شارك القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، أمس، عبر نظام «الفيديو كونفرنس» في جلسة للمجلس التشريعي الفلسطيني في مدينة غزة، إلى جانب نواب حركة حماس، لأول مرة منذ الانقسام الفلسطيني في 2007.
وكانت حماس دعت إلى جلسة تشريعي لمناقشة الأوضاع في المسجد الأقصى، انضم إليها دحلان ونحو 7 من تياره، مفصولين من حركة فتح، فيما تغيب نواب فتح الموالون للرئيس محمود عباس وباقي الكتل البرلمانية.
وأكد حضور دحلان، وهو عضو مجلس تشريعي، جلسة لحماس ترى فيها كتل المجلس التشريعي الأخرى، جلسة «غير شرعية»، تحالفه الجديد مع الحركة، بعدما كان يعد عدوها اللدود أثناء الاقتتال الداخلي عامي 2006 و2007.
وكان دحلان التقى بقيادات من حماس في مصر، ضمن تحالف جديد تضمن العمل سويا في قطاع غزة.
وألقى دحلان كلمة قال فيها، إن القدس والمقدسات قنبلة موقوتة لا ينبغي العبث فيها أو معها، وشعبنا موحد بكل قواه وأطيافه، مشيدا بالعمليات التي وقعت في القدس أخيرا، وكذلك بالمقدسيين الذين رابطوا أمام أبواب الأقصى، وقال إنهم «خاضوا أشرف وأنبل معركة لمواجهة الواقع الذي يحاول الاحتلال فرضه بالمدينة المقدسة».
وأضاف دحلان، «ألمس في هبة أهل القدس همة خارقة تمتلك مقومات التواصل والاستمرار من أجل إنهاء الاحتلال، عبر مقاومة شعبية شاملة ومتصاعدة، وذلك يتطلب منا إنهاء الانقسام وتكريس الوحدة لنصرة أهل القدس». داعيا لتجاوز الخلافات الفلسطينية لحشد الطاقات العربية من أجل تحرير القدس.
وتطرق دحلان في كلمته التي استمع لها باهتمام شديد كافة قادة حماس الحاضرون في قاعة التشريعي، إلى ما جرى من تفاهمات مع حماس.
وقال دحلان، «بذلنا جهودا مشتركة مع الإخوة في حماس، لقد تمكنا من إعادة الأمل لأهل غزة الأبطال... ووجدنا لدى حماس كما وجدوا لدينا كل الاستعداد والتفهم والإيجابية، وهذه التفاهمات تعطي ثمارها ولكننا في بداية الطريق».
وأضاف: «سنعمل بلا كلل من أجل تعميق هذه التفاهمات لعلها تعطي نموذجا لقوى شعبنا للتلاحم في إطار مؤسسات وطنية منتخبة وفي إطار منظمة التحرير بعد هيكلتها للكل الفلسطيني فعلا وليس قولا».
وكان دحلان التقى قيادة حماس في القاهرة وتفاهموا على إجراءات مشتركة في غزة.
وعقد ممثلون عن تيار دحلان من بينهم ساعده الأيمن سمير المشهراوي، لقاءات عدة في بداية يونيو (حزيران) الماضي في القاهرة، مع وفد كبير من حماس مثله مسؤول الحركة يحيى السنوار، اتفق خلاله الجانبان على التعاون، من خلال تفعيل لجنة التكافل الوطنية، وتفعيل ملف المصالحة المجتمعية، لتكون مدخلا لبداية «إعادة تفعيل جميع لجان المصالحة الوطنية الشاملة».
ولم تعقب حركة فتح أو السلطة على ظهور دحلان في جلسة حماس. لكن مسؤولين في الحركة وصفوا التحالف بمشبوه ومأزوم، واتهموا حماس ودحلان بالعمل على فصل غزة عن الضفة، وهو ما نفاه الجانبان.
وقال محمود الزهار، مسؤول كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية عن حركة حماس، «من يقول فصل غزة عن الضفة هو لا يقول الحقيقة، هو يحاول خداع الشعب ويخون الواقع»، مضيفا، «ثوابتنا راسخة ولا تتغير في زمان أو مكان، هي الأرض كل الأرض التي احتلت منذ عام 1948».
ودعا الزهار إلى تنفيذ اتفاق القاهرة لعقد انتخابات فلسطينية عامة، ولإسقاط التنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وعلى الرغم من أن حماس حاولت القول: إن فصائل أخرى شاركت في الجلسة، فإنها نفت مشاركة الفصائل التي أشير إليها.
وقالت الجبهة الشعبية إنها لم تشارك في الجلسة، على الرغم من تلقيها دعوة للحضور، مشيرة إلى أنها قدمت نصحا للقائمين على الدعوة، بعدم عقد جلسة تكون مثار اختلاف وتنازع للشرعيات، لما في ذلك من آثار سلبية في مواجهة مخططات الاحتلال.
وأكدت قائمة الجبهة، على ضرورة التواصل مع الجميع من أجل إنهاء الانقسام، بما يحقق للمجلس التشريعي الانعقاد في ظل التوافق الوحدوي المنشود، بعيدا عن أشكال ومظاهر ومكونات هذا التجاذب السلبي.
دحلان يشارك لأول مرة في جلسة تشريعي خاصة بحماس
دحلان يشارك لأول مرة في جلسة تشريعي خاصة بحماس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة