يمكن استخدام العلاج الوخز بالإبر الصينية لوحده، أو اعتماده بالتزامن مع علاج تقليدي، للمساعدة في تهدئة الآلام. لذا يجب على الرجال الذين يبحثون عن وسيلة فعالة لتخفيف الآلام، أن يضعوا هذا العلاج القديم من ضمن خياراتهم.
يقول هوغو لوبيز، المعالج المجاز متخصص بالوخز بالإبر من مركز ماساتشوستس العام للسرطان التابع لمستشفى هارفارد الجامعي إن هناك أنواعا متعددة من الألم، منها العصبية والعضلية وآلام المفاصل، وكلها تتطلب علاجات معقدة. وأضاف أن المرء أحياناً لا يحتاج ليس إلى علاج أعضائه الجسدية فحسب، بل مشكلاته النفسية أيضاً. في هذه الحالة، يمكن للوخز بالإبر أن يلعب دوراً كبيراً ويعالج المشكلتين معاً.
* العلاج بالإبر
كيف يتم علاج الوخز بالإبر؟ استخدم هذا النوع من العلاجات في الطب الصيني القديم منذ نحو 2000 عام لعلاج جميع أنواع العلل الجسدية والعاطفية.
نظريا، يحصل علاج الوخز بالإبر كالتالي: يتم وخز إبرة رفيعة كالشعرة في نقاط معينة تقع على ممرات محددة في جسم الإنسان تعرف بـ«خطوط الطول». يقال إن هذا النوع من التحفيز يحرر الطاقة (qi التي تلفظ chee)التي قد تكون محبوسة بسبب المرض أو الاضطرابات. وحين تتحرك الطاقة بحرّية، يصبح بإمكان أجهزة الجسد العصبية، والغددية، والهضمية، والمناعية أن تعمل بدرجات قصوى.
غالباً ما يستخدم علاج الوخز بالإبر لعلاج الآلام المزمنة التي تتراوح من آلام أسفل الظهر إلى الشقيقة (الصداع النصفي)، فضلاً عن المشاكل التي يسببها التوتر والضغط.
حتى اليوم، لم يتمكن العلماء من تحديد كيف يتفاعل الجسم مع علاج الوخز بالإبر. ولكن الأبحاث أظهرت أنه على الأرجح يغير طريقة تلقي الدماغ للألم. خلال دراسة نشرت في مجلة الطب البديل والتكميلي، تم إخضاع 18 شخصا أصحاء لتصوير دماغي، في الوقت الذي كانوا يخضعون فيه للتعرض لموجات كهربائية مؤلمة في كاحلهم الأيسر. ثم وضعت الإبر في ثلاث مناطق بين الأصابع وتحت الركبة وبالقرب من الإبهام، وتم تكرار التصوير الدماغي حين أعيد صعق القدم بالكهرباء بعد الوخز بالإبر. فأظهر التصوير أن مناطق الدماغ التي تتحرك خلال تلقي الألم، أبدت نشاطاً أقل بعد علاج الوخز.
* تسريع الشفاء
يمكن للوخز بالإبر أن يسهم في تسريع الشفاء، حيث تحدثت دراسة نشرت في يناير (كانون الثاني) 2017 في مجلة برنامج المنح للبحوث التطبيقية عن 29 اختبارا أجريت على 18000 شخص يعانون من آلام مزمنة في العنق وأسفل الظهر والرأس والركبة. وأظهر التقرير أنه ولدى مقارنته بالعلاج الطبي التقليدي في هذه الحالات، نجح علاج الوخز بالإبر بتقليل حالات آلام الرأس ونوبات الشقيقة، بالإضافة إلى تخفيف حدة آلام العنق وأسفل الظهر. ولكن يجب التنبه إلى أن علاج الوخز بالإبر ليس مفيداً للجميع، خاصة بعد أن أظهرت بعض الدراسات أن نتائجه قد تكون متواضعة ومتفاوتة. وعلى سبيل المثال، أظهرت دراسة نشرت عام 2014 في مجلة جمعية الطب الأميركية أن علاج الوخز بالإبر لم يعط نتائج أفضل من علاج مزيف بالإبر استخدم في حالة التهاب مفاصل الركب.
* آمال وتوقعات
في الزيارة الأولى، يقيّم المعالج تاريخ المريض الصحي، الذي يتضمن الأعراض التي يعاني منها حالياً والعادات اليومية. يعتمد عدد الإبر المستخدمة ومناطق وخزها خلال العلاج على المشكلة التي يعاني منها المريض.
تتراوح مقاسات الإبر المستخدمة في علاج الوخز من 0.14 و0.2 ملم بقطر الإبرة، وتتميز برؤوس رفيعة ومستدقة. (للمقارنة، يبلغ سمك شعرة الإنسان 0.18 ملم).
يتم غرز الإبر بواسطة أنبوب مخصص، وتبقى في مكانها بين 5 دقائق و30 دقيقة. يقول لوبيز إن أكثر الناس لا يشعرون بها حين تغرز في جسمهم.
ويضيف أن البعض يشعر بتنميل أو رعشة كهربائية طفيفة في بداية غرزها، ولكن ذلك سرعان ما يتلاشى.
في حال كان المريض يشعر بالتردد في الخضوع لعلاج الوخز بالإبر، يمكنه أن يجرب علاج الوخز «دون إبر»، وهو المعروف بـ«علاج الضغط»، الذي يعمل على تنشيط خطوط الطول الجسدية من خلال الضغط اليدوي، وعلاج الليزر البارد غير المؤلم.
يمكن لعدد جلسات العلاج أن يتراوح بين جلسة أو اثنتين في الأسبوع، ويمتد لشهر أو أكثر.
يشعر بعض الناس بالراحة بعد الجلسة الأولى، في حين أن آخرين يحتاجون إلى بضعة أسابيع لملاحظة النتيجة. بعد الجلسات العلاجية الأولى، يمكن للمريض أن يستأنف فحوصاته الطبية التقليدية.
أما تكلفة العلاج فتتراوح بين 60 و120 دولارا للجلسة الواحدة. وتجدر الإشارة إلى أن التأمين الطبي الأميركي لا يغطي العلاج بالإبر، ولكن بعض شركات التأمين تؤمن تغطيته.
*رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»، خدمات «تريبيون ميديا».
** حالات يمكن علاجها بالوخز بالإبر
* الألم المزمن. * ألم أسفل الظهر.
* الشقيقة. * متلازمة القولون العصبي.
* الاكتئاب. * الأرق. * الفصال العظمي. * الإمساك. * اعتلال الأعصاب المحيطية.
* متلازمة النفق الرسغي.

