نقل المشتبه به في مقتل سائحتين ألمانيتين بالغردقة إلى القاهرةhttps://aawsat.com/home/article/974761/%D9%86%D9%82%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%AA%D8%A8%D9%87-%D8%A8%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%82%D8%AA%D9%84-%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D8%AD%D8%AA%D9%8A%D9%86-%D8%A3%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%AA%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B1%D8%AF%D9%82%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9
نقل المشتبه به في مقتل سائحتين ألمانيتين بالغردقة إلى القاهرة
السلطات المصرية لم تكشف بعد عن الدوافع وراء الهجوم
قوات الأمن المصرية أمام الفندق الذي شهد الهجوم بالسكين (إ.ب.أ)
القاهرة:«الشرق الأوسط»
TT
القاهرة:«الشرق الأوسط»
TT
نقل المشتبه به في مقتل سائحتين ألمانيتين بالغردقة إلى القاهرة
قوات الأمن المصرية أمام الفندق الذي شهد الهجوم بالسكين (إ.ب.أ)
قالت مصادر أمنية مصرية إن السلطات نقلت المشتبه به في حادث مقتل سائحتين ألمانيتين بمنتجع في مدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر إلى القاهرة اليوم (السبت) للتحقيق معه أمام نيابة أمن الدولة العليا.
وكان مسؤولون وشهود قد قالوا إن عبد الرحمن شمس الدين (28 عاما)، وهو من محافظة كفر الشيخ في دلتا النيل، قتل السائحتين طعنا على شاطئ في الغردقة وأصاب سائحتين من جمهورية التشيك قبل أن يسبح إلى شاطئ فندق مجاور ويطعن سائحتين أخريين على الأقل.
وقال مصدر إن إجراءات أمنية مشددة صاحبت نقل المشتبه به إلى القاهرة بعد أن استجوبه ضباط قطاع الأمن الوطني في الغردقة.
وذكرت مصادر قريبة من التحقيقات أن شمس الدين وصل إلى الغردقة في حافلة عامة نحو الساعة الخامسة صباح الجمعة ثم اشترى سكينا وتذكرة دخول الشاطئ وهاجم السائحات.
وقال أقارب للمشتبه إنه سافر إلى الغردقة بحثا عن عمل.
وهذا أول هجوم على سائحين أجانب في مصر منذ هجوم شهدته الغردقة أيضاً في يناير (كانون الثاني) 2016 حين طعن رجلان ثلاثة سائحين في أحد الفنادق.
وجاء الهجوم الجديد في وقت تواجه فيه مصر صعوبات في مجال إنعاش قطاع السياحة الذي تأثر بتهديدات أمنية وسنوات من الاضطراب السياسي أعقبت انتفاضة 2011.
وقالت مصادر أمنية وطبية بالغردقة إن إحدى المصابات نقلت إلى القاهرة بطائرة مجهزة طبياً لاستكمال علاجها. ووصفت المصادر حالتها بأنها غير مستقرة لكنها لم تذكر شيئا عن جنسيتها أو إصابتها.
وقال مصدر أمني إن الشاطئ الذي قتلت فيه السائحتان الألمانيتان أغلق اليوم السبت ووضع تحت التحفظ الأمني.
وأضاف أن السلطات شددت إجراءات دخول الفنادق والشواطئ بالنسبة للمصريين كما زادت عدد نقاط التفتيش في منتجع الغردقة الذي يتمتع بشهرة عالمية.
وقالت سلطات المدينة إن إحدى القتيلتين من مواليد 1950 بينما ولدت الأخرى في 1962 وإن كلا منهما تحمل تأشيرة إقامة سارية في الغردقة.
وقال مصدر في الفندق الذي ألقي القبض في مياهه على شمس الدين إن غطاسا عثر على السكين الذي يشتبه بأنه استخدمه في الهجوم كما عثر على هاتفه المحمول.
وكان المهاجم قد حاول الفرار في المياه على ما يبدو.
وأكدت وزارة الخارجية الألمانية صباح اليوم رسميا، أن الامرأتين اللتين قتلتا في الهجوم ألمانيتان.
وقالت متحدثة باسم الوزارة في بيان: «نؤكد بأسف شديد أن سائحتين ألمانيتين قتلتا في هجوم الغردقة».
وشددت المتحدثة باسم الوزارة الألمانية: «نظرا إلى المعلومات المتوفرة لدينا فإن الهجوم استهدف سياحا أجانب في عمل إجرامي يثير الصدمة والغضب لدينا».
ولم تعط السلطات المصرية حتى الآن معلومات نهائية عن دوافع منفذ الهجوم الذي تم توقيفه.
ولا يزال من غير المعروف ما إذا كان مرتبطا بمجموعات متطرفة مثل تنظيم داعش الإرهابي الذي تبنى عدة هجمات دامية ضد قوات الأمن والسياح والأقلية المسيحية من الأقباط.
الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.
واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.
وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.
وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.
وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.
وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
تطييف القطاع الطبي
في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.
وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.
وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.
إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.
وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.
وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.
وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.
استهداف أولياء الأمور
في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.
وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.
في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.
ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.
وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.
ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.
وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.