذا الشأن، قال مساعد روحاني في الشؤون البرلمانية حسين علي أميري إن «الرئيس أجرى مشاورات مع رؤساء الأحزاب والكتل النيابية الأساسية (الولاية، الأمل، المستقلين)، إضافة إلى كتلة المرأة، قبل إعلان القائمة الوزارية، وفق ما نقلت عنه وكالة «إيسنا»، وأعرب أميري عن تفاؤله بحصول التشكيلة المقترحة إلى ثقة البرلمان.
بداية هذا الأسبوع، وصفت مجلة «مثلث» الناطقة باسم المحافظين، حكومة روحاني الجديدة بـ«صعود اليمين المعتدل»، في إشارة إلى انقلاب روحاني على حلفائه الإصلاحيين، وتحالفه مع رئيس البرلمان علي لاريجاني، وهو توجه من شأنه تخفيف الاحتقان مع الحرس الثوري.
وفي خطابه بعد أداء اليمين الدستورية، كشف روحاني السبت الماضي، عن خطاب حكومته الجديدة، وبحسب ما ذكر فإنه ينوي الاستمرار في سياسته الخارجية الحالية، إلى جانب تعزيز علاقات إيران التجارية مع الدول الأخرى، وذلك في حين اعتبرت أوساط أن الفريق الدبلوماسي في حكومة روحاني يمر بأضعف فترات أدائه حاليا، بعدما انضمت ثلاث دول أوروبية هي فرنسا وبريطانيا وألمانيا إلى أميركا، الأسبوع الماضي، لتقديم شكوى ضد «نقض» إيران للاتفاق النووي بسبب تجربة الصواريخ.
على صعيد وعود روحاني الانتخابية، لم تحمل قائمة الحكومة أي مفاجآت تذكر، بعد التأكد من غياب المرأة وأبناء المكونات العرقية والأقليات الدينية، على نقيض ما ردده في الحملة الانتخابية، وهو ما قد يؤدي إلى تراجع نسبة مؤيديه؛ في حين ذكر روحاني خلال خطاب اليمين الدستورية أنه يريد تلبية المطالب الشعبية في حكومته.
ووجدت المرأة الإيرانية مرة أخرى نفسها خارج التشكيلة الحكومية، في وقت شكلت نصف نسبة المصوتين لروحاني ومنحته الأفضلية، مقارنة بالمرشحين المحافظين خلال الانتخابات الأخيرة.
وتحولت قضية تعيين المرأة إلى سجال في الشارع الإيراني، في سياق مخاوف من تخلي روحاني من وعوده الانتخابية، وطالبت الجمعيات المدافعة عن حقوق الإنسان والمرأة روحاني بالوفاء بوعوده، وإنهاء تهميش النساء الإيرانيات، بعدما أطلق روحاني وعودا كبيرة بتحسين أوضاعهن المهنية والاجتماعية.
والأسبوع الماضي، قالت مساعدتي الرئيس في شؤون المرأة «شهيندخت مولاوردي»، وفي شؤون البيئة «معصومة ابتكار»، إن استمرار التعاون مع الحكومة متروك لقرار روحاني، ومن المتوقع أن يجدد روحاني تعيين 3 نساء في منصب مساعد الرئيس. وبموازاة ذلك، كانت كتلة «الأتراك الآذريين» أول المحتجين على قائمة روحاني الانتخابية، وتضم الكتلة نحو 110 من نواب البرلمان الإيراني البالغ عددهم 290.
ويشكل «الترك الآذريين» نحو 30 مليونا في إيران، وهي أكبر قومية بعد القومية الفارسية.
في هذا الصدد، قال عضو اللجنة المركزية في كتلة المستقلين محسن بيغلري أمس في تصريح لوكالة «إيلنا»، إن روحاني قد يرشح امرأة للحقيبة الوزارية الأخيرة الخاصة بوزارة التعليم العالي.
وأفاد موقع البرلمان الإيراني «خانه ملت» بأن ممثل مدينة جلفا محمد حسن نجاد، وجّه إنذارا شفويا للرئيس الإيراني بسبب عدم انتخابه وزيرا من الأتراك الآذريين، وقال متسائلا: «ألا يستحق أحد أبناء هذه القومية الحضور في تشكيلة الحكومة»، وتابع أن «الرئيس أرسل قائمة مقترحة إلى البرلمان، لكن للأسف لم يقع اختياره على أي وزير من القومية التركية، وهذا يثير تساؤلات».
وطالب النائب عن كتلة «الترك الآذريين» بتعيين نواب الوزراء أو رؤساء المنظمات الحكومية من الوزراء، بهدف تأهيلهم لشغل مناصب وزارية في السنوات المقبلة.
وكان عضو كتلة النواب «الترك الآذريين» نادر قاضي بور، حذر روحاني من خسارة أصوات أعضاء الكتلة إذا ما خلت تشكيلته الوزارية من كفاءات القومية التركية، على حد تعبيره.
على الصعيد ذاته، اقترح روحاني، اللواء أمير حاتمي من منتسبي الجيش الإيراني لوزارة الدفاع بدلا من الوزير الحالي حسين دهقان القيادي في الحرس الثوري.
وهي المرة الأولى التي يعين فيها الرئيس الإيراني قياديا في الجيش وزيرا للدفاع، بعد دمج وزارة الحرس الثوري بوزارة الدفاع في عام 1989.
وضمت قائمة روحاني وزراء جددا مثل محمد جواد آذري 36 عاماً لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كما اختار محمد بطحايي لوزارة التعليم، ومساعده التنفيذي محمد شريعتمداري وزيرا للصناعة والمعادن. وأبدت أوساط إيرانية مخاوف من تعيين آذري في منصب وزير الاتصال وهو مساعد سابق لوزير الاستخبارات في شؤون الإنترنت، وذلك في وقت أطلق روحاني وعودا بتعزيز الحريات العامة، وعلى رأسها حرية استخدام الإنترنت والوصول إلى المعلومة.
وفي مؤشر إلى محاولة روحاني تخفيف التوتر مع حلفائه الإصلاحيين، وقع اختيار روحاني على وزيرين سابقين من حكومة الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي حبيب الله بيطرف لوزارة الطاقة، ومسعود كرباسيان وزيرا للاقتصاد وهم من السياسيين التكنوقراط في إيران، وكانت تسريبات أشارت إلى تعيين رئيس مكتب روحاني في منصب وزير الاقتصاد. وتعرض روحاني خلال الشهر الأخير إلى ضغوط متزايدة من الحلفاء والمنافسين قبل إعلان الحكومة، وكشف قبل ثلاثة أسابيع من أدائه اليمين الدستورية أنه يجري مشاورات مع كبار المسؤولين للنظام حول التشكيلة الوزارية، معلنا عن طلب لقاء بالمرشد الإيراني علي خامنئي، إضافة إلى ذلك التقى روحاني الأخوين صادق وعلي لاريجاني، بعد أيام قليلة من إطلاق سراح شقيقه بكفالة مالية، إثر توقيفه بتهم تجاوزات مالية.
بدوره، رحب المتحدث باسم كتلة «الولاية» مظلة النواب المحافظين في البرلمان الإيراني، حسين نقوي حسيني بالقائمة المقترحة من روحاني، مضيفا أن الكتلة أجرت مشاورات أمس مع وزير الدفاع المقترح اللواء أمير حاتمي.
وقال حسيني إن كتلة المحافظين تتطلع إلى تقييم الوزراء المقترحين بناء على معاييرها في كل مجال، مشدداً على أنها تتطلع إلى إجراء اجتماعات خاصة بالأسماء المقترحة قبل موعد التصويت على ثقة الحكومة.



