اعتراف بريطاني بانطلاقة متعثرة لمفاوضات «بريكست»

TT

اعتراف بريطاني بانطلاقة متعثرة لمفاوضات «بريكست»

أشار دبلوماسي بريطاني بارز سابق إلى أن مفاوضات بلاده للخروج من الاتحاد الأوروبي بدأت بشكل متعثر بسبب خلافات بين وزراء حكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماي حول نوع الاتفاق الذي يتعين السعي للتوصل إليه. ومنذ أن فقدت ماي أغلبيتها البرلمانية في مقامرة انتخابية فاشلة في يونيو (حزيران) الماضي، ظهر التناحر بين أعضاء حكومتها إلى العلن وشمل خلافات على قضايا منها ما إذا كان يتعين أن تظل حرية الحركة مكفولة لمواطني الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا منه عام 2019.
وقال سايمون فريزر الذي ظل حتى عام 2015 كبير موظفي وزارة الخارجية البريطانية ورئيس‭‭ ‬‬السلك الدبلوماسي إن الحكومة تحتاج إلى عرض موقف أكثر وضوحاً. وصرح فريزر الذي تولى كذلك منصب مدير مكتب مفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي في بروكسل أن «مفاوضات بريكست بدأت لتوها، وبصراحة لا أعتقد أنها بدأت بشكل واعد على وجه الخصوص فيما يتعلق ببريطانيا». وأضاف لراديو هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية «بي بي سي»: «لم نطرح الكثير بسبب وجود خلافات داخل الحكومة بشأن نوع الخروج الذي نسعى إليه وحتى تحل هذه الخلافات أعتقد أنه من الصعب للغاية أن يكون لنا موقف واضح».
وفي الجولة الأولى الكاملة من مفاوضات الخروج الشهر الماضي لم يجر التوصل إلى تسويات تذكر بين المفاوضين البريطانيين ومفاوضي الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بخلافات رئيسية، منها كيفية حماية المواطنين المغتربين وتسديد حسابات خروج بريطانيا من الاتحاد. وقال فريزر الذي يقدم حاليا المشورة إلى الشركات بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي: «حتى الآن لم نطرح الكثير على الطاولة باستثناء بعض ما يتعلق بوضع المواطنين، لذلك فنحن غائبون نوعا ما عن المفاوضات الرسمية». وتابع: «نحتاج إلى إظهار استعدادنا للانخراط في الموضوع ليفهم الناس ما هو الأمر المعرض للخطر هنا وما هي الخيارات ولنتقدم نحو ذلك».
وتفيد تقارير إعلامية بأن من المقرر أن تنشر الحكومة البريطانية مجموعة من الأوراق التي تتضمن موقفها في وقت لاحق الأسبوع الحالي، منها مقترحاتها بشأن الترتيبات الجمركية المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي وكيفية التعامل مع حدود آيرلندا الشمالية.
في غضون ذلك، ذكر مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الميزانية غونتر أوتينغر أنه يتعين على بريطانيا الاستمرار في دفع مخصصات مالية للاتحاد الأوروبي حتى عقب خروجها من الاتحاد. وقال أوتينغر في تصريحات نقلتها صحيفة «بيلد» الألمانية أمس: «يتعين على البريطانيين الاستمرار، حتى بعد خروجهم من الاتحاد عام 2019، في تسديد مخصصات برامج طويلة المدى تم الاتفاق عليها قبل قرار الخروج. سيتعين على لندن الاستمرار في تسديد أموال للاتحاد حتى عام 2020 على الأقل». كما توقع أوتينغر تراجع في ميزانية الاتحاد الأوروبي تتراوح قيمته بين 10 و12 مليار يورو سنويا عقب خروج بريطانيا من الاتحاد، موضحا أنه يتعين تعويض هذا الفارق بسياسات تقشفية وزيادة نسبة المخصصات التي تشارك بها الدول الأعضاء المتبقية. وسيفقد الاتحاد الأوروبي مساهما كبيرا بخروج بريطانيا من الاتحاد في مارس (آذار) 2019، وبوجه عام تبلغ موازنة الاتحاد سنويا 155 مليار يورو.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.