ماليزيا تفوز بعقد لإنتاج الوقود الحيوي في السودان

TT

ماليزيا تفوز بعقد لإنتاج الوقود الحيوي في السودان

وقع السودان وشركة «بايوناس» الماليزية، أمس، في الخرطوم، على عقد تنموي، ضمن مشروع الحزام الأخضر الأفريقي الذي يمر بـ11 دولة في القارة، تمتد من جيبوتي شرقاً إلى السنغال غرباً.
ويمر الحزام بمساحات كبيرة في السودان، الذي قرر استثمارها في زراعة نبات «الغاتروفا»، وهو أحد المحاصيل لإنتاج الطاقة النظيفة التي بدأ السودان في استخدامها أخيراً.
وجري توقيع العقد في مقر البرلمان السوداني، بحضور رئيسة جامعة أفريقيا للتكنولوجيا، التي تتولى أبحاث وتجارب «الغاتروفا»، ووزارة البيئة والتنمية العمرانية، وممثلي شركة «بايوناس» الماليزية العالمية المتخصصة في صناعة وإنتاج الطاقة النظيفة.
وأوضح الدكتور بشير أدم رحمة، رئيس اللجنة الزراعية والغابات بالمجلس الوطني (البرلمان)، أن ما تم توقيعه مع الماليزيين، بحضور جميع الجهات ذات الاختصاص، هو مشروع أفريقي تصل تكلفته إلى نحو 20 مليار دولار، وهو عبارة عن حزام شجري يعبر قارة أفريقيا من الغرب إلى الشرق، وتتولاه الوزارات المعنية في 11 دولة أفريقية شريكة في المشروع.
وأضاف أن مساحات كبيرة من الحزام الأفريقي الأخضر تمر عبر ولايات إنتاجية في السودان، وتشتهر بزراعة محاصيل كثيرة لإنتاج الوقود الحيوي، خصوصاً الذي يستخدم للطائرات، الأمر الذي حدا بالسودان إلى الاستفادة من الخبرات الماليزية في هذا الشأن.
وحول تمويل المشروع، أوضح رحمة أن التمويل شراكة بين الأم المتحدة والبنك الدولي والقطاع الخاص السوداني، ويتكون من مجمعات سكنية في مسار المشروع الذي يمتد من كسلا في شرق البلاد إلى دارفور، وكل مجمع سكني عبارة عن مجمعات حضارية حول الحزام الشجري. وأضاف أن للسودان تجارب ناجحة في إنتاج الوقود من المحاصيل، حيث نجحت شركة سكر كنانة في استخراج الوقود من منتجات قصب السكر ومخلفاته، ويحدث المشروع حالياً تنمية كبيرة في المنطقة، كما تعد «الغاتروفا» من المحاصيل النقدية العالمية التي يصنع منها أدوية واستخدامات علمية، نتج عنها قيام مراكز وبحوث لنبات «الغاتروفا» في السودان.
وقال رئيس لجنة الزراعة والغابات والثروة الحيوانية بالبرلمان السوداني، في حديث لوسائل إعلامية محلية أمس، إن مشروع الحزام الأفريقي ستتم خلاله إقامة مشاريع اقتصادية حيوية، خصوصاً مشاريع الطاقة النظيفة، بجانب مجمعات سكنية تصل سعتها إلى نحو 300 ألف أسرة، تستوعب الوحدة السكنية الواحدة 10 أفراد.
ولم يخفِ عضو المجلس الوطني السوداني مخاوفه من تعرض المشروع لـ«الاهتزاز»، مثلما حدث لمشاريع استراتيجية كبرى في البلاد، وقال: «إن المشروع يمكن أن يكون حلم السودان للتنمية المتكاملة... نأمل أن ينفذ، ولا يضيع كالفرص التي ضاعت على البلاد».



انطلاق «ملتقى السياحة السعودي 2025» بمشاركة أكثر من 100 جهة

جانب من «ملتقى السياحة السعودي 2025» بالرياض (الشرق الأوسط)
جانب من «ملتقى السياحة السعودي 2025» بالرياض (الشرق الأوسط)
TT

انطلاق «ملتقى السياحة السعودي 2025» بمشاركة أكثر من 100 جهة

جانب من «ملتقى السياحة السعودي 2025» بالرياض (الشرق الأوسط)
جانب من «ملتقى السياحة السعودي 2025» بالرياض (الشرق الأوسط)

استضافت العاصمة الرياض النسخة الثالثة من «ملتقى السياحة السعودي 2025»، بمشاركة أكثر من 100 جهة؛ حيث يقدم منصة شاملة لاستعراض أحدث المستجدات في القطاع، من خلال إبراز المشروعات الاستثمارية، وتطوير المهارات والقدرات، وبناء شراكات جديدة تسهم في دفع عجلة التنمية السياحية في المملكة.

