وضع مخطط لمشروع تطوير مدينة سوق عكاظ

بهدف إثراء التجربة السياحية المتكاملة وتعزيز التراث الحضاري

مخطط تخيلي للمشروع الذي يهدف إلى إثراء التجربة السياحية المتكاملة وتعزيز التراث الحضاري ضمن المشروعات المتاحة للمواطنين والزوار
مخطط تخيلي للمشروع الذي يهدف إلى إثراء التجربة السياحية المتكاملة وتعزيز التراث الحضاري ضمن المشروعات المتاحة للمواطنين والزوار
TT

وضع مخطط لمشروع تطوير مدينة سوق عكاظ

مخطط تخيلي للمشروع الذي يهدف إلى إثراء التجربة السياحية المتكاملة وتعزيز التراث الحضاري ضمن المشروعات المتاحة للمواطنين والزوار
مخطط تخيلي للمشروع الذي يهدف إلى إثراء التجربة السياحية المتكاملة وتعزيز التراث الحضاري ضمن المشروعات المتاحة للمواطنين والزوار

أنهت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني السعودية، المخطط الأساسي لمشروع تطوير مدينة سوق عكاظ بمحافظة الطائف، الذي يعد من المشروعات الرئيسية في برنامج خادم الحرمين الشريفين للتراث الحضاري، ويهدف إلى إثراء التجربة السياحية المتكاملة وتعزيز التراث الحضاري ضمن المشروعات المتاحة للمواطنين والزوار.
وتسعى الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني من خلال المشروع، إلى تطوير أول وجهة سياحية ثقافية متكاملة في المملكة، حيث ستقدم مدينة عكاظ مجموعة من المرافق والمزايا والمراكز الثقافية والمتاحف والمناطق الترفيهية ومركزا للمؤتمرات التي ستجعل منه مركز جذب ثقافي للأعمال والترفيه والضيافة ووجهة تجذب المواطنين والزوار على مدار العام.
وتهدف الهيئة إلى تحويل مدينة عكاظ إلى مركز للأعمال في مدينة الطائف الجديدة وإضافة اختيارات ترفيهية جديدة في الطائف التي تتميز بتاريخ عريق بوصفها مصيفا تاريخيا.
وتقدر مساحة المشروع بـ10 ملايين متر مربع، باستثمارات تصل إلى أكثر من 8 مليارات ريال (2.1 مليار دولار) لجميع مراحل المشروع، منها استثمار حكومي نسبته 11 في المائة واستثمار من القطاع الخاص نسبته 89 في المائة، وتبلغ الميزانية المقرة للمشروع ضمن برنامج التحول الوطني 815 مليون ريال، خصصت لإنشاء مشروعات البنية الأساسية وبعض المشروعات الثقافية والتعليمية والترفيهية، كما سيتم طرح كثير من الحقائب الاستثمارية لمشاركة القطاع الخاص في التطوير أكثر من 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار)، مع إتاحة الفرصة للمستثمرين للاستفادة من برنامج الإقراض والتمويل السياحي للمستثمر الذي أقرته الدولة مؤخراً لدعم المشروعات السياحية والفندقية، والاستفادة من آلية تمديد المدة الإيجارية.
ويجري إعداد المخطط الهيكلي وضوابط ومعايير التطوير ومخططات البنية الأساسية التفصيلية لمدينة عكاظ، والطريق الرابط بين مطار الطائف الجديد وطريق الرياض الطائف السريع مرورا بمدينة عكاظ، إضافة إلى مشروعات البنية التحتية وهي مشروع توصيل شبكة الكهرباء وتنفيذ محطة التحويل (الشركة الوطنية لنقل الكهرباء)، ومشروع إيصال شبكة المياه (شركة المياه الوطنية)، إضافة إلى المشروعات الثقافية والتعليمية - الترفيهية التي تمولها وتنفذها الدولة كمشروع متنزه عكاظ الوطني، ومشروع تنفيذ أعمال البنية الأساسية وتطوير الموقع العام ومشروع تنفيذ المباني والمنشآت.
وتشمل المشروعات التي ستنفذها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وشركاؤها في القطاع العام 5 مشروعات رئيسية تتضمن متاحف تفاعلية تركز على التعلم بالترفيه، ومتحف عكاظ، إضافة إلى مركز المعارض والمؤتمرات، وقاعات متعددة الأغراض، كما سيتم إنشاء أكاديمية الشعر العربي التي تهدف إلى التثقيف المستمر من خلال أنشطة ومهرجانات وفعاليات ثقافية ومعارض شعرية ومسرحية طيلة السنة تجذب المواطنين والزوار، والمتحف المفتوح لآثار موقع سوق عكاظ، بجانب مركز الإبداع الحرفي، ومتنزه عكاظ بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة.
أما المشروعات المستهدف تنفيذها من القطاع الخاص ضمن مشروع مدينة عكاظ فيبلغ عددها 18 مشروعا تتنوع ما بين متنزهات ترفيهية، وقرى للتسوق تراثية، وأسواق مفتوحة، ونزل إيواء، والمخيمات البيئية، ونزل تراثية، ومجمعات للتسوق، ومنتجعات استشفائية، وفنادق تراثية، وفنادق ومراكز للأعمال، وناد اجتماعي، ومدارس عالمية، ونواد صحية، ومرافق رياضية، وشقق سكنية سياحية، ومجمعات لسياحة العلاج والاستشفاء، ومجمعات إيواء سياحية.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».