أوباما ترك مهمة صيانة البيت الأبيض لترمب

آخر ترميمات داخلية أجريت في أربعينات القرن الماضي... وعانت منه عائلة كلينتون بالتسعينات

عمال ينقلون الأثاث من الجناح الغربي لتخزينه قبل الترميم (أ.ب) - واجهة البيت الأبيض جرى ترميمها آخر مرة في خمسينات القرن الماضي (غيتي) - جانب من ترميم غرفة المأدبات الرئاسية في البيت الأبيض عام 1952 (غيتي) - جانب من الترميمات نقلها المسؤول عن وسائل التواصل الاجتماعي في البيت الأبيض دان سكافينو على حسابه على «تويتر»
عمال ينقلون الأثاث من الجناح الغربي لتخزينه قبل الترميم (أ.ب) - واجهة البيت الأبيض جرى ترميمها آخر مرة في خمسينات القرن الماضي (غيتي) - جانب من ترميم غرفة المأدبات الرئاسية في البيت الأبيض عام 1952 (غيتي) - جانب من الترميمات نقلها المسؤول عن وسائل التواصل الاجتماعي في البيت الأبيض دان سكافينو على حسابه على «تويتر»
TT

أوباما ترك مهمة صيانة البيت الأبيض لترمب

عمال ينقلون الأثاث من الجناح الغربي لتخزينه قبل الترميم (أ.ب) - واجهة البيت الأبيض جرى ترميمها آخر مرة في خمسينات القرن الماضي (غيتي) - جانب من ترميم غرفة المأدبات الرئاسية في البيت الأبيض عام 1952 (غيتي) - جانب من الترميمات نقلها المسؤول عن وسائل التواصل الاجتماعي في البيت الأبيض دان سكافينو على حسابه على «تويتر»
عمال ينقلون الأثاث من الجناح الغربي لتخزينه قبل الترميم (أ.ب) - واجهة البيت الأبيض جرى ترميمها آخر مرة في خمسينات القرن الماضي (غيتي) - جانب من ترميم غرفة المأدبات الرئاسية في البيت الأبيض عام 1952 (غيتي) - جانب من الترميمات نقلها المسؤول عن وسائل التواصل الاجتماعي في البيت الأبيض دان سكافينو على حسابه على «تويتر»

