«سوق عكاظ» ينطلق الأربعاء... موسم للشعر والفنّ والتراث

يحتفي بالشاعر الجاهلي دريد بن الصمة والشاعر حمزة شحاتة

جانب من فعاليات سوق عكاظ - شخصيات تاريخية كما بدت في سوق عكاظ - استحضار لسوق عكاظ كما كان في سالف الأزمان
جانب من فعاليات سوق عكاظ - شخصيات تاريخية كما بدت في سوق عكاظ - استحضار لسوق عكاظ كما كان في سالف الأزمان
TT

«سوق عكاظ» ينطلق الأربعاء... موسم للشعر والفنّ والتراث

جانب من فعاليات سوق عكاظ - شخصيات تاريخية كما بدت في سوق عكاظ - استحضار لسوق عكاظ كما كان في سالف الأزمان
جانب من فعاليات سوق عكاظ - شخصيات تاريخية كما بدت في سوق عكاظ - استحضار لسوق عكاظ كما كان في سالف الأزمان

ضمن حزمة واسعة من الفعاليات والندوات الثقافية والمسرحية، ينطلق الأربعاء المقبل مهرجان «سوق عكاظ» في دورته الـ11. ويحتفي هذا العام بالشاعر الجاهلي دريد بن الصمة.
يرعى المهرجان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وتنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني. وتعد هذه الدورة من السوق، الأولى التي تتولى فيها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مسؤولية الإشراف على سوق عكاظ بالتنسيق مع إمارة منطقة مكة المكرمة والأجهزة التنفيذية في محافظة الطائف قبل أشهر.
يُنظّم مهرجان «سوق عكاظ» في موقعه التاريخي في العرفاء شمال شرقي مدينة الطائف، وكانت «عكاظ» التي ابتكرها العرب ضمن ثلاث أسواق في الجاهلية: «عكاظ، ومجنة، وسوق ذي المجاز»، موسماً سنويا للشعر والأدب والتعريف بالشعراء وإجازة النوابغ ووضع موازين للقوافي ومعايير للأدب الرفيع، وانتخاب أفضل القصائد لتصبح من المعلقات، حيث كانت تضرب للنابغة الذبياني، قبة حمراء من أدم، فتأتيه الشعراء لتعرض عليه أشعارها، وذلك قبل سبعين عاما من الهجرة.
وتعتبر سوق عكاظ فصلاً مهماً من تاريخ العرب قبل الإسلام، فقد كانت تُمثل تجمعاً اقتصاديا، واجتماعياً، وثقافياً، وقد تطورت فيه لغتهم، وشعرهم، وأدبهم، وذابت فوارق لهجاتهم، وعاداتهم، وتوحدت لغتهم نحو اللغة العربية الفصحى.
ومنذ عودة «سوق عكاظ» في عام 2007 أصبح موسماً للشعر والأدب والتراث والثقافة، وإجازة القصيد، وملتقى للأدب والفكر، ومكاناً تجتمع فيه نخبة من المثقفين والأدباء والمفكرين العرب، وتترامى حوله مسابقات الفنّ والمسرح والخط العربي والتشكيلي، وتقوم حوله النساء السعوديات يعرضن آخر منتجاتهنّ من المصنوعات اليدوية والمنسوجات والمشغولات فيما بات يعرف بمنتجات الأسر المنتجة.
هذا العام يشتمل البرنامج الثقافي للسوق على عدد من الفعاليات، تبدأ يوم الأربعاء المقبل، بإطلاق مسابقة عكاظ للإبداع المسرحي في نسختها الأولى وقيمة جوائزها تقدر بمائتي ألف ريال، على مسرح قاعة فهد ردة للفنون في جمعية الثقافة والفنون بالطائف. ويتنافس فيها سبعة عروض مسرحية من مختلف مناطق المملكة، وهي: مسرحية (الحقيبة) لنادي المسرح في جامعة الملك فيصل في الأحساء، و(ثقوب) فرقة نادي طيبة المسرحي، و(جنون بشر) فرقة أرين المسرحية، و(تشابك) فرقة الوطن المسرحية الرياض، و(غمام) نادي المسرح في جامعة الملك خالد بأبها، و(نعش) نادي المسرح في جامعة الطائف، ومسرحية (أزيز الزوايا) فرقة جمعية الثقافة والفنون في الدمام.
يتواصل البرنامج الثقافي يوم الخميس 13 يوليو (تموز)، تقام أمسية شعرية لشعراء «عكاظ»: محمد التركي، الدكتور أحمد سيد نبوي، وجاسم الصحيح، وسلطان السبهان، وليلى الأحمدي، ويدير الأمسية أحمد إبراهيم البوق.
كما تقام ندوة بعنوان (دريد بن الصمة) يحاضر فيها كل من: الدكتور محمد خير البقاعي، والدكتور صغير بن غريب العنزي، والدكتور محمد الشريف، ويديرها الدكتور مازن الحارثي.
ومحاضرة عنوانها «اللغة العربية في إسبانيا»، يشارك فيها كل من: الدكتور إغناثيو كوتيردي ترانكومث بنيتا، والدكتور إغناثيو فيراندو فرتوس، والدكتور نيقولاس روزير نبوت، والدكتور ماء العينين بن ماء العينين، ويديرها كل من الدكتور سعيد مسفر المالكي والدكتور عبد الله الوشمي.
