مقتل 4 أشخاص جراء أمطار غزيرة بغرب الهند

راهب بوذي خلال سيره وسط الأمطار في منطقة دارمسالا الهندية (أ.ب)
راهب بوذي خلال سيره وسط الأمطار في منطقة دارمسالا الهندية (أ.ب)
TT

مقتل 4 أشخاص جراء أمطار غزيرة بغرب الهند

راهب بوذي خلال سيره وسط الأمطار في منطقة دارمسالا الهندية (أ.ب)
راهب بوذي خلال سيره وسط الأمطار في منطقة دارمسالا الهندية (أ.ب)

قتل أربعة أشخاص جراء الأمطار الموسمية الغزيرة التي تضرب غرب الهند، حسب ما قال مسؤولون الأحد، معبرين عن قلقهم حول مصير ستة أشخاص آخرين مفقودين جراء مياه الفيضانات.
وقطعت مياه الفيضانات خطوط السكك الحديد الرئيسية وعشرات الطرق في ولاية غوجارات في غرب الهند، حيث توقفت أيضاً إمدادات الطاقة لأكثر من 120 قرية.
وأعلن بانكاج كومار المسؤول الحكومي في الولاية لوكالة الصحافة الفرنسية «مقتل أربعة أشخاص جرفتهم مياه الأمطار صباح السبت». لافتاً إلى أن «ستة آخرين في عداد المفقودين».
وأشار المسؤول إلى مشاركة القوات الوطنية للتدخل في الكوارث في عمليات البحث عن الناجين. وأنقذت هذه القوات بالتعاون مع الجيش الهندي أكثر من ألفي شخص من المناطق الأكثر تضررا ونقلتهم إلى أخرى أكثر أماناً.
وتوقعت الأرصاد الجوية في الهند استمرار هطول الأمطار الغزيرة على الولاية المنكوبة خلال اليومين المقبلين خصوصاً على المناطق الساحلية.
وأدت الأمطار الموسمية إلى فيضانات في عدة ولايات أخرى بينها ولاية بهار (شرق) وولايتا اسام واروناشال براديش في أقصى شمال شرقي الهند.
وهذه أسوأ موجة فيضانات تضرب ولايتي سام واروناشال براديش في سنين إذ لم تتوقف الأمطار منذ أكثر من أسبوع.
وفي إسلام آباد حذرت السلطات الباكستانية من وقوع فيضانات عارمة في إقليم بلوشيستان جنوب غربي البلاد، وذلك مع استمرار الأمطار الموسمية في الهطول بمناطق مختلفة في باكستان.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية نقلا عن قناة «جيو» التلفزيونية الباكستانية أنه تم تسجيل هطول أمطار غزيرة صباح الأحد في عدة مدن من بينها العاصمة إسلام آباد وكشمير، فيما تنبأ خبراء الأرصاد بسقوط أمطار في مناطق أخرى من بينها حيدر آباد ولاهور وروالبيندي.
وفي كراتشي، استمرت الأمطار الخفيفة في السقوط بشكل متقطع منذ بدأت مساء السبت. وتوقع مكتب الأرصاد استمرار سقوط الأمطار حتى غد الاثنين.
وذكرت جيو أنه نتيجة لسقوط الأمطار، انقطع التيار الكهربائي في عدة مناطق، وأفاد متحدث باسم شركة «كراتشي إليكتريك» المحدودة للكهرباء بأن 100 خط لإمدادات الكهرباء قد تعطل بسبب الأمطار، وتمت إعادة بعض هذه الخطوط للعمل ويجري العمل لإصلاح باقي الخطوط.
وفي مدينة خوزدار بإقليم بلوشيستان، يجري البحث عن باقي أفراد أسرة من خمسة أشخاص جرفت مياه الأمطار سيارتهم.
وأفادت تقارير بأن فيضانا قويا من مياه الأمطار جرف سيارة يوم الثلاثاء. وتمكن السكان والسلطات من انتشال جثتي اثنين من أفراد الأسرة ويجري البحث عن الباقين.
كما جرفت مياه الأمطار جسرا على الطريق الرئيسي بين مدينتي كيتا وكراتشي. ونتيجة لذلك تعطل المرور على الطريق وتقطعت السبل بمئات الأشخاص.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».