مليار دولار عائدات السودان من «الحكومة الإلكترونية» في 6 أشهر

TT

مليار دولار عائدات السودان من «الحكومة الإلكترونية» في 6 أشهر

أعلنت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في السودان، عن تحقيق نحو مليار دولار من عمليات التحصيل الإلكتروني للرسوم الحكومية خلال الستة أشهر الماضية، في إطار مشروع الحكومة الإلكترونية، الذي بدأ مؤخرًا في السودان.
كما أعلنت الهيئة عن استكمال شبكات الاتصالات لطرح نحو ألف خدمة إلكترونية تكتمل بنهاية العام المقبل.
وأوضحت وزيرة الاتصالات وتقنية المعلومات تهاني عبد الله لـ«الشرق الأوسط»، أن مشروع الحكومة الإلكترونية بالسودان يسير بوتيرة جيدة منذ إطلاقه بداية العام الحالي، حيث تم حوسبة العشرات من الوزارات والمصالح الحكومية والقطاع الخاص، مما انعكس على تسهيل الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين وتقديمها بعدالة وشفافية.
وأشارت الوزيرة إلى أن الحكومة الإلكترونية حققت مبالغ كبيرة في برنامج التحصيل الإلكتروني للرسوم الحكومية في عامها الأول، وبلغت نحو مليار دولار، كما استطاع نحو ربع مليون طالب ومواطن الاستفادة من خدمات التقديم الإلكتروني للجامعات والحج لهذا العام، مؤكدة أن جميع العمليات الإلكترونية تمت بسلاسة.
ودعت جميع الشركاء «في الحكومة والقطاع الخاص للعمل معا، وتوحيد الجهود لتجاوز التحديات التي تواجه مشروع الحكومة الإلكترونية»، مؤكدة أنها «ستحقق العدالة والشفافية في المعاملات الحكومية وترشيدها للصرف الحكومي، بجانب تحسين ترتيب السودان في المؤشرات العالمية».
وأعلنت وزيرة الاتصالات وتقنية المعلومات، أن الوزارة شرعت في إجراءات لتأمين المعاملات الإلكترونية عبر الحكومة، واستكمال تأهيل البنية التحتية والتشريعات، وتطوير وتشغيل النظم ونشر الخدمات المحوسبة، وتوسعة الخدمات في الشبكة القومية وإدخال خدمات الجيل الرابع لتكتمل منظومة الحكومة الإلكترونية بشفافية في جميع مراحلها.
ووفقاً للمدير العام للمركز القومي للمعلومات ومدير مشروع الحكومة الإلكترونية في السودان المهندس محمد عبد الرحيم يس، فإن مشروع الحكومة الإلكترونية حقق مردودا اقتصاديا ملموسا خلال الستة أشهر الماضية. موضحا لـ«الشرق الأوسط»، أن العام الماضي شهد، في إطار التحول الإلكتروني بمؤسسات الدولة، توزيع أكثر من تسعة آلاف جهاز حاسوب، وشمل الربط الشبكي أكثر من خمسة عشر ألف جهاز، بجانب توزيع أكثر من ثلاثة آلاف وأربعمائة من الملحقات وتركيب 21 مخدماً وإنشاء 121 فصلا إلكترونيا.
وأكد استعداد بلاده للإسراع في خطوات استكمال الحكومة الإلكترونية، وذلك بالتركيز على تدريب العاملين، استعداداً للمرحلة المقبلة، وذلك لتحقيق التفاعل لكل القطاعات والمواطنين، حتى يتم وضع القرارات وتحقيق العدالة المتكافئة وتبادل الأفكار وتقديم خدمات سهلة للمواطنين.
وتنظم وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في هذا الصدد ورشة عمل اليوم الاثنين حول الاختراقات الإلكترونية في العالم وكيفية الحماية منها، ومدى تأثيرها على السودان. كان السودان أطلق في مارس (آذار) الماضي خدمة السداد الإلكتروني للرسوم الحكومية، ضمن 50 خدمة إلكترونية جديدة لتكتمل حتى 1940 خدمة حتى العام المقبل، والتي ستمكن المواطنين من الاستفادة من الإنترنت وتقنياته وإجراء الكثير من المعاملات المالية الرسمية وغير الرسمية، عبر الشبكة العنكبوتية.



النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات بسبب عقوبات إضافية على إيران وروسيا في حين أثرت توقعات الفائض على الأسواق.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً أو 0.38 في المائة إلى 73.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.08 بتوقيت غرينتش، وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 30 سنتاً أو 0.43 بالمائة إلى 70.32 دولار للبرميل.

واتجه الخامان صوب تسجيل مكاسب أسبوعية بأكثر من ثلاثة في المائة بفعل مخاوف من اضطراب الإمدادات بعد فرض عقوبات أشد على روسيا وإيران، وكذلك آمال بأن تعزز إجراءات التحفيز الصينية الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.