وتتواصل البرامج الثقافية في سوق عكاظ في العرفا بورشة عمل الطفل والفنون التشكيلية في خيمة الفن التشكيلي.
في اليوم الثالث، الجمعة 14 يوليو، وضمن فعاليات البرنامج الثقافي، تقام محاضرة عن «المواقع التاريخية في محافظة الطائف عبر العصور»، يشارك فيها كل من: الدكتور سعد الراشد، والدكتور محمد بن سلطان العتيبي، والدكتور عبد الله بن محمد الشارخ، والدكتور مترك السبيعي، ويديرها حماد السالمي.
كما يشهد البرنامج الثقافي تنظيم ندوة عن «مستقبل الثقافة والفنون في رؤية 2030»، يشارك فيها كل من الدكتور سعيد مصلح السريحي، الدكتورة منى المالكي، وسلطان البازعي، والدكتور عبد الله الخطيب، ويديرها مسلم الرمالي.
كما تقام أمسية شعرية يحييها «شاعر شباب عكاظ»: طارق صميلي، مع مجموعة من الشعراء الشباب هم: شميسة النعماني، وخليف غالب الشمري، ومحمد عبد العزيز العتيق، ويديرها الأمسية مفرح الشقيقي.
فيما تستضاف في سوق عكاظ وضمن البرنامج الثقافي ورشة «الحرف والصناعات اليدوية الدولية».
اليوم الرابع السبت 15 يوليو، تقام ندوة «المؤسسات وحقوق الطفل الثقافية»، بمشاركة: الدكتور عمر جلون، والدكتورة صباح عيسوي، والدكتورة منى الغامدي، وسلطان النوة، ويديرها الدكتور علي عتيق المالكي.
كما تقام ندوة عن «حمزة شحاتة» يشارك فيها كل من: الدكتور محمد بن مريسي الحارثي، والدكتور عبد الله المعيقل، والدكتور عادل خميس الزهراني، والدكتور إيهاب مصطفى محمد، وتديرها الدكتورة نجلاء مطري.
كما تقام أمسية شعرية، للشعراء: علي النحوي، بديع عليوة، واعتدال موسى ذكر الله، ومحمد فرج العطوي، وأسامة الزيني، ويدير الأمسية الدكتور منصور الحارثي.
وفي موقع سوق عكاظ، تستضاف عدد من الورش الثقافية منها: ورشة عمل «جرب حرفتي» في جادة سوق عكاظ، بالإضافة إلى عرض فرقة «أشبال بني يوسف» وعرض «فرقة نجران».
اليوم الخامس الأحد 16 يوليو، تُنظّم محاضرة في «السياحة الثقافية وأدب الرحلات عربياً ودولياً»، يشارك فيها كل من: الدكتور عايض الزهراني، والدكتور موسى الحالول، والدكتور معجب العدواني، والدكتورة أحلام الوصيفر، ويديرها الدكتور غازي القثامي.
ويشارك في محاضرة عن «تجارب المبدعين الشعرية» كل من الدكتورة فوزية أبو خالد، والدكتور أحمد قران الزهراني، وحسن المطروشي، وعلي الدميني، ويديرها الدكتور أحمد الهلالي.
وفي خيمة الخط العربي بسوق عكاظ تقام ورشة «عمل الخط العربي».
في اليوم السادس الاثنين 17 يوليو، تعقد محاضرة «الأدب الشعبي وثيقة تاريخية»، بمشاركة الدكتورة هيفاء الجهني، ومحمد ربيع الغامدي.
وندوة «البرامج الإعلامية الثقافية في خدمة الثقافة العربية»، بمشاركة الدكتور جمعان الكرت، والدكتورة ناهد باشطح، وقينان الغامدي، وسكينة المشيخص، يديرها خالد قماش.
وتشهد الدورة الحادية عشرة لسوق عكاظ هذا العام تدشين «جادة الثقافة» التي تحتضن فعاليات الخط العربي، وعروض النحت على الصخور، وأنشطة الرسم التفاعلي، وعروض التصوير التاريخي، وجداريات سوق عكاظ، والرسم ثلاثي الأبعاد، والفن التشكيلي، ومعرض «ألوان عكاظ» إضافة لفعاليات فتيان عكاظ. كما تشمل مسرح أطفال عكاظ للمواهب، وفصيح عكاظ للأطفال لتعليم تاريخ اللغة العربية، وراوية عكاظ، وتاجر عكاظ، ومجلس فتيان عكاظ، ورسوم تفاعلية للأطفال، إضافة إلى معرض لألوان عكاظ الذي يعرض الوجهات السياحية كافة التي التقطتها عدسات المصورين، بمشاركة أكثر من 50 مصوراً.
ويتضمن تنظيم 8 رحلات للمصورين السعوديين والخليجيين والعالميين، بالإضافة إلى مسابقة صورة وقصيدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب تنظيم ورشة عمل بعنوان «تفاعل ألوان» تجمع الهواة بأحد مشاهير التصوير، بجانب صور الرحلات في مكتبة الصور السعودية.
فيما ينظم برنامج «لا تترك (أثر)» في سوق عكاظ، معرضاً تفاعلياً يحتوي تطبيقات للبرنامج، ومخيم لا تترك أثر البيئي، وورشات عمل بعنوان «خطط رحلتك»، ورحلات للمشي «هايكنغ عكاظ»، بجانب «رحلات لا تترك (أثر)» في متنزهات الطائف ومسابقات «لا تترك (أثر)».



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».