العراق وإيران يوقعان مذكرة تفاهم حول التعاون العسكري

الحيالي لشمخاني: الجيش لن يسمح بتقسيم البلاد

أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي شمخاني لدى استقباله وزير الدفاع العراقي عرفان محمود الحيالي في طهران أمس (وكالة تسنيم)
أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي شمخاني لدى استقباله وزير الدفاع العراقي عرفان محمود الحيالي في طهران أمس (وكالة تسنيم)
TT

العراق وإيران يوقعان مذكرة تفاهم حول التعاون العسكري

أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي شمخاني لدى استقباله وزير الدفاع العراقي عرفان محمود الحيالي في طهران أمس (وكالة تسنيم)
أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي شمخاني لدى استقباله وزير الدفاع العراقي عرفان محمود الحيالي في طهران أمس (وكالة تسنيم)

يجري وزير الدفاع العراقي عرفان الحيالي مباحثات رسمية في إيران تتعلق بتطوير التعاون العسكري بين البلدين. ووصل الحيالي إلى طهران، أول من أمس، على رأس وفد من وزارة الدفاع العراقية تلبية لدعوة رسمية وجهها له نظيره وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان. وتفيد الأنباء الواردة بأن الجانبين وقعا مذكرة تفاهم في المجال الدفاعي - العسكري.
وخلافا للأصداء التي خلفتها زيارة وزير الداخلية قاسم الأعرجي إلى السعودية مؤخرا، لفت انتباه المراقبين أن وزارة الدفاع العراقية لم تصدر بيانا رسميا عبر منافذها ومواقع الإلكترونية بشأن زيارة وزيرها إلى إيران. ويقول عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية حاكم الزاملي، إن «الزيارة تهدف إلى تحسين العلاقات بين البلدين، وهي زيارات يقوم بها وزراء أمنيون إلى دول الجوار المختلفة، بهدف التعاون والتنسيق وتعزيز التعاون العسكري، من حيث التجهيز والتسليح والتدريب وتبادل المعلومات». ويضيف أن الوزير الحيالي «أبلغ لجنة الأمن والدفاع، أن الزيارة تهدف إلى تعزيز التعاون العسكري مع إيران باعتبارها دولة محورية في المنطقة».
ويعتقد الزاملي أن عمل وزير الدفاع الحالي يتعلق بتوفير الدعم اللوجيستي لقواته وليس إدارة عملياتها العسكرية، لذلك فإنه يعتقد أن زيارة وزير الدفاع لا تتعلق بالحرب ضد «داعش»، ويؤكد «وجود عقود تجهيز معدات عسكرية مع الجانب الإيراني، لكنها ليست بالمستوى الكبير كما تروج بعض الأطراف، وأغلب الأسلحة العراقية تشترى من الولايات المتحدة وروسيا ودولة أخرى». وبشأن ما تقوله بعض القيادات العسكرية الإيرانية من تقديمها أسلحة ومعدات عسكرية مجانية إلى العراق في حربه ضد تنظيم داعش قال الزاملي: «لا توجد أي دولة أعطت للعراق طلقة واحد من دون ثمن يدفعه العراق».
إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن العراق وإيران وقعا اتفاقا أمس لزيادة التعاون العسكري ومحاربة «الإرهاب والتطرف» مما سيثير على الأرجح المخاوف في واشنطن، حسب وكالة رويترز. وقالت وكالة «إرنا» إن الجانبين وقعا مذكرة تفاهم تشمل تطویر التعاون وتبادل التجارب فی محاربة الإرهاب والتطرف وأمن الحدود والدعم التدریبي واللوجیستي والتقني والعسكري.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد عبر عن قلقه لما يعتبره تناميا في النفوذ الإيراني في الصراعات بسوريا واليمن والعراق إذ تتحالف طهران مع مقاتلين شيعة. كما اتهم الجيش الأميركي إيران بتأجيج العنف في العراق من خلال تمويل وتدريب فصائل مسلحة وتزويدها بالعتاد. وتنفي إيران هذا وتلقي باللوم في العنف على وجود قوات أميركية في العراق.
من ناحية ثانية، أكد وزير الدفاع العراقي خلال لقائه مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، أن الجيش لن يسمح بفتنة جديدة وخطوات غير قانونية تهدف إلى تقسيم العراق، حسبما أوردته شبكة «رووداو» الإعلامية. من جهته، اعتبر شمخاني وحدة التراب العراقي وتلاحمه الوطني ضمانة للاستقرار والأمن وحماية مصالح جميع القوميات والطوائف العراقية، وقال إن التوجهات الانفصالية يمكنها أن تمهد الأرضية لتوسع أطماع أعداء العراق وتمهيد الأرضية بالتالي لزعزعة الأمن والاستقرار في هذا البلد مستقبلا، وذلك في إشارة إلى مشروع الأكراد لإجراء استفتاء على استقلال إقليم كردستان في 25 سبتمبر (أيلول) المقبل.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».