مرصد الأزهر: «داعش» يُجند الشباب التركي من «المقاهي والمساجد»

«الفاتح» و«جونجورن» أشهر أحياء تجمع التنظيم لاستقطاب العناصر الجديدة

TT

مرصد الأزهر: «داعش» يُجند الشباب التركي من «المقاهي والمساجد»

قال مرصد الأزهر إن تنظيم داعش الإرهابي يجند الشباب التركي من «المقاهي والمساجد»... وإن حي «الفاتح» وحي «جونجورن» بإسطنبول أشهر الأماكن التي يستقطب التنظيم الشباب منها، وتتراوح أعمارهم من 18 إلى 25 عاما. وأضاف المرصد في تقرير له أن تنظيم داعش يستخدم أحدث الوسائل في إقناع الشباب التركي للانضمام إليها، ويركز في ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي، واستخدام مواقع الإنترنت في الترويج لأفكاره ودعايته المشبوهة، مستخدما في ذلك كل الأنماط المرئية والمقروءة والمسموعة، لافتا إلى أن التنظيم يروج لأفكاره لدى الشباب التركي عبر ثلاث مجلات تصدر باللغة التركية، فضلا عن عدد كبير من الكتيبات الصغيرة.
وأغلقت السلطات التركية 12 مجلة ثبت تورطها في الترويج للتنظيم في تركيا، كما أغلقت 9 آلاف و350 حسابا على مواقع التواصل الاجتماعي، وتم توقيف ما يقرب من 12 ألف تركي، ووضع 17 ألف أجنبي تحت المراقبة وإخراج 4 آلاف و500 منهم خارج البلاد.
التقرير الذي أعدته وحدة رصد اللغة التركية بمرصد الأزهر بالقاهرة قال إن «التنظيم يستخدم في منشوراته للشباب سياسة الترغيب والترهيب في آن واحد، فالحياة السعيدة في الدنيا والجنة في الآخرة إذا انضموا للتنظيم، والكفر في الدنيا والنار في الآخرة إذا لم ينضموا إليه، ويدعو الشباب إلى الهجرة إلى أراضي التنظيم. وبث التنظيم في مايو (أيار) الماضي نشيدا باللغة التركية دعا فيه الشباب التركي للهجرة إلى أرضه في سوريا والعراق، خصوصا مع خسائر التنظيم الكبيرة في سوريا والعراق.
وأكد التقرير أن «مجموعة أفراد من التنظيم ينتشرون على المقاهي في تركيا لاستهداف الشباب وعقد صداقات معهم، ويكون اللقاء الثاني في المسجد... وفي المسجد يأتي دور المجموعة الثانية التي تتولى أمر توعية الشباب رويدا رويدا، بأن جلوسهم على المقاهي وشرب المنكرات حرام، ويقنعونهم بالانضمام إلى التنظيم والسفر إلى سوريا أو العراق.
وقال التقرير إن «شباب مدينة إسطنبول يأتون على رأس الشباب الذين يستهدفهم التنظيم في تركيا، وخصوصا الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 25 عاما، ويسكنون في الأحياء المحافظة مثل حي (الفاتح)، وحي (جونجورن)، ويفضل التنظيم الشباب من الأسر ذات الدخول المنخفضة، والذين لديهم مشكلات مع عوائلهم».
وتشير إحصائيات وزارة الداخلية في تركيا إلى أن تنظيم داعش قام في تركيا بعشر عمليات انتحارية، وتفجير قنبلة، وتنفيذ ثلاث هجمات مسلحة، أسفرت عن سقوط 304 قتلى منهم عشرة من قوات الشرطة التركية وجندي من الجيش، وإصابة 1338 شخصا منهم 62 من الشرطة و7 من الجيش.
وقالت مصادر مطلعة في المرصد إن «تهديدات (داعش) لتركيا ما زالت مستمرة، وذلك لأن تركيا جزء من التحالف الدولي المشكل لمحاربة (داعش)، ولأنها تحارب التنظيم حربا مباشرة في سوريا، ولأن لها قوات في معسكر (بعشيقه)» في الموصل في العراق تقوم فيه بتدريب القوات المحلية العراقية، وكذلك بسبب عملياتها ضد التنظيم داخل البلاد وعلى شريط الحدود، وإعاقتها لتدفق الأفراد إلى التنظيم.
مراقبون قالوا إن «75 في المائة من الشباب التركي الذين يذهبون إلى سوريا والعراق ينضمون إلى تنظيم داعش مقابل 25 في المائة ينضمون إلى الجماعات الإرهابية الأخرى».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.