إيران «لن تعرقل» مفتشي «الطاقة الذرية»

غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
TT

إيران «لن تعرقل» مفتشي «الطاقة الذرية»

غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

تعهدت إيران بعدم «عرقلة» مهمة ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة لتفتيش مواقعها النووية. وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، السبت، إن إيران لن تعرقل دخول ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى مواقعها وتفتيشها. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن إسلامي قوله: «لم ولن نضع أي عقبات أمام عمليات التفتيش والمراقبة التي تنفذها الوكالة (الدولية للطاقة الذرية)».

وأضاف: «نعمل في إطار الضمانات كما تعمل الوكالة وفقاً لضوابط، لا أكثر ولا أقل».

ووفقاً لتقرير صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس الماضي، قبلت إيران تشديد الرقابة على منشأة فوردو النووية بعدما سرّعت طهران بشكل كبير من تخصيب اليورانيوم ليقترب من مستوى صنع الأسلحة. وقبل أيام ذكرت الوكالة أن إيران ضاعفت وتيرة تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو إلى درجة نقاء تصل إلى 60 بالمائة، أي قريباً من نسبة 90 بالمائة اللازمة لإنتاج أسلحة.

وأعلنت الوكالة أنها ستناقش الحاجة إلى إجراءات وقائية أكثر صرامة، مثل زيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وهي واحدة من منشأتين تصلان إلى هذا المستوى العالي من التخصيب.

وجاء في التقرير السري الموجه إلى الدول الأعضاء: «وافقت إيران على طلب الوكالة زيادة وتيرة وشدة تنفيذ إجراءات الضمانات في منشأة فوردو، وتساهم في تنفيذ هذا النهج المعزز لضمانات السلامة».

ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكن لـ«فوردو» الآن إنتاج أكثر من 34 كيلوغراماً شهرياً من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المائة، مقارنة بـ5 إلى 7 كيلوغرامات كانت تنتجها مجتمعة في فوردو ومنشأة أخرى في نطنز فوق الأرض.

ووفقاً لمعايير الوكالة، فإن نحو 42 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة تكفي نظرياً، إذا تم تخصيبها أكثر، لصنع قنبلة نووية. إيران تمتلك بالفعل أكثر من أربعة أضعاف هذه الكمية، بالإضافة إلى ما يكفي لصنع المزيد من الأسلحة عند مستويات تخصيب أقل.

وتؤكد القوى الغربية أنه لا يوجد مبرر مدني لتخصيب إيران إلى هذا المستوى، حيث لم تقم أي دولة أخرى بذلك دون إنتاج أسلحة نووية. فيما تنفي إيران هذه الادعاءات، مؤكدة أن برنامجها النووي ذو أهداف سلمية بحتة.