ويسعى الملتقى، الذي يقام في الفترة من 7 إلى 9 يناير (كانون الثاني) الحالي، بالشراكة مع وزارة السياحة وهيئة السياحة السعودية وصندوق التنمية السياحي، إلى تقديم تجارب مبتكرة لزوّاره واستكشاف إمكانات الوجهات المتنوعة التي تتميز بها المملكة.

وأكد رئيس السياحة الداخلية في الهيئة، محمد بصراوي، خلال الكلمة الافتتاحية، أن قطاع السياحة يشهد مسيرة مستمرة من التقدم والنمو المتسارع، مع تحقيق أرقام قياسية وابتكار منتجات جديدة. وقال: «في عام 2023، احتفلنا بوصول عدد الزوّار إلى 100 مليون زائر للمملكة، وهو ما يتماشى مع طموحات (رؤية 2030) وتوجيهات ودعم قيادتنا الحكيمة».

وأضاف بصراوي أن النسخة السابقة للملتقى شهدت مشاركة أكثر من 28 ألف زائر من 100 جهة، وتم توقيع 62 اتفاقية، منها 9 اتفاقيات مع الهيئة السعودية للسياحة، إضافة إلى استحداث أكثر من 20 مبادرة ومنتجاً جديداً.

وأكد أن النسخة الحالية ستشهد مزيداً من الشراكات المثمرة والتسهيلات التجارية في قطاع السياحة، إلى جانب إطلاق حملات ترويجية دولية ومحلية لتعزيز مكانة المملكة بصفتها وجهة سياحية رائدة.

جناح صندوق التنمية السياحي في «ملتقى السياحة السعودي 2025» بالرياض (الشرق الأوسط)

من جانبه، قال المتحدث الرسمي للصندوق، خالد الشريف، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على هامش الملتقى، إن الصندوق يعمل على تنفيذ أكثر من 135 مشروعاً مؤهلاً في جميع أنحاء المملكة، تبلغ قيمتها الإجمالية أكثر من 40 مليار ريال. ما يُمثل إنجازاً كبيراً في غضون 4 سنوات فقط، مشيراً إلى أن من بين المشروعات التي تم العمل عليها إنشاء أكثر من 8800 غرفة فندقية، موزعة على مختلف المناطق، بما في ذلك أبها والباحة والطائف والعلا والمدينة المنورة، وليس فقط في المدن الكبرى مثل الرياض وجدة والمنطقة الشرقية.

وأكد الشريف أن الاستثمارات السياحية في المملكة تستهدف جميع المدن والطموحات، مشدداً على أن هذه المشروعات هي البداية فقط مع دعم الدولة المستمر. ولفت إلى أن الصندوق يُركز على جذب الاستثمارات الأجنبية في القطاع السياحي، بالتعاون مع وزارتي الاستثمار والسياحة، ومن أبرز الأمثلة على نجاح هذه الجهود هو مشروع فندق «ريكسوس» في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، إضافة إلى مشروع «صندوق أريز»، الذي يتضمن إقامة أكثر من فندق في مختلف مناطق البلاد.

وأشار الشريف إلى أن منطقة عسير تعد واحدة من أبرز المناطق المستهدفة في القطاع السياحي، نظراً لتنوع طبيعتها الجغرافية، موضحاً أن هذه المنطقة تستهدف السياح المحليين والدوليين في فصل الصيف، وأن إجمالي عدد المشروعات في المنطقة الجنوبية بلغ 15 مشروعاً، بقيمة إجمالية تصل إلى 2.6 مليار ريال، معرباً عن أهمية استمرار دعم الصندوق لهذه المشروعات، سواء من قِبَل الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة أو القطاع الخاص.

وتابع الشريف أن الاستدامة تُشكل أحد أبرز توجهات الدولة في القطاع السياحي، مع التركيز على مشروعات البحر الأحمر، التي تعد معياراً عالمياً في مجال الاستدامة، إضافة إلى الاهتمام بالحفاظ على الطبيعة في مناطق مثل عسير، خصوصاً فيما يتعلق بالشعاب المرجانية والجبال.

وأكد أن إشراك المجتمعات المحلية في هذه المشروعات يُعدّ عنصراً أساسياً في نجاحها، ومن أهم أهداف الصندوق في مختلف المناطق.

يُشار إلى أن «ملتقى السياحة السعودي» حقق إنجازات ملحوظة منذ انطلاقته، مسلطاً الضوء على التراث الثقافي الغني والمواقع السياحية المميزة في المملكة، مع المساهمة في تحقيق التزام مشترك نحو تطوير هذا القطاع الحيوي.

ويضم البرنامج مجموعة متنوعة من الندوات وورش العمل التي تُسلط الضوء على أحدث الاتجاهات والتطورات، ما يمكّن الحضور من التفاعل مع المتحدثين الرئيسيين وصناع القرار، إلى جانب تعزيز المهارات والقدرات المهنية لمتخصصي السياحة.