احتجاجات شعبية خجولة بعد إقرار البرلمان اللبناني سلسلة ضرائب

الجميل: السلع سيرتفع سعرها بما بين 5 و10 %

احتجاجات شعبية خجولة بعد إقرار البرلمان اللبناني سلسلة ضرائب
TT

احتجاجات شعبية خجولة بعد إقرار البرلمان اللبناني سلسلة ضرائب

احتجاجات شعبية خجولة بعد إقرار البرلمان اللبناني سلسلة ضرائب

أقر المجلس النيابي اللبناني، أمس، على وقع احتجاجات شعبية، مجموعة ضرائب لتغطية تكلفة سلسلة الرتب والرواتب التي تم اعتمادها لزيادة رواتب موظفي القطاع العام والمدرسين. واعتصم العشرات في «ساحة رياض الصلح» بوسط بيروت، رفضا لزيادة هذه الضرائب التي وصفوها بـ«العشوائية»، مطالبين بتمويل السلسلة بوقف الهدر والفساد.
ووفق «الوكالة الوطنية للإعلام»، فإن من أبرز البنود الضريبية التي تم إقرارها، الأملاك البحرية التي يستوفى منها مليون دولار، وضريبة على الفوائد المصرفية، وعلى المسافرين، وعقود البيع العقارية.
وعدّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أنه «كان من الأفضل إقرار الموازنة أولا، ومن ثم السلسلة بعد تحديد موارد لتمويلها»، لافتا إلى أن «الجميع اليوم بصدد التفتيش عن إيرادات لهذا التمويل»، مستذكرا في هذا السياق دور القائد في الجيوش والمرحلة التي تولى فيها قيادة الجيش، فقال: «على القائد أن يتحضر لمعركته قبل الدخول فيها، كي يتمكن من تحقيق الانتصار، إلا أنه في حال لم يتهيأ ويتحضر لها جيدا، يبدأ معركته مفتشا عن إمكانات وأدوات تمكنه من الفوز، وفي النهاية يخسر هذه المعركة، وبالتالي الحرب التي يخوضها». وأضاف: «من هنا كان يجب وضع دراسة لمعرفة تأثير هذه السلسلة على النمو الاقتصادي وعلى الإنتاج وعلى وضع لبنان المالي، لا سيما أن قيمة الدين العام بلغت 75 مليار دولار وقد ترتفع أكثر، بما سيؤثر بشكل كبير جدا على الوضع الاقتصادي».
ودعا عون إلى بذل جهد إضافي لتصحيح بعض النقاط الواردة في السلسلة؛ «خصوصا أن الموضوع المالي له أهمية قصوى بالنسبة إلى توظيف الإنتاج، وهو القادر على تصحيح الوضع الاقتصادي ودعم الليرة؛ إذ لن تتمكن أي دولة من دعم عملتها الوطنية من خلال زيادة نسبة الدين العام».
وفور الإعلان عن إقرار الزيادات الضريبية، طالب وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني، التجار بالالتزام بنسب الأرباح المشروعة، وعدم رفع الأسعار، خصوصا فيما يتعلق بالمواد الغذائية والطبية. وقال إن «أي مخالفة ستعرض صاحبها للملاحقة القانونية، فمصلحة المواطن اللبناني فوق كل اعتبار آخر».
إلا أن الحملة الأوسع التي تم شنها على أداء المجلس النيابي، تولاها رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل الذي عدّ أن «الضرائب التي أقرت هدفها تمويل حملة السلطة الانتخابية وليس السلسلة». وفي مؤتمر صحافي عقده في مجلس النواب بعد انتهاء الجلسة التشريعية، لفت رئيس «الكتائب» إلى أن نواب السلطة أقروا أكثر من 15 ضريبة تطال مباشرة جميع المواطنين بحياتهم اليومية، محذرا من «أننا سنرى غلاء معيشة كبيرا يطال جميع فئات المجتمع»، وقال: «من قام بالأمر هو مجلس نواب مدد لنفسه 3 مرات ولا شرعية شعبية له ليقر ضرائب، كما أنه لا دراسة اقتصادية تقدمت لنا عن تأثير الضرائب على التضخم والبطالة والنتائج الاجتماعية والاقتصادية، كما أنه لا معلومات لدينا عن نتائج الضرائب».
وتحدث الجميل عن دراسات تؤكد أن السلع سيرتفع سعرها بما بين 5 و10 في المائة جراء الضرائب المفروضة، عادّاً أن الضريبة آخر ما يجب اللجوء إليه بعد استنفاد الوسائل الأخرى.
من جهته، أكد أمين سر تكتل «التغيير والإصلاح» رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان، أن «أبلغ موقف ضد الضرائب هو العمل على تحقيق وفر من الهدر الموصوف الذي رأيناه في الموازنة، لأن الكلام وحده لا يفيد»، مطالبا بـ«استبدال الـ(tva) من خلال الوفر بالموازنة». وقال: «نحن صوتنا مع الضرائب على الشركات الكبيرة والأملاك البحرية. وسنرفع تقريرنا حول الموازنة خلال أسبوع، ونتمنى خلال مناقشة الموازنة اتخاذ الزملاء النواب قرارا بتخفيض الضرائب على الناس».
أما النائب عن «حزب الله» علي فياض، فعدّ أن سلسلة الرتب والرواتب التي أقرت «هي أفضل الممكن»، وأن الزيادات المقترحة ذات مستوى على الصعيد الاقتصادي والمعيشي. ودعا الحكومة إلى التحرك عبر أجهزتها الرقابية لوقف زيادة الأسعار لئلا تفرغ السلسلة من محتواها نتيجة السياسات الجشعة، لافتا إلى أن «كتلة الوفاء للمقاومة» و«حزب الله»» عارضا الـ«TVA» على الطبقات والفئات الفقيرة والمستضعفة، «لكن اللعبة البرلمانية هي التي حكمت».
وتزامنا مع انعقاد الجلسة التشريعية، شهدت «ساحة رياض الصلح» في وسط بيروت تحركا خجولا شاركت فيه مجموعات من الحراك المدني وحزبي «الكتائب» و«الأحرار»؛ «رفضا لزيادة الضرائب العشوائية».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.