قرية هندية تناضل للاحتفاظ باسم «ترمب»

السلطات تزيلها بسبب عدم الحصول على تصريح

حظيت قرية مارورا النائية التي تبعد نحو 80 كم عن العاصمة الهندية دلهي بشهرة عالمية  بعد تغيير اسمها إلى «قرية ترمب» تقديراً للرئيس الأميركي
حظيت قرية مارورا النائية التي تبعد نحو 80 كم عن العاصمة الهندية دلهي بشهرة عالمية بعد تغيير اسمها إلى «قرية ترمب» تقديراً للرئيس الأميركي
TT

قرية هندية تناضل للاحتفاظ باسم «ترمب»

حظيت قرية مارورا النائية التي تبعد نحو 80 كم عن العاصمة الهندية دلهي بشهرة عالمية  بعد تغيير اسمها إلى «قرية ترمب» تقديراً للرئيس الأميركي
حظيت قرية مارورا النائية التي تبعد نحو 80 كم عن العاصمة الهندية دلهي بشهرة عالمية بعد تغيير اسمها إلى «قرية ترمب» تقديراً للرئيس الأميركي

ما أهمية أي اسم؟ يصبح مهماً كثيراً حين يكون للرئيس الأميركي دونالد ترمب.
في الهند احتج سكان قرية في ولاية هاريانا الواقعة شمال البلاد، أغلب سكانها من المسلمين، بسبب رغبتهم في الاحتفاظ بهويتهم الجديدة التي تحمل اسم «ترمب». بدأ الأمر حين حظيت قرية مارورا النائية، التي تبعد نحو 80 كم عن العاصمة الهندية دلهي، بشهرة عالمية بعد تغيير اسمها إلى «قرية ترمب» تقديراً للرئيس الأميركي.
وفي إطار مراسم الاحتفال بالاسم الجديد للقرية، تم وضع لوحة إعلانية ضخمة مكتوب عليها «مرحباً بكم في قرية ترمب»، وإلى جوارها صورة فوتوغرافية للرئيس الأميركي مبتسماً ابتسامة عريضة. وتضمن احتفال التسمية كل ملامح الفعاليات الكبرى من مراسم، من إنشاد أطفال المدارس للأغاني، إلى حضور إعلامي محلي طاغي. وكان أهل القرية يشعرون بالحماسة نظراً للشهرة التي جاءت من نصيبهم مؤخراً.
مع ذلك لم يدم التغيير طويلا، حيث أعلنت إدارة المنطقة أن هذه الخطوة لم تكن قانونية، حيث لا يسمح لأي قرية بتغيير اسمها دون الحصول على التصريح اللازم من السلطات المختصة.
ونقلت صحيفة «ذا إنديان إكسبريس» عن ماني رام شارما، نائب مأمور نو، قوله: «لم يتم تقديم طلب للحصول على تصريح قبل تغيير الاسم. طبقاً للقواعد المتبعة لا يمكن أن يتم السماح بذلك». وبناء على ذلك، تمت إزالة اللوحة التي تحمل اسم ترمب، لكن هذا الإجراء أثار حفيظة 140 أسرة، أغلبيتهم من المسلمين، يعيشون في القرية، وأكثرهم من المزارعين والعمال.
قال شوكت علي، كبير القرية: «نريد الاحتفاظ باسم ترمب. لقد أعطانا هوية جديدة، واعتراف بنا، وأمل في التنمية».
ويقرأ شباب القرية كل ما تصل إليه أيديهم لزيادة معرفتهم عن الرئيس الأميركي.
يخبر عبد الحي، طالب في الصف العاشر ويعمل إلى جانب دراسته، مجموعة من كبار السن: «دونالد ترمب رئيس أميركا، وزوجته اسمها ميلانيا. وقد التقى مؤخراً برئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ويدعم موقف الهند في مواجهة باكستان».
على الجانب الآخر، يقول إسرار علي، طالب في الصف الثاني عشر: «أحرص على معرفة كل التفاصيل الممكنة عن ترمب لأننا قررنا تنظيم احتجاج شعبي كبير للاحتفاظ باسم ترمب كاسم لقريتنا». حين تم سؤال عنايات حبيب عن الحظر، الذي فرضه ترمب على دخول المسلمين إلى أميركا، قالت: إن هذا كان ضد كافة البلاد التي تشجع الإرهاب، مشيرة إلى أن «الرئيس الأميركي لديه الحق في حماية بلاده».
