حماس تعود إلى طهران بـ«صفحة جديدة» ضد «العدو المشترك»

وفدها إلى تنصيب روحاني التقى مسؤولين إيرانيين وفي «الحرس الثوري»

حماس تعود إلى طهران بـ«صفحة جديدة» ضد «العدو المشترك»
TT

حماس تعود إلى طهران بـ«صفحة جديدة» ضد «العدو المشترك»

حماس تعود إلى طهران بـ«صفحة جديدة» ضد «العدو المشترك»

اتفقت حركة حماس مع طهران «على فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية نحو مواجهة عدو مشترك»، بحسب ما جاء في بيان للحركة صدر أمس.
وكان وفد الحركة، الذي يزور إيران منذ أيام، وشارك في حفل تنصيب الرئيس الإيراني حسن روحاني، التقى أمس وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في العاصمة طهران.
وترأس وفد الحركة عضو المكتب السياسي، عزت الرشق، إضافة إلى أسامة حمدان وصالح العاروري وزاهر جبارين.
ورحب وزير الخارجية الإيراني بزيارة وفد حماس للجمهورية الإيرانية، مشددا على «أهمية القضية الفلسطينية في السياسة الخارجية الإيرانية، وضرورة العلاقة بفصائل المقاومة الفلسطينية على رأسها حركة المقاومة الإسلامية حماس».
وقال ظريف «إن موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية من القضية الفلسطينية ثابت وغير قابل للتغيير، ولن يشهد هذا الدعم أي تبدل»، مشيرا إلى أن طهران ستواصل دعمها للشعب الفلسطيني ومقاومته من منطلق هذا الموقف الثابت.
وأضاف ظريف «نحن مستعدون لنبذ كل الخلافات في سبيل دعم فلسطين والشعب الفلسطيني ووحدة الأمة الإسلامية».
وشكر عزت الرشق، رئيس وفد حماس، «الدعم الإيراني للشعب الفلسطيني ومقاومته». وقال: «إن علاقة حماس بالجمهورية الإسلامية تأتي في سياق الأهمية التي توليها الحركة للتواصل مع مكونات الأمة الإسلامية كافة، خدمة للقضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية لهذه الأمة».
وأضاف الرشق، «إن حماس تؤمن بضرورة وحدة العالم الإسلامي ونبذ الخلافات وتوجيه الطاقات نحو العدو المشترك للجميع وهو الاحتلال».
كما أكد الجانبان على «فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية نحو مواجهة عدو مشترك ونصرة فلسطين والأقصى والمقاومة».
وجاء لقاء وفد حماس مع ظريف بعد سلسلة لقاءات مع مسؤولين إيرانيين آخرين. إذ التقى الوفد أمس، مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، الذي أكد «أن طهران تقف إلى جانب حركة حماس». كما التقى، في وقت سابق، رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني، الذي أبلغ وفد حماس أن أبواب إيران مفتوحة لهم. وقال لاريجاني، «إن حماس لها قبول واسع على مستوى الأمة الإسلامية، وبإمكانها أن تلعب أدواراً إيجابية في توحيد المسلمين وتوحيد كلمتهم».
وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن الوفد التقى مسؤولين آخرين في الحرس الثوري الإيراني. وبحسب المصادر، فإن بعض أفراد الوفد، الذين يمثلون الجناح المسلح في حماس، التقوا مع مسؤولين كبار في الحرس الثوري الإيراني، وبحثوا مسائل مشتركة.
وكان وفد حماس تلقى الأسبوع الماضي دعوة لحضور حفل تنصيب روحاني أثناء لقائه المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإيراني للشؤون الدولية، حسين أمير عبد اللهيان، الذي شغل، سابقاً، مناصب عدة في وزارة الخارجية الإيرانية.
وهذه ليست أول زيارة لوفد من حماس لطهران خلال السنوات القليلة الماضية، لكنها الأولى بعد اختيار قيادة جديدة للحركة.
وتأمل طهران في استعادة العلاقة مع حماس، بعد صعود إسماعيل هنية على رأس الحركة، باعتباره ميالا أكثر للتصالح مع إيران، على خلاف رئيس حماس السابق، خالد مشعل.
وتريد إيران الاستفادة من واقع حماس الجديد، المنفصلة عن الإخوان، والتي هوجمت، كذلك، من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لتقربها منها، ذلك أن البراغماتية التي أظهرتها الحركة بتغيير وثيقتها السياسية، لم تنفع ولم تفتح لها آفاقا، وكونها أصلا حليفة قديمة للمحور الذي تقوده إيران.
وكانت العلاقة ساءت بين إيران وحماس مع وقوف الحركة إلى جانب الحراك السوري ضد نظام بشار الأسد، لكن وساطات مارسها حزب الله اللبناني، أدت إلى مد الجسور من جديد.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.