ومن المتوقع أن تظل واردات الخام للصين، وهي أكبر مستورد في العالم، مرتفعة حتى أوائل عام 2025، إذ تميل المصافي لزيادة الإمدادات من السعودية، أكبر مُصدر في العالم، بسبب انخفاض الأسعار بينما تسارع المصافي المستقلة إلى استغلال حصصها.

ورفعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط توقعاتها لنمو الطلب إلى 1.1 مليون برميل يومياً، من 990 ألف برميل يومياً في الشهر الماضي. وقالت إن نمو الطلب «سيكون إلى حد كبير في الدول الآسيوية بسبب تأثير إجراءات التحفيز الأحدث في الصين».

ومع ذلك، توقعت الوكالة فائضاً في العام المقبل، عندما كان من المتوقع أن تزيد الدول غير الأعضاء في تحالف أوبك بلس الإمدادات بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، بقيادة الأرجنتين والبرازيل وكندا وجيانا والولايات المتحدة. ويراهن المستثمرون على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تكاليف الاقتراض الأسبوع المقبل على أن يُتبع ذلك بتخفيضات أخرى العام القادم بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية ارتفاعاً غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.

وبالتزامن، ذكرت «بلومبرغ نيوز»، يوم الجمعة، أن الإمارات تعتزم خفض شحنات النفط في أوائل العام المقبل وسط مساعي مجموعة أوبك بلس لانضباط أقوى في تلبية أهداف الإنتاج.

وذكر التقرير أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خفضت شحنات النفط الخام المخصصة لبعض العملاء في آسيا، مما قلص الأحجام بنحو 230 ألف برميل يومياً عبر درجات الخام المختلفة، وذلك نقلاً عن شركات لديها عقود لتلقي الشحنات.

من جهة أخرى، قال متعاملون ومحللون إن سعر النفط الخام الإيراني للصين ارتفع إلى أعلى مستوى منذ سنوات بسبب عقوبات أميركية إضافية أثرت على قدرات الشحن ورفعت تكاليف الخدمات اللوجيستية.

ويؤدي ارتفاع أسعار النفط الإيراني والروسي إلى زيادة التكاليف على المصافي الصينية المستقلة التي تمثل نحو خمس الطلب في أكبر سوق مستوردة للخام في العالم، مما يسلط الضوء على تحديات محتملة في ظل توقعات بأن تزيد إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب الضغوط على طهران عندما تتولى السلطة.

وأوضح متعاملون أن بعض المصافي تتحول إلى إمدادات غير خاضعة لقيود العقوبات، بما في ذلك من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا، لتلبية الطلب الموسمي في الشتاء وقبل رأس السنة القمرية الجديدة.

وانخفضت الخصومات على الخام الإيراني الخفيف لنحو 2.50 دولار للبرميل مقابل خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال على أساس تسليم ظهر السفينة في ميناء الوصول للصين، وذلك مقارنة بخصومات أقل من أربعة دولارات في أوائل نوفمبر. وقال متعاملون إن الخصومات على الخام الإيراني الثقيل تقلصت أيضاً إلى نحو أربعة إلى خمسة دولارات للبرميل من نحو سبعة دولارات في أوائل نوفمبر.

وترتفع أسعار الخام الإيراني منذ أكتوبر (تشرين الأول) عندما انخفضت صادرات الدولة العضو في «أوبك» في أعقاب مخاوف من هجوم إسرائيلي على منشآت نفط إيرانية.

وأفادت المصادر وبيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن بأن تشديد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للعقوبات على طهران الأسبوع الماضي أدى إلى توقف بعض السفن التي تنقل الخام الإيراني عبر ناقلات أخرى إلى الصين قبالة سواحل سنغافورة وماليزيا.

وأظهرت بيانات كبلر لتتبع السفن أن واردات الصين من النفط الخام والمكثفات الإيرانية انخفضت في نوفمبر بنحو 524 ألف برميل يومياً إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 1.31 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق.

وأظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن أن عدداً من ناقلات النفط الخام العملاقة الخاضعة للعقوبات تبحر قبالة سواحل ماليزيا. وأوضحت البيانات أن ناقلة نفط خاضعة للعقوبات أبحرت من الصين يوم الجمعة. وقالت مصادر تجارية إن الناقلة أفرغت حمولتها في ميناء ريتشاو بمقاطعة شاندونغ.

وقال محللون إن أسعار النفط الإيراني تلقت دعما جزئياً من تعافي الطلب في الصين مع شراء المصافي المستقلة المزيد من الخام بعد الحصول على حصص استيراد إضافية من الحكومة وزيادة إنتاجها من الوقود قليلاً.