قضى دونالد ترمب جزءا كبيرا من رئاسته بعيداً عن البيت الأبيض «الذي يعج بالذباب» - فعلى سبيل المثال، أقام خلال الفترة الأخيرة داخل كوخ في منتجع يملكه في بيدمنستر بولاية نيوجيرسي، حيث أخبر أصدقاءه الذين يمارسون معه رياضة الغولف أن: «البيت الأبيض مستنقع بالمعنى الحقيقي»، حسبما أفادت مجلة «غولف».
وربما تكون سمعت بالفعل هذا التعليق - وأن ترمب أنكر أنه قال ذلك.
وقد كتب، يوم الأربعاء الماضي، معلقاً على هذه العبارة المنسوبة إليه: «غير صحيحة إطلاقاً»، وذلك قبل ساعات من خروجه من البيت الأبيض من جديد متوجهاً إلى بيدمنستر- وعندئذ، انطلق فريق من العاملين على الفور في أعمال تجديد وشرعوا في إعادة تأسيس الجزء المخصص لإقامة الرئيس من الصفر.
في الواقع، بغض النظر ما إذا كان ترمب قد تفوه بتلك العبارة، تظل الحقيقة أن البيت الأبيض الكائن في 1600 بنسلفانيا أفنيو تردت أوضاعه بالتأكيد مع مرور السنوات.
حقيقة الأمر أن الوضع المزري الحالي للبيت الأبيض لا علاقة له بمن يشغله اليوم، ذلك أنه مثلما أوضحت جيني ستارز في مقال في «واشنطن بوست»، فإن البيت الأبيض يرجع تاريخ إنشائه إلى قرون عدة، ولم يخطط مصمموه ومن عاشوا به خلال السنوات الأولى لأمور بالغة الأهمية مثل تجهيزات الصرف الصحي وتمديد الأسلاك وأعمال التوسعة وأنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء التي ستظهر لاحقاً الحاجة لدمجها في البناء خلال العقود المستقبلية.
وأشارت ستارز إلى أن الرئيس هاري إس. ترومان كان يظن أن البيت الأبيض مسكون بالأشباح - وكان البناء بحالة مزرية اضطرته لإصدار أوامره بإجراء إصلاحات شاملة به خلال أربعينات القرن الماضي.
وكانت تلك آخر عملية تجديد يمر بها البيت الأبيض، ومنذ ذلك الحين تردت أحوال البناء. من جانبه، عانى الرئيس بيل كلينتون خلال تسعينات القرن الماضي من مشكلة مع ذرات الصخر الحرير الصغيرة - لدرجة أن أفراد أسرته عادوا ذات مرة من إجازة ليفاجأوا بتفاقم المشكلة لدرجة جعلت من المتعذر استخدام غرف النوم، تبعاً لما أفادته «نيويورك تايمز».
وهناك أيضاً مشكلة اليرقات. وقد شاهدنا جميعاً كيف أن ذبابة ضايقت الرئيس باراك أوباما كثيراً خلال مقابلة تلفزيونية بعد شهور قليلة من توليه الرئاسة، وعندما قتلها أمام الكاميرا تحول الأمر لمادة فكاهية لمراسلي الصحف.
إلا أن هذه الذبابة كانت في حقيقة الأمر مجرد واحدة من أجيال كثيرة تكاثرت داخل البيت الأبيض عبر إدارات عدة.
وبعد قرابة عقد، طلب ترمب من رئيس فريق العمل المعاون له قتل ذبابة أخرى أثناء اجتماع داخل المكتب البيضاوي.
وقد أثار وصف ترمب للبيت الأبيض بأنه «مستنقع» حملة دفاع عن المكان من جانب شخصيات اعتادت ارتياده فيما مضى.
فعلى سبيل المثال، كتب مصور البيت الأبيض في عهد إدارة أوباما أن هذا التعليق: «كان من المخجل قوله، بل ومجرد التفكير به». كما حرصت ابنة كلينتون الشكر إلى جميع «الأدلاء ورؤساء الخدم والخادمات والطهاة ومسؤولي الزهور والعناية بالحديقة والعناية بأعمال السباكة والمهندسين والأمناء» الذين يحافظون على المكان في صورة لائقة.
من جانبه، وصف ترمب التقرير الصحافي الذي نسب إليه وصف البيت الأبيض بـ«المستنقع» بأنه مجرد «أخبار كاذبة»، رغم أن مسؤولا بالبيت الأبيض في تصريحات أدلى بها إلى «سي إن إن» قال إن الرئيس يشكو باستمرار من سوء حالة المكان.
وبمجرد خروج الرئيس، انتقل فريق العاملين إلى مبنى مجاور، ومن المقرر أن يبدأ فريق عمل في إصلاح المكان بحيث يجري إنجاز العمل قبل عودة الرئيس بعد أسبوعين ونصف الأسبوع.
وعن ذلك، قالت ليندسي والترز، نائبة المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض في تصريحات لـ«أسوشييتد برس»: «سيستمر الرئيس في ممارسة عمله وسيتعين علينا جميعاً الانتقال لمكان آخر خارج الجناح الغربي نظراً لأعمال التجديد التي كان ينبغي إجراؤها في وقت سابق».
في الواقع، تبدو والترز محقة، فإن أنظمة تدفئة وتكييف الهواء يبلغ عمرها قرابة ثلاثة عقود وكان من المفترض إحلال أخرى محلها خلال فترة الرئاسة الثانية لأوباما. ومع ذلك، اختار أوباما ترك هذه المهمة للرئيس القادم، حسبما أضافت الصحيفة.
من جانبها، قالت والترز في تصريحات لـ«نيويورك تايمز»: «الوضع جدا مزرٍ»، مشيرة إلى أنه بحساب السنوات تبعاً للسائد بالنسبة لأنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء، فإن النظام القائم داخل البيت الأبيض يبلغ عمره 81 عاماً.
ومن المقرر أن تتناول أعمال التجديد مشكلات أخرى لطالما سببت حرجاً بالغاً، منها «الرائحة الكريهة» التي أفاد مراسل «سي إن إن» بوجودها داخل الجناح الغربي، حيث يقطر الماء من الأسقف لدى هطول أمطار. وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أن الرواق الجنوبي سيجري تركيب سلالم جديدة له للمرة الأولى منذ 64 عاماً، بجانب غسل قطع السجاد التي دخلت البيت الأبيض في عهد إدارة أوباما. وحتى هذه اللحظة، من غير الواضح حجم الأعمال التي ستجري بناءً على أوامر مباشرة من ترمب نفسه. من جانبهم، لم يرد مسؤولو البيت الأبيض على طلبات للتعليق، السبت.
وبغض النظر ما إذا كان ترمب قد وصف بالفعل البيت الأبيض بـ«المستنقع»، فإن الأمر المؤكد أنه عندما يعود إليه المرة القادمة سيجد مكاناً مختلفاً من المفترض أن يوفر له حافزا أكبر للبقاء فيه.
* خدمة «واشنطن بوست»
خاص بـ {الشرق الأوسط}



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».