ويحظى الرئيس ترمب بعدد كبير من المؤيدين في الهند، وأكثرهم من الهندوس، الذي يشعرون بأنه سينقذ العالم من الإرهاب. خلال فترة التحضير للانتخابات الرئاسية الأميركية العام الماضي، كان الكثير من الهنود يصلون من أجل فوزه، وأقاموا الاحتفالات والمهرجانات في مومباي ونيودلهي عند فوزه بالرئاسة. حتى أثناء حملته الانتخابية حاول ترمب جذب الناخبين الأميركيين من ذوي الأصول الهندية، ونظم حملة إعلانية باللغة الهندية.
بعد مواصلة سكان القرية للاحتجاج من أجل الاحتفاظ باسم ترمب، زار بونيت أهلواليا، أحد معاوني الرئيس الهندي، القرية. وافتتح أهلواليا حمامات عامة جديدة، ومركز تدريب مهني، لسيدات وفتيات القرية. وصرح قائلا: «أشعر بالتميز لكوني جزءا من حلم المهاتما غاندي، ورؤية رئيس الوزراء ناريندرا مودي في جعل القرى نظيفة».
وقال: «مرحباً بخطوة اختيار تسمية القرية باسم ترمب، إنه سوف يساعد في تسليط الضوء على الأمور والقضايا المهمة على المستوى الدولي ومنها النظافة. ويبعث هذا رسالة ملهمة إلى قادة العالم مفادها إحداث تغيير اجتماعي واقتصادي في حياة الناس العاديين».
وأصدرت لجنة قرية مارورا قراراً بالإجماع يقضي رسمياً بتغيير اسم القرية إلى «قرية ترمب». وقال بسم الله أحمد، رجل يبلغ من العمر 72 عاماً: «نوافق جميعاً على الاسم الجديد أملا في تطوير وتنمية هذه المناطق المحرومة من هاريانا. مع ذلك تحرمنا الحكومة من الشهرة الجديدة التي حظينا بها بقواعدها ولوائحها الغبية. إنها أرضنا ولنا حق اختيار الاسم الذي نريده لأنفسنا».
وتقول زليخة علي: «على الأقل ساعدنا اسم ترمب في الحصول على حمامات جديدة مجاناً، ولولا ذلك لاستمرت النساء في قضاء حاجتهن في الخلاء. ويقال: إن هناك طلبات للحصول على خدمات التعليم والكهرباء وغيرها من أوجه التطور».
كذلك، يطمح أهل القرية في إنشاء مرافق للمياه في قريتهم، وكتابة اسم القرية على خرائط «غوغل».
ظهرت الفكرة وراء تسمية القرية الصغيرة بهذا الاسم في الولايات المتحدة ذاتها حيث أعلن بندشوار باثاك، مؤسس جمعية «سولاب إنترناشونال» الخيرية خلال خطاب في ولاية فيرجينيا أنه يريد تغيير اسم قرية، يبني فيها حمامات، لتصبح باسم ترمب تقديراً له، ولتحسين العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والهند. وأضاف باثاك قائلا: «شعار ترمب هو جعل أميركا عظيمة مرة أخرى، وشعار مودي هو صنع في الهند؛ لذا فكرت لمَ لا نبدأ بداية متواضعة تتمثل في تكريم هذه الصداقة بين الاثنين؟... نحن لا نغير اسم القرية، بل نمنحها اسم شهرة من شأنه أن يجذب الحكومة والمؤسسات الخاصة إلى القرية حاملين معهم التنمية».
وقال باثاك في وقت سابق، إن «هدف خطوة تغيير اسم القرية هو تشجيع رجال الأعمال على تبني القرى في الهند من أجل نشر النظافة». كذلك تتعاون جمعية «سولاب»، التي توفر الحمامات بتكلفة معقولة من أجل إنهاء الصرف اليدوي، مع عدد من مبادرات القطاع العام، والشركات لبناء حمامات عامة وخاصة في مختلف أنحاء البلاد. كذلك أنشأت نحو 10.5 مليون حمام منزلي، و8.500 حمام عام يستخدمه حالياً نحو 15 مليون شخص يومياً في البلاد. حين تم سؤال باثاك عن سر إصرار القرية على التمسك باسم ترمب، قال: «نحن نبذل قصارى جهدنا للحصول على موافقة الحكومة على هذا الأمر. وضع اسم ترمب على قرية يعد إشارة رمزية توحي باحترام الرئيس الأميركي. نحن على ثقة من أن أهل القرية سوف يعيشون حياة أفضل، وفي الوقت ذاته يقطعون شوطاً هائلا نحو دعم العلاقات الثنائية بين أميركا والهند».



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».